Akhbar Alsabah اخبار الصباح

علماء ضد الانقلاب ترفض فتاوى شيوخ العسكر

شيوخ العسكر أفتت جبهة "علماء ضد الانقلاب" أنه لا يجوز شرعا أن يستعمل الدين خادما و"ديكورا" لدى الانقلابيين لتسويغ السياسة الدموية والديكتاتورية، بل يجب أن يكون الدين حاكما كما قال تعالى: "إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ"، مستنكرة خروج فتوى علي جمعة وسالم عبد الجليل وآخرين.

وأوضحت الجبهة في بيان لها، أن الانقلاب جاء دون تسويغ من مجمع البحوث الإسلامية، ولا هيئة كبار العلماء- على عوارهما- لأن فيهم من يخشى الله من أمثال العلامة القرضاوي والمفكر عمارة والمهدي والريان، فما كان أمام العسكر إلا استدعاء من عرفوا أنهم علماء السلطة والشرطة وأمن الدولة ليسوِّغوا ما قرره العسكر سلفا، فصار الدين عندهم خادما لا حاكما!

وقال بيان الجبهة، أنه من شؤم الطالع قيام السيسي بانقلابه على الرئيس الشرعي، وقتله السلميين، وسفكه دماء المصريين لا الصهاينة المحتلين، وحرقه الأجداث بعد موتها، واعتقاله الآلاف من أبناء وبنات مصر، فهذا حلال بل واجب عند علماء السلطة والشرطة، الذين ينطبق عليهم قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ".

وأوضح البيان أن هذا من خيانة الأمانة من الشيخ علي جمعة وأحمد الطيب وسالم عبد الجليل وآخرين، وهذا من أشد الآلام كما يقول طرفة بن العبد: "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على المرء من وقع الحسام المهند".

وأشار البيان إلى واقعة الضابط الذي قتل 80 مصريا فحُرم نعمة النوم، وسأل شيخا أزهريا آخر ففزع، فكلم الشيخ جمعة عن صحة فتواه فقال: "فين الضابط ده أبوس راسه"!.

وأوضحت الجبهة في ردها أن هؤلاء جميعا من الفلول وعيَّنهم المخلوع مبارك، وهم نخالة نظامه، وجدد العسكر للشيخ جمعة مفتيا بالمخالفة بعد بلوغه المعاش، وعزله د. مرسي رئيس الجمهورية لرفض الأغلبية له بعد زيارة القدس في حراسة صهيونية، وإنهاء للمخالفة القانونية، فلما جاء العسكر تحركت أشواقه لمشيخة الأزهر كما كان يخطط الشيخ جمعة، والشيخ سالم متواضع الإمكانات الشرعية، وهو المستشار الديني لشارون مصر "السيسي".

وتابع: "أما عمرو خالد فلم يفتِ بالقتل، وإنما يحمس الجنود على رسالتهم عامة، وإن تراجعت مبادئه كثيرا منذ ثورة يناير، وهي فتنة زل فيها الكثير من القاسي والدنيء، ولذا لم نرَ لأحد من هؤلاء فتوى عندما قتل الطيران العسكري الصهيوني المصريين مرارا على أرضنا في سيناء، فضلا عن قتل إخواننا في فلسطين عامة وغزة خاصة، فصار دم الصهيوني مصانا، ودم المصري مستباحا وفقا لديانة وسياسة الفاسدين الانقلابيين، شيوخا وعسكريين".

وتابع: "لا يُستغرب من الشيخ جمعة فتواه؛ وهو الذي أفتى فتاوى شاذة وضالة أثناء توليه منصب الإفتاء منها أنه لا ربا في النقود الورقية، ويجوز للمسلم بيع الخمور ولحم الخنزير، ويحرم حرمة قطعية الثورة على مبارك، ومن خرج عليه فهو ملعون خارج من الشرعية، ويجوز قتله، والفرق أنه الآن يوجب قتل كل أعداء مبارك وأذنابه من العسكر والانتهازيين".

