Akhbar Alsabah اخبار الصباح

إسرائيل تخشى أن تفرض الولايات المتحدة عليها الانسحاب من سورية

الانسحاب من سورية تخشى إسرائيل أن تفرض الولايات المتحدة عليها الانسحاب من المواقع السورية التي احتلتها قبل نحو عام، وسط دهشة من الاستقبال الذي حظي به الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض هذا الأسبوع، وتخوّفات من العلاقات التي تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره التركي رجب طيب أردوغان. ويتزامن ذلك، وفق التفاصيل التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم الجمعة، في وقت تصعّد فيه الجرافات والمعدّات الهندسية في هذه الأيام، على الطريق المعبّد الذي يصل إلى ارتفاع 2800 متر في قمة جبل الشيخ، وهو طريق كان حتى قبل عام تحت السيطرة السورية.
ويقوم مقاولو بناء إسرائيليون بترميم المواقع العسكرية التي احتلتها إسرائيل في أعالي الجبل استعداداً لثلوج الشتاء، والذي، بحسب المستوى السياسي في إسرائيل، لن يكون الشتاء الأخير لجيش الاحتلال الإسرائيلي هناك. في المقابل، يخشى مسؤولون إسرائيليون أن يكون لدى واشنطن ودمشق وجهات نظر مختلفة، خاصة بعد اللقاء الذي جمع الشرع وترامب. وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب، الذي قد يحل محل الاتفاق الذي حافظ عليه نظام الأسد منذ عام 1974 وحتى سقوطه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، "لن يكون اتفاق تطبيع وسلام، بل قد يكون إشكالياً لإسرائيل"، خاصة إذا فرضه ترامب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما فعل مع اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، الذي أبقى الحركة في السلطة في غزة مؤقتاً، وفق ادعائها.

ويحث المسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نتنياهو على "عدم التنازل عن قمة جبل الشيخ السوري" على الأقل (في إشارة إلى القمة التي احتلتها إسرائيل قبل نحو عام)، لما لها من أهمية استراتيجية لأمن الشمال. وتمكن من هذه المنطقة رؤية وتحديد نوع كل مركبة تدخل المنطقة، كما توفّر القمة سيطرة نسبية جيدة على ما تصنفها إسرائيل بطرق تهريب الأسلحة من سورية إلى لبنان، خاصة إلى حزب الله. ووفقاً للمزاعم الإسرائيلية، فإن هذه الطرق شهدت نشاطاً متزايداً في الأشهر الأخيرة، لكن قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة في موقعين على جبل الشيخ تنفذ عمليات تعطيل وإحباط لعمليات تهريب.

وهناك ثمانية مواقع للجيش الإسرائيلي في الجزء الذي احتله منذ نحو عام من الجولان السوري، وهي مواقع قابلة للتفكيك، لكنها مزوّدة ببنية تحتية محسّنة للجنود، وتخضع باستمرار لعمليات ترقية من قبل أفراد قسم التكنولوجيا واللوجستيات لتعزيز الاستجابة العملياتية منها وتحسين ظروف الجنود فيها.

إسرائيل قلقة من تدخل أردوغان وتسليح سورية
وتميل إسرائيل إلى مناقشة الانسحاب من هذه المواقع كما يطالب الرئيس السوري، وفقاً للصحيفة العبرية، لكن مقابل اتفاق وقف إطلاق نار جديد يضمن حرية العمل لإسرائيل لمهاجمة "التهديدات الإرهابية" القريبة أو الناشئة في هذه الجبهة، والتي تزعم إسرائيل أن حزب الله وإيران حاولا خلال العقد الماضي إقامة بنى تحتية عسكرية فيها لتكون جبهة إضافية ضد إسرائيل.

وصرّح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في أكثر من مناسبة على مدار العام الأخير، بأن إسرائيل لن تنسحب من قمة جبل الشيخ التي احتلتها. لكن القرارات بشأن مستقبل الجبل، وفقاً للصحيفة، ستُتخذ على الأرجح في واشنطن وأنقرة. ويبدي مسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقاً كبيراً من التقارب بين ترامب وأردوغان الذي يشكّل الجسر بين الشرع وترامب. ويعتبر هؤلاء أنه قد يسلّح القوات السورية بأسلحة خفيفة، وقد يمدّها لاحقاً بمنصات ثقيلة أو أنظمة دفاع جوي يمكن أن تحوّل القوات السورية إلى جيش فعلي، من بينها بطاريات الدفاع "إس 400" روسية الصنع، التي ستقيد كثيراً نشاط سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة، على حد زعمهم.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين أُصيبوا بالدهشة أيضاً من الاستقبال الذي حظي به الرئيس السوري في البيت الأبيض، ذلك أن إسرائيل تصرّ على أنه "إرهابي". ونقلت عن المسؤولين قولهم: "لم يحدث قط أن زعيم تنظيم إرهابي، كان إرهابياً بارزاً ومطلوباً من قبل الغرب ولم يغيّر نهجه الجهادي ولا يزال محاطاً بشخصيات تسعى إلى تدمير إسرائيل، استُقبل بهذه الطريقة كشخص شرعي في البيت الأبيض، ولعب كرة السلة كصديق قديم مع جنرال كبير في الجيش الأميركي. هناك أكثر من سبب يدعو للقلق من هذا التطور. لا تزال مليشيات الشرع تتكوّن من شاحنات صغيرة، ورشاشات، وطائرات مسيّرة ذات قدرات جيدة لحرب العصابات. إذا نفّذ أردوغان نياته بتسليحهم، فسيكونون في مكان مختلف تماماً".
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الجمعة 14 نوفمبر 2025
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com