اجتمع سلفيو المغرب على رأيا موحدا في اعتبار حزب النور السلفي في مصر حزبا "خائنا" لمبادئه أولا ثم للدين والوطن، بسبب مواقفه الداعمة للانقلاب في مصر، فقد اعتبر الشيخ السلفي محمد الفيزازي أن حزب النور "حزب خائن لمبادئه قبل أن يكون خائنا لوطنه، وهو ما عجل وسيعجل بتشظيه وتشتته".
"وأضاف الفيزازي، أحد أبرز رموز السلفية المغرب أن، "حزب النور له ارتباط عضوي بالسعودية وله ولاء مطلق للنظام السعودي، وما دام هذا الأخير نصب نفسه وسخر ماله لدعم الانقلاب في مصر فلا يمكن لحزب النور إلى أن يتبنى نفس الموقف" وفق تقديره ، وفقا لـ"عربي 21.
من جهته، أكد الشيخ حسن الكتاني، رئيس جمعية البصيرة للدعوة والتربية، بدوره أنه استنكر "خيانة حزب النور أولا لرئيس الشرعي محمد مرسي ودعمه لما يسمى جبهة الإنقاذ، ثم أثناء وقوفه مع الانقلاب".
وتابع الوجه السلفي المعروف مغربيا وعربيا، أن حزب النور "وقع في خيانة كبرى وانحدر في مستواه إلى أدنى الدرجات، مؤكدا أن "حزب النور لا يمثل إلا نفسه وأن ما يفعله مدان".
وجدد الكتاني دعمه للتكتل الوطني لدعم الشرعية، معتبرا أنه إطار يعبر عن موقف غالبية سلفيي مصر لأنهم ضد الانقلاب ومعه حزب النور.
الشيخ حماد القباج، أحد أنشط وأبرز قادة التيار السلفي بالمغرب خاصة بمدينة مراكش، قال لقد أصبح واضحا حزب النور اخترق مبكرا من (أغوال) السياسة العالمية والمحلية من أجل أن يوظف في توجيه ضربة قوية للإسلام السياسي الذي كان متوقعا وصوله للحكم.
وقدم القباجن وهو رئيس منسقية دور القرآن بالمغرب، أربع "زلات" لحزب النور، اعتبرها مفسرة لمواقفه في دعم الانقلاب، وهي المتعلقة بـ"حداثة عهد أفراده بممارسة السياسة، وكونهم مخترقين بشكل خطير واحترافي"، بالإضافة إلى تواضع مستوى القيادة العلمية (الشيخ برهامي نموذجا)؛ وهو ما يترتب عليه أخطاء فادحة في التقدير الشرعي للمصلحة والمفسدة،، وهي زلاّت حسب الشيخ القباج، "جعلتهم يقبلون بأن يكونوا ورقة في يد أنظمة عربية خاضعة للإمبريالية، في مقابل ما يرونه مصلحة للدعوة ومكسبا سياسيا".
أما الشيخ عبد الوهاب رفيقي، المعروف بأبو حفص، وهو ناشط سلفي وقيادي في حزب النهضة والفضيلة، فقد اعتبر أن موقف حزب النور "مخز". وشدد رفيقي على أن ما حدث للرئيس المنتخب محمد مرسي "انقلاب على الشرعية وعلى إرادة الشعب المصري، وخروج على كل قواعد السياسة، وتنكر لكل الأعراف الديمقراطية التي انخرط فيها الجميع، وفضيحة أخرى لقوى الاستكبار العالمي التي طالما ادعت حماية الديمقراطية"، حسب تعبيره.
وطالب رفيقي المصريين "بالدفاع عن اختيارهم ورئيسهم الذي انتخبوه "لآخر رمق"، مضيفا: "إما أن تدافعوا عن الشرعية؛ وإلا كفّوا عن فلق رؤوسنا بالحديث عن الديمقراطية وقواعد اللعبة السياسية".
يُذكر أن العديد من القيادات السلفية بالمغرب كابدت محنة الاعتقال بالسجون المغربية لعدة سنوات، خاصة على خلفية التفجيرات التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في 16 من مايو 2003، والتي أقر كثيرون وعلى رأسهم الملك محمد السادس؛ بأن المتابعات الأمنية التي أعقبتها عرفت تجاوزات.