
يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على جميع السفن المتّجهة إلى غزة ضمن أسطول الصمود العالمي، ومنع وصولها إلى القطاع، وسط ترقّب إسرائيلي كبير لا سيما مع التوقّعات بأن تصل السفن إلى المياه الإقليمية التي تسيطر عليها إسرائيل صباح اليوم الأربعاء. وتشارك في الأسطول نحو 50 سفينة، ما يشكل تحدياً جديداً لقوات الاحتلال.
وخلال الأيام الأخيرة، أجرت إسرائيل اتصالات مع جهات مختلفة في أوروبا وأوضحت أنها مصممة على منع دخول السفن إلى غزة. وأفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، وفي الأيام الماضية، بأنه إذا لم يكن هناك خيار آخر، فستتم السيطرة بالقوة على أسطول الصمود العالمي، وهو ما سبق أن فعله جيش الاحتلال مع أساطيل سابقة حاولت كسر الحصار المفروض على القطاع.
وأوضحت المنظومة الأمنية الاسرائيلية للمشاركين في أسطول الصمود العالمي أنه لن يُسمح لهم بالوصول إلى شواطئ غزة، فيما يواصل جيش الاحتلال الاستعداد الكامل للسيطرة عليه، وعمد إلى استدعاء قوات احتياط في وحدة الكوماندوز البحري "شاييطيت 13" استعداداً للعملية، ومنع الجنود الوحدة من الخروج في إجازة. وطُلب من عدة مستشفيات في جنوب دولة الاحتلال ووسطها برفع مستوى التأهب استعداداً لوصول أسطول الصمود العالمي، ما ينذر باحتمال شنّ هجوم عنيف على السفن المشاركة في الأسطول.
ويخشى جيش الاحتلال، وفق صحيفة هآرتس العبرية، من أن تؤدي السيطرة العنيفة على أسطول الصمود العالمي إلى انتقادات دولية حادة ضد إسرائيل. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، مساء أمس الثلاثاء، أنّ إسرائيل لا تنوي السماح للسفن بكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، وذلك لتجنّب حدوث سابقة. ونظراً للعدد الكبير من السفن المشاركة في أسطول الصمود العالمي، فإنّ الخطة الإسرائيلية تقضي بالسيطرة عليها بواسطة قوات الكوماندوز البحري "شاييطيت 13" وسلاح البحرية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم وضع مئات النشطاء على سفن كبيرة تابعة لسلاح البحرية، ليتم لاحقاً التحقيق معهم وترحيلهم من إسرائيل عبر ميناء أسدود.
كما تستعد الشرطة الإسرائيلية من جهتها لوصول أسطول الصمود. وقد صادق المفوّض العام للشرطة داني ليفي، أول أمس الاثنين، على الخطة العملياتية. وصرّح ضابط كبير في الشرطة لموقع القناة 12 العبرية، قائلاً: "هذه عملية حساسة ومعقّدة، ونحن نستعد لاحتمال وقوع استفزازات"، ووفقاً للخطة، "ستقوم وحدة الكوماندوز البحري والجيش الإسرائيلي باعتراض مئات المشاركين في الأسطول في عرض البحر، ثم نقلهم إلى مسؤولية الشرطة في ميناء أسدود (..) ومن هذه المرحلة فصاعداً، ستنتقل القيادة والمسؤولية عنهم إلى الشرطة. وعلى الرصيف البحري، سيكون في الانتظار أيضاً أفراد من مصلحة السجون وطواقم إسعاف".
وبحسب التخطيط، سيتم نقل المشاركين في أسطول الصمود العالمي بواسطة سيارات الشرطة ومصلحة السجون إلى سجن كتيسعوت المحصن في الجنوب، حيث سيتولى استقبالهم أفراد مصلحة السجون. وقد منح الحاخام المسؤول عن الشرطة تصريحاً دينياً خاصاً يسمح للشرطة بالعمل خلال "يوم الغفران" اليهودي الذي يبدأ مساء اليوم الأربعاء، نظراً للتوقعات بأن تصل سفن الأسطول خلال الليلة الواقعة بين الأربعاء والخميس.
وسيتم نقل من يكون مستعداً من النشطاء للمغادرة دون مقاومة، مساء الخميس، بعد انتهاء "يوم الغفران"، إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، حيث تنقلهم طائرات متجهة إلى بلدانهم. أما من يعارض، فسيُحال إلى محكمة خاصة تُقام داخل أسوار السجن. وبسبب التعريف القانوني الإسرائيلي الخاص لهؤلاء النشطاء بأنهم "أشخاص دخلوا إسرائيل بشكل غير قانوني"، فلن يُعرضوا على المحكمة لتمديد اعتقالهم، بل سيتولى موظفو وزارة الداخلية معالجة شؤونهم.
وكان أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، قد أعلن، فجر الأربعاء، اقترابه من مسافة 120 ميل بحري عن شواطئ غزة. وذكر الأسطول عبر حسابه على منصة إنستغرام، أنه يواصل الإبحار نحو غزة. وقال: "نقترب من علامة الـ120 ميلاً بحرياً، بالقرب من المنطقة التي تم فيها اعتراض أساطيل سابقة أو مهاجمتها". وفي تدوينه سابقة، الأربعاء، أعلن الأسطول "دخوله إلى منطقة الخطر الشديد"، مع الاقتراب من سواحل القطاع، مؤكدًا أنه في حالة "تأهب قصوى". وقال: "يتزايد نشاط الطائرات المسيرة فوق الأسطول، وتشير عدة تقارير إلى أن سيناريوهات مختلفة ستظهر في الساعات المقبلة".
وأمس الثلاثاء، قالت إيطاليا إنها ستسحب سفينة عسكرية مرافقة للأسطول، مما يجعل النشطاء عرضة لتهديد القوات الإسرائيلية. وقالت وزارة الدفاع الإيطالية في بيان إنه بمجرد بلوغ الأسطول مسافة 150 ميلاً بحرياً (278 كيلومتراً) من ساحل غزة، ستنسحب الفرقاطة الإيطالية المرافقة له.