Akhbar Alsabah اخبار الصباح

وائل قنديل: اتركوا لهم عكاشياتهم والتفوا حول ثورتكم

وائل قنديل تساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل "هل كان من الممكن أن يقول "كائن 30 يونيو النموذجي"، توفيق عكاشة، كل ما قال، من دون أن تكون هناك جهة ما تريد منه أن يقول؟ أو هل كان "مسلسل عكاشة" ممتد الحلقات، على مدار الأسبوع الماضي، رغبة شخصية أو تعبيراً ذاتياً خالصاً عن ألم شخصٍ "أكلوه لحماً ورموه عظماً" كما قال؟ وهل عدمت مصر السيسية جهات المنع والحظر والإسكات عن الكلام، حتى يستطيع المتحدث المرور إلى فضائيات عديدة، يردد نصاً واحداً تقريباً، يفضح فيه الأساطير المؤسسة لنظام انقلاب عبد الفتاح السيسي؟".

وأوضح قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، أن الشخص نفسه الذي يرتدي أقنعة الشهداء والجرحى والمظلومين، في سلسلة حواراته، سبق أن اعترف بأن جهات أمنية في النظام، تكلفه بمهماتٍ للكذب على الجمهور، وتحشوه بعبواتٍ ناسفة للوعي، يُراد من خلالها تمرير سيناريوهات، تؤدي، في النهاية، إلى تنفيذ مخططاتٍ، لهدم مشروع ثورة يناير، فما الذي يمنع أن يكون ظهوره الأخير في السياق نفسه؟.

وقال إن انقلاب الثلاثين من يونيو 2013 كان استثماراً في "حالة عكاشية"، انطلقت بمعرفة المؤسسة العسكرية منذ خريف 2011، حيث لم يغب الدعم يوماً، ولم يتوقف ضخ الأوهام والمعلومات والأكاذيب، موضحا أنه يمكنك أن تصف 2015 التي تجر أذيالها بأنها "سنة عكاشية أخرى"، إذ يجري إغراق الوعي بمزيد من المضخات العكاشية، في عمليةٍ تقف وراءها، بكل تأكيد، أطراف داخل النظام، تصفي حسابات خاصة بها من جانب، وتقطع على الناس طريق الاحتشاد لذكرى 25 يناير من جانب آخر، وتصرف الأنظار عن الخيبة الثقيلة، أو التواطؤ الرسمي مدفوع الأجر، في ملف سد النهضة.

وأضاف قنديل أنه سوف تستمر الاعتقالات بين صفوف الشباب بكثافة، وتمضي عمليات مداهمة واقتحام منابع الوعي والغضب، من مراكز ثقافية ومقاهٍ ودور نشر، في وسط القاهرة، لإشاعة مناخ من الخوف، نوعاً من الضربات الاستباقية. وفي هذه الأثناء، يخرج عبد الفتاح السيسي بقوائم عفو وإفراج، لعينات مختارة من بين المحبوسين، بينما تتواصل رياضة التزلج على البيانات والمبادرات الفخمة، والتعلق الطفولي بالاعترافات العكاشية "الممنهجة"، وإذكاء روح الشللية والحزبية في موضوع الحريات والمعتقلين، بحيث تتجدد الاشتباكات الصبيانية حول: من خان أولاً، ومن عليه الاعتذار ابتداء.
واختتم مقاله قائلا: "غير أن ذلك كله لن يوقف قطار غضب منطلق، ويعرف طريقه جيداً، بعد أن أيقن الجميع أنهم في لحظة "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وهي لحظة يصبح معها الاستمرار في الفرز الأيديولوجي والتصنيف الشللي إصراراً على الانتحار الجماعي..اتركوا لهم "عكاشياتهم"، والتفوا حول ثورتكم، كما كنتم أول مرة".
سياسة | المصدر: وائل قنديل | تاريخ النشر : الأربعاء 30 ديسمبر 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com