Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الطلاق البائن بين السعودية والسيسي

السعودية والسيسي لأسباب كثيرة يبدو أن العشرة قد استحالت بين السعودية والسيسي وأنهما في طريقهما إلى الطلاق والافتراق بعد تسريبات السيسي التي يسب فيها الخليج، وتقاربه مع الحوثيين واستقباله وفدا منهم، ووقوف السيسي بجانب كل من إيران وروسيا فيما يخص الأزمة السورية، وتصميمه على رفع علم بشار في القمة العربية، الأمر الذي يزعج السعودية بشدة ودفعها لعدم إخباره مسبقا بميعاد عمليتها العسكرية في اليمن عاصفة الحزم، هذا غير التراشق الإعلامي والسباب المتزايد من إعلاميين مصريين للقيادة السعودية الجديدة، وسط رغبة من هذه القيادة الجديدة لأسباب كثيرة في التقارب مع الإخوان.

اتضح لكل ذي عقل لبيب أن السيسي لم يقم بانقلابه العسكري الدموي لأن الشعب لم يجد من يحنو عليه أو لأن الوطن كان على أعتاب حرب أهلية كما كان يدعي، بل رغبة في السلطة والحكم وطمعا في رز الخليج!

حتى القوى العلمانية التي غطت الانقلاب وحاولت إعطائه نكهة ثورية تعلن الآن أن ما حدث كان انقلابا عسكريا بعد أن طردهم السيسي من السلطة، وحرمهم من المعارضة بقانون انتخابات خصص 70% من المقاعد للفردي، ثم ها هو يلغي العملية الانتخابية برمتها!

السيسي ما كان له أن يقوم بانقلابه لولا الدعم الخليجي غير المحدود، هذا الدعم الذي لا يستطيع السيسي أن يستمر بدونه لمدة شهرين .

لكن المدة طالت، والوعود التي قطعها السيسي بإنهاء الصراع في مصر لصالحه لم تصدق قط! بل على العكس؛ الأوضاع تسوء، وحاجة مصر للمساعدات تزيد، وسط واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية التي عصفت بدول الخليج النفطية، نتيجة انخفاض سعر البترول.

كما أنه لم يعد بالإمكان السكوت على مجازر السيسي وانتهاكاته بحق المصريين!

وتشاء الأقدار في هذه الظروف الصعبة أن تغيرت الرياح، وأتت قيادة جديدة في السعودية لديها حسابات مختلفة، وبدأت ترى في السيسي عبئا عليها، وبدأت تعتقد أنها تحتاج إلى الإخوان بنفس القدر الذي تحتاج فيه إلى السيسي - وربما أكثر.

وفي ظل كل ذلك تخرج تسريبات متكررة شديدة الوضوح يسب فيها السيسي علنا قادة الخليج ويصفه ضباطه أنهم أنصاف دول، وينفضح مدى الطمع الذي يكنه السيسي لهذه الممالك الغنية.

تعامل القيادة الجديدة في السعودية مع السيسي كان ذكيا! فحاجة السيسي للمال متزايدة، وحاجته أكثر للمؤتمر الاقتصادي لما فيه من مكاسب سياسية يحتاجها السيسي. وفي نفس الوقت حدث تراشق إعلامي بين مصر والسعودية وتطاول عدة إعلاميين موالين للسيسي على الملك سلمان. من ناحية أخرى فإن السيسي اللاعب على كل الحبال يتمتع بعلاقة جيدة مع كل من روسيا وإيران. وسبق أن استقبل وفدا من الحوثيين في القاهرة.

أدركت الرياض أن أي تغير في علاقتها بالسيسي سيدفعها أكثر نحو روسيا عدوتها في سوريا، ونحو إيران عدوتها في كل من سوريا واليمن، وكلا الدولتين يتمتع السيسي بصلات قوية بهما، دفعته للإصرار على رفع علم بشار في القمة العربية في شرم الشيخ خلافا لم تم الاتفاق عليه في قمة قطر 2013 من اعتبار الائتلاف الوطني السوري ممثلا للشعب السوري، وما قد يدفعه لتأييد روسيا وإيران ايضا في مواقفهما في اليمن.

قامت السعودية بصفقة غير معلنة بينها وبين السيسي. حضرت للمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، وكأنها تغض الطرف تماما عن تسريبات السيسي التي يسب فيها الخليج، وعن استقابله وفدا من الحوثيين وكأنه لم يكن.

لكن المقابل الذي حصلت عليه السعودية من السيسي - وهو ربما آخر شيء تحصل عليه السعودية منه - هو بيان القمة العربية في شرم الشيخ الذي خرج مؤيدا بالإجماع للعميلة العسكرية السعودية في اليمن #عاصفة_الحزم. وسط تجاهل تام لاقتراح السيسي بإنشاء قوة عسكرية عربية وهو الاقتراح الذي يهدف إلى قطع الطريق على التحالف السعودي التركي القطري الجديد.

ومما يؤكد هذا الطرح أن السعودية احتارت توقيت العملية قبل يومين من القمة العربية كي يأتي بيان القمة مؤيدا لعمليتها العسكرية، وأن السعودية لم تخبر السيسي بموعد العملية خوفا من إفشاء السر ونقله إلى الحوثيين!

لكن السعودية تعلم أن السيسي يبتزها، بينما هي تريد اصطفافا سنيا وعربيا ثابتا غير متذبذب ولا متأرجح يمكن أن ينقلب عليها إذا انقطعت المعونات أوقلت، أو تحسنت علاقتها بالإخوان.

وفي نفس الوقت فإن الهجوم الإعلامي على السعودية في الإعلام المصري تزايد ولم ينقص، ووصل إلى مرحلة من السباب العلنا المتبادل بين إعلاميين موالين للانقلاب وقريبين من الشيعة (إبراهيم عيسى) ، وقنوات سعودية تبث في القاهرة MBC GROUP.

الطلاق بين السيسي والسعودية قريب، وسيكون طلاقا بائنا لا رجعة فيه، فكل محاولات الصلح لن تفلح، وتنظر السعودية إلى السيسي الآن كزوج يرى زوجته تتواصل علينا مع العديد من الرجال، وليسوا أي رجال بل ألد الخصام!
سياسة | المصدر: د.أحمد نصار | تاريخ النشر : الأحد 05 إبريل 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com