من جانبه، أوضح د. صلاح سلطان، الأمين العام للجبهة، أن الحديث الذي استدل به الشيخ جمعة هو ما رواه مسلم بسنده عن عرفجة الأشجعي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه".

وتساءل: "ألا تعلم بقول النووي: "وأمركم جميع على رجل له أهلية الخلافة"، فهل للسيسي أو عدلي أهلية الخلافة يا شيخ جمعة؟، وهل أمر مصر كلها على قلب رجل واحد تحت حكم البيادة؟ فلماذا أبادوا اعتصام النهضة ورابعة بهذه القسوة؟، التي حُرِّقت فيها أجساد الشهداء، ولا تزال جذوة المسيرات والمظاهرات تملأ ميادين وشوارع مصر لدرجة خروج 300 مسيرة يوم جمعة الشهداء أول أمس، وأنت تعرف جيدا أنك تخالف تحقيق مناط الحديث ألف في المائة".

وتابع د. سلطان: "هذا الحديث من العام المخصص بما رواه مسلم بسنده عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني ، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)، فهل فارق المعتصمون والمتظاهرون سلميا دينهم فصاروا "خوارج" وتركوا الجماعة فاستحقوا القتل؟!".

وتساءل: "ماذا لو طبقنا فتواك- ولا نوافق عليها إجمالا ولا تفصيلا- ألا يجب قتل من خرجوا على الرئيس المدني الشرعي المنتخب محمد مرسي؟! ولكنا سمحنا للمعارضين طوال العام رغم عدم سلميتهم وبذاءتهم، فلمّا حكمتم قتلتم في 50 يوما 6000 مصري، وجرحتم فوق الـ20000، وسجنتم 10000 مواطن حر، ولم يُضبط واحد بقطعة سلاح، والقنوات العالمية ملأى بحرب الإبادة بالطائرات والدبابات والقناصة بيد من تفتيهم من العسكر.

وأضاف د. سلطان: "لا ندري كيف سيلقى الشيوخ جمعة والطيب وعبد الجليل وآخرون ربهم في بحر الدماء للأبرياء من الرجال والنساء، والشباب والفتيات، والأطفال الذين قتّلوا وحرّقوا وسجنوا، وحرمة المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة".

ودعاهم إلى إعلان التوبة من تأييدكم لهذا الانقلاب الدموي، وقتل وحرق المصريين، وأن يستسمحوا كل أولياء الدم عساهم أن يسامحوكم قبل نصب الميزان، وفصل الخطاب، وتذكروا أنكم إذا لم تفعلوا فستلقون الله قاتلين، وقد روى البخاري بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما).

كما طالب جميع الضباط والجنود أن يتوقفوا عن قتل المصريين، وألا يطيعوا قائدًا في الانقلاب أو شيخا من شيوخ السلطة والشرطة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، خاصة أنكم لم تسمعوا لهم مرة واحدة يخالفون نظام مبارك أو السيسي، واستفتوا أهل العلم والصلاح والتقوى، وقال الإمام مالك وابن سيرين إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه، واستفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك، وصل ركعتين استخارة، وتوبوا إلى الله قبل أن تحاكموا بين يدي الله كما قال سبحانه: "يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا" (الأحزاب:66-68).

ودعا علماء الأمة عامة وعلماء مصر خاصة، و"علماء ضد الانقلاب" بالأخص إلى الكتابة والدعوة والتظاهر السلمي أمام المساجد والمؤسسات الدينية رفضًا لتسييس الدين إرضاء للسيسي، وقولوا لله كلمة في هذه الدماء والتحريق والتعذيب والتزوير والظلم والطغيان كما قال الله تعالى: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا" (الأحزاب:39)، وتيقنوا أن كلمة الحق لا تباعد رزقاً ولا تداني أجلاً.
سياسة | المصدر: الحرية والعدالة | تاريخ النشر : الأحد 25 اغسطس 2013
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com