
دعا رامي مخلوف رجل الأعمال السوري، وقريب رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، الطائفة العلوية في سورية، إلى عدم الانجرار وراء رجل الدين غزال غزال، الذي دعا أبناء الطائفة للخروج في التظاهرات الأخيرة، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وحث مخلوف في تسجيل مصور جديد بلغت مدته نحو 28 دقيقة، الطائفة العلوية على التزام الحياد والابتعاد عن الانخراط في المشكلات أو التوترات الحاصلة في البلاد، معتبراً أن "الحياد هو الخيار الأكثر أماناً في المرحلة الراهنة"، متوقعاً أن تشهد سورية خلال الأشهر الأربعة المقبلة أحداثاً كبرى، داعياً العلويين إلى التزام بيوتهم والوقوف على الحياد.
وحذّر مخلوف من عواقب الانخراط في مواجهات مع السلطة الحالية، مذكّراً بالمواجهات التي حصلت في مارس/ آذار الماضي في الساحل السوري، التي قال إنها أسفرت عن مقتل وإصابة واعتقال عشرات الآلاف من الطائفة العلوية. ولفت إلى أنه جرى خلال الأيام الأخيرة اعتقال أعداد من العلويين تفوق ما اعتقل إثر مواجهات مارس الماضي. واعترف مخلوف بأن تلك الأحداث "لم تكن ردة فعل على أحداث معينة، بل مخططاً لها من قبل بعض المتهورين الذي ورّطوا معهم أهل الساحل"، وفق وصفه.
وبعد حديثه عن الحياد، هاجم مخلوف الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سورية والمهجر، منتقداً دعوته الجمهور العلوي إلى التظاهر و"النزول بصدور عارية"، محذّراً من أنّ هذا النهج، "يقود العلويين إلى التهلكة"، وفق تعبيره. ودعا العلويين إلى عدم الانسياق كـ"القطيع" في هذا النهج "الذي يريد تحويل العلويين إلى متطرفين". وذكّر مخلوف بأنه هو من دعم الشيخ غزال لتسلّمه هذا المنصب، بعد أن قدّمه "بيت جابر"، لكن دعمه رجل دين، وليس قائداً سياسياً للعلويين.
كما دعا العلويين إلى الوثوق به شخصياً، وعدم الوثوق ببعض رجال الأعمال السابقين الذين وصفهم بالفاسدين، معتبراً أن لهم دوراً في الإساءة للطائفة العلوية، ودعا أيضاً إلى الوثوق بالحليف الروسي، مؤكداً أنه سيكون عوناً لهم وفق قوله.
وكان موقع "تلفزيون سوريا" قد نقل، أمس الثلاثاء، عن مصادر دبلوماسية غربية، قولها إنّ كمال الحسن رئيس شعبة المخابرات العسكرية السابق، في نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ورجل الأعمال المحسوب على النظام المخلوع أبو علي خضر، قد زارا إسرائيل بشكل سرّي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وقدّما مشروعاً انفصالياً كاملاً للساحل السوري.
وفي سياق متصل، قالت المصادر إنّ رامي مخلوف عقد لقاءً في دولة إقليمية مع مسؤول في السفارة الإسرائيلية لديها، طرح خلاله ما وصفها بتحديات ما بعد سقوط النظام، وحاول تسويق فكرة تدخل إقليمي ودولي عبر إسرائيل ودول أخرى لتأمين نفوذ سياسي وأمني لدوائر مرتبطة بالنظام السابق، ضمن ترتيبات جديدة في الساحل ومناطق سورية أخرى.
ووفق المصادر، فإن هذا المسار يندرج ضمن محاولات فلول النظام إعادة التموضع بعد سقوطه في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، عبر فتح قنوات اتصال خارجية، والسعي لفرض أنفسهم طرفاً "لا غنى عنه"، أو أداة يمكن توظيفها لابتزاز الأطراف الدولية والإقليمية بمخاوف أمنية وسياسية واقتصادية.