تجريف زنزانات المعتقلين بالكامل

مع بداية شهر مارس الماضي قامت الشرطة بحملة واسعة النطاق على السجون المصرية احتفالا بوزير الداخلية مجدي عبد الغفار، وتعيين مسئول جديد لمصلحة السجون هو اللواء حسن السماحي وكان يعمل بالمباحث.

أراد رئيس المصلحة أن يثبت كفاءته لوزير الداخلية الذي تولى الوزارة مؤخرا، فأصدر أوامره بتجريف زنزانات المعتقلين بالكامل، خاصة سجن العقرب.. "يعني عايز أشوفها على البلاطة على حد تعبيره"، وهو ما تم بالفعل، فقد تم سحب جميع متعلقات المعتقل، وإفراغ زنزانته من كل ما فيها من أغطية وملابس وطعام، بما فيها السكر والشاي والملاعق، والاستيلاء على الكتب بل وعلى المصاحف ذاتها، فلم يبق عندهم شيء سوى معية الله، كما قال أحدهم وهو باسم عودة.

وتقول عائلات بعض هؤلاء السجناء الذين شرفونا في المجلس القومي لحقوق الإنسان: رأينا ذوينا في سجن العقرب في ملابس رثة، والزيارة اختصرت إلى بضع دقائق وحاليا ممنوع نهائيا، وعندما يسمح بها فلا زيارة للأطفال.. ممنوع!

وكذلك الطعام فلا يسمح إلا بكميات ضئيلة جدا توضع في كيس بلاستيك صغير ويربط عليه بشكل مستفز ومقزز.. بحجة أن الأوامر كده! مما اضطرنا واضطر المعتقلين بالداخل إلى رفض هذا التصرف، وكذلك ممنوع منعا باتا إدخال أي ملابس جديدة ولا حتى قديمة إلى المعتقل!!

وكذلك تضييق شديد جدا على الأدوية التي يتعاطاها المريض، فلا يسمح بإدخالها إلا بحساب! إنه الظلم في أبشع صورة لم تعرفها بلادي من قبل، وصدق الله العظيم عندما قال: "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"، ويا رب نرى هذا اليوم قريبا، وبهذه المناسبة تعجبني تلك الحكمة الشهيرة التي تقول: اشتدي يا أزمة تنفرجي.