Akhbar Alsabah اخبار الصباح

بالأدلة خيانة السيسي في تمرير سد النهضة

سد النهضة قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: "سأصدق أن السيسي يخوض معركة كرامة إذا قال كم أخذ من السعودية، وكم دخل مكتبه وكم ذهب لمصر، ثم يرد كل ما أخذه"، متسائلاً: "هل لدى عبد الفتاح السيسي، ونظامه مشكلة مع سد النهضة الإثيوبي، حتى تثير زيارة وفد سعودي مشروع السد كل هذا الغضب والانزعاج في إعلام السيسي؟".

وأضاف قنديل- خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الإثنين- أن واقع الأمر أن السيسي نفسه جاء عليه وقتٌ كان فيه أكثر تحمسًا لإتمام بناء السد من الإثيوبيين أنفسهم، ولم يثبت أنه في يوم من الأيام، عبَّر عن انزعاج من انفراد إثيوبيا بتقرير مصير مياه النيل، موضحًا أنه قبل أكثر من عام، ومع بدء تشغيل السد الإثيوبي، كان السؤال ذاته: "هل فوجئ عبد الفتاح السيسي ببدء تشغيل سد النهضة فعليًّا؟ هل النظام المصري الحالي غاضبٌ لهذه الخطوة حقًّا؟ هل فاجأتهم أديس أبابا بخطواتها المتسارعة، وهل هم منزعجون حقًّا مما يجري في منابع النيل؟".

وأكد أن كل شيء جرى ويجري بعلم نظام السيسي، وبموافقته، أو بإذعانه الكامل للأطراف الفاعلة في مشروع سد النهضة الإثيوبي، وهي الكيان الصهيوني ودول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن تمرير موضوع السد كان من الأثمان التي دفعها عبد الفتاح السيسي لتعويم انقلابه، إقليميًّا ودوليًّا، قائلاً: "لا يمكن أن يأخذ أحد هستيريا الصياح الغاضب على زيارة مستشار العاهل السعودي سد إثيوبيا على محمل الجد، ذلك أن مفاهيم الكرامة الوطنية والسيادة والأمن القومي اتخذت أشكالاً جديدة ومختلفة لدى السلطة في مصر، بما يجعلها في صدامٍ مع كل الثوابت والمبادئ المؤسسة للدور المصري، عربيًا وإقليميًّا ودوليًا".

وكشف قنديل أن هذا الصياح القادم من القاهرة إنما يُقصد من ورائه إنعاش حملات المكايدة والمغانجة للسعودية، والتغطية على فضيحة استقبال النظام المصري، سرًّا للجنرال اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، في القاهرة، والذي تعده السعودية خصمها الأول في الموضوع اليمني الذي قبض السيسي ثمن مشاركته السعودية فيه، مبكرًا للغاية.. ولا يقل فضائحية أيضًا مع ما أعلنه السفاح في سورية أنه لم يكن لينجح في إنجاز كل هذه الفظائع في حلب، وغيرها، لولا دعم السيسي.

وأوضح أن الإعلان عن زيارة وفد سعودي سد النهضة جاء فور تسريب زيارة المخلوع صالح القاهرة، ليقفز إلى السطح مجدّدًا ملف العلاقات السيسية السعودية التي تتخذ أشكالاً من الكيد والمناورة والمغامرة، تجعلك لا تتوقع خيرًا في ظل الحصار الثنائي المفروض على هذه الأمة، من إيران، شمالاً، والكيان الصهيوني، جنوبًا، وفي لحظةٍ عبثيةٍ تحولت معها جامعة الدول العربية إلى مقهى للثرثرة، يخصص جل إيراداته لمصالحة إسرائيل، ورجالها، بعواصم العرب.

وتساءل قنديل: "هل يستطيع عبد الفتاح السيسي أن يخرج على جماهيره التي يمارس عليها الدجل بأحاديث الكرامة الوطنية، ويقول لها كم أخذ من مليارات الدعم السعودي، فوق المنضدة وتحتها؟ وهل كان ذلك لمكتبه الخاص، أم لخزينة الدولة؟ وهل كانت موضوعات مثيرة، مثل قضية "تيران وصنافير" جزءًا من لعبة عضّ الأصابع؟ هل كان معروفًا من البداية أن "القضية" محجوزة للاستثمار واللعب السياسي، على المدى المفتوح؟.. وفي المقابل، هل يمكن أن يصدر بيان من السعودية بحجم ما أنفقت "الرياض" على صناعة وتثبيت حكم عبد الفتاح السيسي الذي لم يعد يترك مناسبةً إلا وطعنها فيها بغدر وكيد مبتذل؟".

وقال قنديل: "نريد أن نفهم حقًّا هل هناك علاقة استراتيجية بين السيسي والرياض، أم أن كل يوم يمر يؤكد ما بحّت به الأصوات منذ صعد الجنرال إلى الحكم من أن الثابت الوحيد في عقيدة السيسي السياسية هو العلاقة بالكيان الصهيوني، وما عدا ذلك من المتغيرات، وبالتالي، هذا نظام يستطيع أن يبدل تكتيكات الحصول على الأرز، لكنه غير مستعد للتخلي عن ارتباطه الوجودي، الاستراتيجي، بالكيان الصهيوني.. هذا شخصٌ يهمه الحاخام الأكبر، والبابا الأكبر، أكثر مما يحسب حسابًا للإمام الأكبر، أو إمام الحرم.. ارجعوا إلى تصريح آفي ديختر عضو الكنيست والرئيس السابق لجهاز الشاباك الصهيوني (الأمن العام) في مثل هذا الوقت من العام الماضي، حين قال، في محاضرة في المعبد الكبير في تل أبيب، احتفالاً بعيد "الحانوكا اليهودي" إن الكيان الصهيوني أنفق المليارات، لإنهاء حكم الرئيس القادم من جماعة الإخوان المسلمين".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الاثنين 19 ديسمبر 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com