أكدت صحيفة الجارديان البريطانية فى تقرير لها اليوم السبت، أن حكومة الانقلاب العسكرى فى مصر بقيادة "السيسى"، اعترفت لنظيرتها الإيطالية بكذب الروايات السابقة عن مقتل الباحث، جوليو ريجينى.
وقالت الصحيفة، أن حكومة العسكر بمصر كاذبة بشأن الطالب الإيطالى، لا سيما ما يتعلق باختلاق رواية عصابة "الخمسة" التي قتلها شرطة السيسي وزعمت أنها عصابة متهمة بقتل ريجيني.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن هناك تطورا جديدا في القضية، خصوصا بعد تراجع السلطات المصرية عن روايتها السابقة التي اتهمت فيها 5 أفراد كانوا يستقلون سيارة ميكروباص تم قتلهم على يد الشرطة، بتورطهم في الجريمة.
جاء تقرير الجارديان، اليوم السبت، تحت عنوان "تطور جديد في قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني".
وفي مستهل التقرير، سردت الصحيفة البريطانية قصة الشاب الجامعي إبراهيم فاروق الذي كان يقود سيارته الأجرة، والذي بدأ يومه بتوصيل أربعة أشخاص لا يعرفهم من منطقته إلى أحد أحياء القاهرة.
وبحسب التقرير، فإن أفراد المجموعة التي كان فاروق يقوم بتوصيلها هم ثلاثة رجال من أسرة واحدة وصديق مقرب لهم، معروفون بسجلهم الإجرامي مع السلطات الأمنية، وقضى اثنان منهم فترة عقوبة في السجن بعد إدانتهما بسرقة حافظة نقود في العام 2001، بينما عُرف عن ثالث إدمانه للمخدرات.
وفي الطريق، أمطرتهم الشرطة بوابل من الرصاص، وبعد مقتلهم بساعات اتهمتهم السلطات المصرية بالتورط في مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، ضمن تشكيل عصابي متخصص في استهداف وسرقة الأجانب بالإكراه.
وسرعان ما نشرت وسائل الإعلام الموالية للحكومة صورا جرافيكية لجثث الأشخاص الخمسة "طارق سعد عبد الفتاح 52 عاما، وابنه سعد 26 عاما، وزوج ابنته صلاح علي سيد 40 عاما، ومصطفى بكر 60 عاما، وسائق السيارة إبراهيم فاروق".
وفي بيان رسمي لوزارة الداخلية، زعمت أن الأشخاص لقوا حتفهم في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، بالرغم من أن الصور لم تُظهر وجود أية أسلحة داخل أو حول السيارة التي كان يستقلها المتهمون القتلى، كما ذكر شهود أن الرجال كانوا يحاولون الهرب حينما فتحت قوات الشرطة النار عليهم، بحسب الجارديان.
ونشرت السلطات المصرية صور جواز سفر ريجيني وحافظة نقوده، وقالت إنها عثرت عليها في منزل أحد المتهمين القتلى.
الجارديان قالت إن المسؤولين في مصر ظنوا أن التوصل لقتلة ريجيني من شأنه أن يريحهم، إلا أن الحادث- والكلام للجارديان- تسبب في توتر دبلوماسي كبير بين البلدين، بعد أن اشتبه خبراء ومسؤولون إيطاليون منذ البداية أن عناصر من الشرطة قد نفذت عملية القتل، على الرغم من النفي الشديد للحكومة.
وتضيف الصحيفة البريطانية أن السلطات الإيطالية قللت من أهمية مزاعم السلطات المصرية بشأن التشكيل العصابي، وقالت إن مقتل الخمسة جاء للتستر على مقتل ريجيني الناتج عن التعذيب على يد الأمن المصري.
أسر القتلى الذين اتهمتهم سلطات الانقلاب بأنهم أعضاء العصابة التي قتلت رجيني، أكدوا بحسب الجارديان أن الكثير من المتعلقات التي صورتها الشرطة ونشرتها على أنها متعلقات ريجيني، مملوكة للقتلى، مثل حافظة نقود ونظارة شمس.
ونقلت الجارديان عن آية خالد، خطيبة إبراهيم فاروق سائق السيارة، نفيها معرفة خطيبها الضحية لهؤلاء الأشخاص الذين قتلوا معه في السيارة، سواء كانوا مدانين أم لا، وأكدت أنها كانت المرة الأولى التي يلتقي فيها بهم.
وبحسب تقرير الجارديان، تأمل آية في مقاضاة الشرطة بشأن مقتل خطيبها، إلا أنها ستضطر في سبيل تحقيق ذلك للوقوف في وجه أجهزة الدولة المصرية بأكملها.
وعُثر على جثة ريجيني، الباحث في جامعة كمبريدج، والذي كان يجري بحوثا حساسة حول نقابات العمال في مصر، في أوائل شهر فبراير الماضي 2016، على قارعة الطريق وعليها آثار تعذيب وحشي، حيث تم اختطافه مساء يوم 25 يناير الماضي.