Akhbar Alsabah اخبار الصباح

كتاب فرنسي يكشف هوية قاتل عرفات

عرفات كشف كتاب فرنسي صدر مؤخرا بعنوان "قضية عرفات..الموت الغريب للزعيم الفلسطيني"، عن معلومات جديدة بشأن مقتل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السابق. وحمّل الكتاب، القيادي المفصول من حركة فتح «محمد دحلان»، مسؤولية اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات». وكشف الكتاب عن تفاصيل مثيرة للإهتمام في رواية مقتل «عرفات» وما أشار له من علاقة «دحلان» المباشرة في تنفيذ خطة قتل الرئيس الفلسطيني على طريقته الخاصة كما طلب من الأمريكان، وفقا لتقرير بصحيفة الأخبار اللبنانية حول الكتاب. وأوشك ناشر الكتاب الإعلامي الفرنسي «إيمانويل» الذي بحث طويلا في هذه القضية، التأكيد على أن الوفاة «لم تكن عرضية ولا طبيعية، وإنما نتيجة موت متعمَّد»؛ بل إن «إيمانويل» كاد أن يلصق تهمة تنفيذ مهمة القتل الإسرائيلية بـ«دحلان». وأضافت الصحيفة أنّ المؤلف أورد قسمًا كاملًا من كتابه للحديث عن علاقة «دحلان» بالإسرائيليين والأميركيين ودول الخليج، واستعاد جملة من الرئيس الأميركي السابق «جورج دبليو بوش» يقول فيها عام 2004 إن «هذا هو رَجُلُنا». حيث أكد الكاتب أن «دحلان» حين زار البيت الأبيض غادره مُحمَّلاً بشيك مصرفي ووعود أميركية بدعم عمليته الأمنية في غزة. وكشف تقرير «الأخبار» عن رسالة اعتبرها التقرير الأهم في الكتاب، وهي نشر المؤلف نص الرسالة التي يقال إن «دحلان» وجهها إلى وزير الدفاع الإسرائيلي في عهد «آرييل شارون» في 13 يوليو/تموز عام 2003، قال فيها «كونوا على ثقة بأن أيام ياسر عرفات باتت معدودة، ولكن اسمحوا لي بأن أنهي الأمر على طريقتي لا طريقتكم». واستنتج الكاتب مما ورد أن «اغتيال عرفات قد يكون نتيجة مسار معقد اجتمع فيه المخطط الإسرائيلي الذي سلم المادة القاتلة، ومسؤول فلسطيني كان قادرا على الدخول إلى المقاطعة (حيث حوصر عرفات في آخر أيامه) ونفذ عملية قتل الزعيم التاريخي الفلسطيني». ونوه التقرير إلى أنّ ثمة أمرًا آخر مثيرًا للانتباه يتعلق بـ«دحلان»، ففي لقاء المؤلف مع «توفيق الطيراوي»، رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية، قال له الأخير أنه «وفق معلوماتنا فإن الرئيس عرفات قد قُتل». وبسؤال المؤلف: «طالما أنكم تأكدتم من مقتل عرفات ومن ان إسرائيل هي المسؤولة فلماذا تواصلون التحقيق؟»، أجاب «الطيراوي»: «لأننا لم نجد بعد القاتل، فإسرائيل هي التي أعطت الأوامر، ولكنْ هناك شخص نفذ ولا يزال طليقاً، وهو الذي نبحث عنه». وعندما يسأله الكاتب: «وكيف تنظرون إلى اتهامات محمود عباس؟»، يسارع «الطيراوي» بالرد أن «عباس لم يتهم دحلان». ويستغرب الكاتب أن يجيب هكذا برغم أنه لم يسأله عن «دحلان». وأشارت الصحيفة -وفقا للكتاب- إلى أن لجنة التحقيق الفلسطينية لم تتألف إلا بعد 6 سنوات من وفاة «عرفات»، وهذا في حدّ ذاته واحد من أسئلة كثيرة مشككة طرحها المؤلف، وبينها: «لماذا تأخرت اللجنة؟ لماذا لم يحصل تشريح لجثة عرفات؟ لماذا استبعد الفرنسيون فورا احتمال التسميم المتعمد، وأعلنوا أن سبب الوفاة غير محدد، ولماذا انتظرت سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني سبع سنوات قبل أن تلجأ إلى فحص ثياب زوجها، التي كانت في شقة سائقها الباريسي؟ ولماذا تخاصمت مع ابن شقيق عرفات ناصر القدوة عام 2012 لناحية إعادة نبش رفاته لفحصه، ولماذا لم ينشر تقرير الخبراء الفرنسيين؟ ولماذا أعيدت صياغة التقرير الروسي في وزارة الخارجية، ولماذا لم يستجب القضاة الفرنسيون لطلبات لجنة التحقيق الفلسطينية؟». كما لفت أن وحده السؤال الأخير يجد جوابا فيه من الشكوك الكثيرة، ذلك أن القضاء الفرنسي يقول إنه لا يمكن أن يستجيب لسلطة فلسطينية لم تصبح دولة ليعاملها بالمثل، وعليها أن تلجأ بالتالي إلى لجنة الإنابة القضائية الدولية. واستطرد الكاتب متسائلا: «فلماذا لم تتقدم السلطة الفلسطينية حتى الآن بطلب قضائي كهذا إلى فرنسا؟». وأضافت الصحيفة اللبنانية أسئلة كثيرة، تشير إلى أن الكاتب الفرنسي يريد القول إنه ما من أحد يريد ان تكشف قضية «عرفات» لسبب مجهول. ويضيف: «ما عاد مقبولا اليوم أن رجالا ونساء يناضلون من أجل حقوقهم وسيادتهم واستقلالهم وديمقراطيتهم، لا يعاملون كشعب راشد يجب حماية كرامته». واختتمت الصحيفة تقريرها أن «الكتاب فعلا جريء، في بلد صار فيه مجرد الإشارة إلى إسرائيل سببا لاتهام القائل بالعنصرية أو اللاسامية، وكأن السامية محصورة باليهود».
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الجمعة 02 يناير 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com