قالت مصادر دبلوماسية في دولة الإمارات العربية المتحدة أن القيادة السياسية في إمارة "أبو ظبي" طلبت بشكل واضح من "دبي" إبعاد الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق في مصر وإخراجه بشكل نهائي من الإمارات ، وذلك على خلفية تدهور العلاقات بين الإمارات ومصر بسبب ممارسته أنشطة سياسية عنيفة ضد نظام الرئيس محمد مرسي ، وقالت المصادر أن "أبو ظبي" أوضحت أن الإمارات غير مستعدة للدخول في صدام سياسي شامل مع دولة بحجم مصر ، خاصة بعد أن كشف وفد استخباراتي رفيع المستوى للمسؤولين في الإمارات عن اتصالات موثقة لشخصيات رفيعة في "دبي" وبين متزعمي احتجاجات عنيفة شهدتها البلاد مؤخرا .
وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت عن أن خلافات حادة بدأت تطفو على السطح بين قيادات "أبوظبي" و"دبي" في دولة الإمارات بسبب الانحياز المبالغ فيه من بعض المسؤولين في إمارة دبي للفريق أحمد شفيق ، على حساب العلاقات الإماراتية المصرية، وهو ما دفع القيادة الإماراتية إلى التفكير في إبعاده من البلاد، وسط تردد أنباء عن احتمال سفره قريبا إلى لندن.
وأوضحت المصادر أن التحول في موقف القيادة الإماراتية جاء في أعقاب زيارة مستشار الرئيس لشئون المصريين بالخارج عصام الحداد، ومدير المخابرات العامة طلعت شحاتة، مشيرة إلى أن الجهات الرسمية في مصر والإمارات لم تعلن نتائج تلك الزيارة، واكتفوا بالحديث عن مسألة المعتقلين ، بعيداً عن أي حديث عن تفاصيل الزيارة، وهو ما جعل وسائل الإعلام تتحدث عن فشل تلك الزيارة.
وذكرت المصادر أن زيارة الحداد وشحاتة، لم تكن متعلقة فقط ببحث أزمة المعتقلين المصريين، وإنما بموقف الإمارات من الأوضاع السياسية في مصر، لاسيما وأن بعض الأطراف الحاكمة في الدولة الخليجية، قد ترددت أسماءهم بقوة في الشارع السياسي المصري، بعد اتهامات بتورطهم في الأزمات السياسية التي تعيشها البلاد، لاسيما في ظل هروب أحمد شفيق إلى الإمارات، وعدد من ضباط أمن الدولة السابقين.
وقالت المصادر بأن رئيس جهاز المخابرات أطلع المسئولين في أبوظبي علي تسجيلات واتصالات بين شخصيات رفيعة في دبي ومثيري الشغب في القاهرة في الفترة الأخيرة فضلاً عن التقارير التي تحدثت عن وجود مليارات الدولارات المهربة من مصر بالبنوك الإماراتية، وكان آخرها ما نشرته وسائل الإعلام حول مبلغ الـ 7 مليارات دولار الذي تم الكشف عنها مؤخراً في رصيد اللواء عمر سليمان في بنوك دبي".
وبحسب المصادر، فلم تكن زيارة الوفد المصري، هي وحدها السبب في توتر العلاقات ، فالأجنحة الحاكمة في الإمارات رأت أن صراع المسؤولين ورجال الأعمال في "دبي" قد انتقل إلى إمارة الشارقة و خاصة بعد اعتقال المصريين هناك وهي إمارة معروف عنها التوجه الإسلامي على العكس إمارة دبي، وهو ما أثار حنق باقي حكام الإمارات، الذين لا يريدون نموذج "دبي" في إماراتهم، فضلاً عن رفضهم كذلك لفكرة تخطي مركزية هذه الإمارات، وإدخالها في صراع سياسي مع دولة بحجم مصر.