Akhbar Alsabah اخبار الصباح

في مصر: الشعب الراقص.. والشعب الخائب!

شريف عبدالغني مرت الاثنين الماضي الذكرى الخامسة للمرحومة «25 يناير» طيب الله ثراها.
ما زلت أعيش نشوة الاحتفال بالذكرى المزدوجة للفقيدة، مع عيد الشرطة المبارك.
مع حكامنا الحنونين الاحتفالات طعمها مختلف. لمساتهم مبهجة. شوارع وميادين «شعبهم» تحولت إلى كرنفال.. رجال ونساء.. شباب وشابات.. صبيان وبنات.. متحرشون ومتحرشات.
مصر كلها التقت في مسيرة «تلاحم وطني» مبهرة تثبت للعالم أن الحياة وردية وفوشيا، وأن الأمة مصدر السلطات و «اللحمة» مصدر التحرشات، وأن «الشعب يتحدى الإرهاب».
«الإخوان الإرهابيون» و «6 أبريل المتوحشة» وكل الشباب الخائن العميل حاولوا إفساد فرحتنا، لكن رجال السلطة والفلاتر قدموا الغالي والنفيس وخلصونا من بعض إرهابيين تعمدوا إفساد الاحتفال ضمن مظاهرات إرهابية مجرمة.

مع حكامنا نور عينينا ستتغير حياتنا للأفضل. لن نسمع من يطالبنا بعد الآن بتنظيم النسل، أو ضرورة وجود قوات فصل دولية بين الأزواج. أيام محمد مرسي كانت نفس الشعب مسدودة عن الإنجاب حتى لا نستقبل مواليد تترعرع في ظل حاكم حاصل على الدكتوراه. دكتوراه؟! يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف. دكتوراه تعني أن الرجل يؤمن بالعلم، هذا من نتيجته أنه يخرج بنا عن موروثونا الشعبي وأفكارنا الأصيلة: «العلام يفسد الغلام».
لن نكون بحاجة بعد الآن لمشاهدة إعلانات تنظيم الأسرة، منعا لزيادة عدد السكان. حكامنا البواسل وضعوا خطة محكمة لعدم زيادة أعداد المصريين مهما ارتفعت نسبة المواليد. يعني اترك العنان يا مواطن لنفسك وللسيدة حرمك المصون لإنجاب ما شئتم. لن تمثلوا عبئا لأنكم لو أنجبتم 300 عيل في اليوم فالسادة الأشاوس كفيلون بالقضاء على 700 مقابلهم. هم يتحملون من أجلنا.. المواطن ينجب، والدولة سترها الله دنيا وآخرة تخلصنا أولا بأول من الأعداد الزائدة.

البعض يخشى أنه بمرور الوقت ومع توالي نسبة القتل أن يصبح المصريون شعبا منقرضا، وأن يصل السائح إلى مطار القاهرة فلا يجد من يركض وراءه بالجملة الأثيرة «كل سنة وأنت طيب» طمعا في ورقة بـ20 من حبات «الرز الخليجي الطازج». المهم أي «نفحة». مصر تعيش عصر «النفحات». توفيق عكاشة طلبها علنا وعلى الهواء.
هل يمكن أن ينقرض «توفيق» والأذرع الإعلامية؟
لا طبعا.. أطمئن الجميع أن من سينقرض هم شعب الإرهاب، أما شعب حمل البيادة على الرؤوس، كما حصل من «المواطنين الشرفاء» في احتفالات الاثنين الماضي، فسيبقى صامدا مرتفع الهامة منتصب القامة ويثبت أن مصر قد الدنيا.

هؤلاء هم الغيورون على مصلحة البلد ومستقبلها والأدرى بنفسية أهلها. لقد انكشف الإرهاب يا سادة. الحكومة العفية حددت الاحتفال في ميدان التحرير لـ «الشرفاء» فقط. أما الإرهابيون فقد خرجوا كعادتهم عن الصف ولم يحتفلوا في الميدان. تحججوا بأن الـ400 ألف جندي الذين حشدهم القوم على مداخل الميادين سيمنعونهم من الدخول. وهذا والله كذب وترهات وضلالات. القوة الضاربة التي تحرس الميدان أدخلت جميع «الشرفاء». لم تستثن أحدا. الكل دخل واحتفل ورقص وتحرش وحصل على شيكولاتة وجوائز. ما ذنبنا إذا كان شعب الإرهابيين لا يعرف الرقص ومن غله وحقده يريد الانتقام من الشعب الراقص. لكن خاب مسعاهم.
وسيبقى الجيش والشرطة و «المواطنون الشرفاء» إيد واحدة معتصمون في الميادين، حتى رحيل الشعب!
سياسة | المصدر: العرب القطرية - شريف عبدالغني | تاريخ النشر : الجمعة 29 يناير 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com