
أعلنت السلطات المغربية، فجر اليوم الخميس، عن مصرع شخصين بمنطقة القليعة بإقليم إنزكان أيت ملول، جنوب البلاد، بعد إصابتهما بأعيرة نارية خلال عملية صد هجوم واقتحام لمركز للدرك الملكي. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن سقوط قتلى من المتظاهرين منذ بدء احتجاجات "جيل زد" المستمرة منذ السبت الماضي للمطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم ومحاربة الفساد.
وأفادت السلطات المحلية بعمالة إنزكان – آيت ملول، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، بأن قوات الدرك الملكي بالقليعة "اضطرت مساء أمس الأربعاء إلى استعمال السلاح الوظيفي، في إطار الدفاع الشرعي عن النفس، لصد عملية هجوم واقتحام لمركز الدرك الملكي، في محاولة للاستيلاء على الذخيرة والعتاد والأسلحة الوظيفية لرجال الدرك، نفذتها مجموعات من الأشخاص، حيث لقي شخصان مصرعهما متأثرين بإصابتهما بأعيرة نارية، فيما أصيب آخرون أثناء مشاركتهم في هذا الهجوم".
وبحسب بيان السلطات المحلية، فقد "كان المعنيون بالأمر قد عمدوا، ضمن مجموعات من الأشخاص، إلى الانخراط في أعمال عنف وشغب من خلال رشق مركز الدرك الملكي بالحجارة واقتحامه، قبل أن تتمكن العناصر الأمنية من صدهم بادئ الأمر باستعمال قنابل مسيلة للدموع، وذلك في إطار الدفاع الشرعي عن النفس".
وذكرت السلطات المحلية أن ''هؤلاء المهاجمين عاودوا بعد تعزيز صفوفهم بمجموعات كبيرة من مثيري الشغب، الهجوم على مركز الدرك الملكي، مدججين بأسلحة بيضاء ليتمكنوا من اقتحامه واكتساحه، حيث استولوا على سيارة وأربع دراجات نارية تابعة لمصالح الدرك الملكي، وتم إضرام النار في السيارة وفي جزء من بناية المركز، مع الشروع في محاولة الاستيلاء على الذخيرة والعتاد والأسلحة الوظيفية لرجال الدرك الملكي"، وقالت إنه "أمام هذا المعطى الخطير اضطرت عناصر الدرك الملكي لاستخدام أسلحتها الوظيفية، في حالة للدفاع الشرعي عن النفس، لصد هذه المجموعات من المقتحمين".
إلى ذلك، أعلنت السلطات المحلية عن فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه الأحداث وتحديد هويات كافة المتورطين في هذه الأفعال الإجرامية وترتيب الآثار القانونية على ضوء ذلك. ويأتي مصرع الشخصين في وقت عاشت فيه العديد من مناطق المغرب، ليل أمس الأربعاء، مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات الأمن، من بينها منطقة القليعة بضواحي أغادير، ومدينتي سلا ومراكش.
وكان المحتجون قد خرجوا للتظاهر في الشوارع في عدد من المدن، مساء أمس، لليوم الخامس على التوالي، في حين أعلنت رئاسة النيابة العامة عن متابعة حوالي 193 شخصا مشتبها بهم إثر مظاهر العنف والتخريب والتحريض التي عرفتها بعض مدن المملكة ليل الثلاثاء.