مازال نظام آل سعود منذ تأسيسيه وهو يدور في حقبة الولاء والإنتماء للتحالف الصهيوني الأمريكي ويتباهى بعلاقاته الوثيقة معهما وقد اعتبر النظام السعودي طلبات ماما أمريكا مجرد أوامر للتنفيذ فاشترت صفقات أسلحة بالمليارات مع أنها لاتملك جيشا نظاميا كما غيرت النظام التعليمي وطردت العلماء وسجنت واستجوبت الدعاة وألقت بهم في غياهب السجون دون أن تنطق أمريكا بكلمة اعتراض واحدة.
نشر الدكتور «سعد الفقيه»، المعارض السعودي الشهير، عبر حسابه على تويتر، 4 وثائق قال إنها تثبت بما لا يدع مجالا للشك الدعم السعودي لأمريكا سواء ماليا أو لوجستيا أو مخابراتي، وذلك ضد التيارات الإسلامية. مشيرا أنها تفضح ولاء «آل سعود» المطلق للأمريكان، على حد قوله.
جاء في مقدمة الوثائق المقسمة إلى أربع حلقات، قراءة تحليلية لرسالة «تركي الفيصل» رئيس الإستخبارات السعودية العامة الأسبق التي نشرها في صحيفة الواشنطن بوست في 17 سبتمبر 2002.
يقول «الفقيه» أن غرابة الرسالة لم تقف عند وضع «تركي الفيصل» مقدرات السعودية مرهونة لخدمة بلد آخر. بل في أن: «يصدح العميل بقائمة العمالة علنا مفتخرا بها، معتبرا تعداد هذه العمالة أمام الشعب وبشكل علني إثباتا للحكمة والسياسة الرشيدة».
وأضاف مستنكرا: «تركي يفتخر باسم آل سعود بأنهم غيروا نظامهم القضائي والتعليمي وأحدثوا تغييرات اجتماعية هائلة في بلادهم نزولا لرغبة أمريكا. كما يفتخر بجعل الاستراتيجية الأمنية وعلاقاتهم الخارجية وخططهم المحلية والعالمية وحتى معاملة شعبهم في مجال الحريات والحقوق، تنفيذا لتعليمات أمريكا».
وتكشف الرسالة، بحسب «الفقيه»، وجهة نظر الأسرة الحاكمة في الشعب السعودي التي تضمنتها الرسالة، فهو شعب ليس له قيمة، ولا ينظر لتطلعاته ولا لدينه ولا لثقافته ولا لمصالحه ولا لأعيانه ولا لعلمائه ولا لقبائله، لأن القيمة والاهتمام والحرص عند «آل سعود» هو كيف يمكن جعل مصالح أمريكا ورضاها فوق كل اعتبار.
وتعجب «الفقيه» من كون «الفيصل» لا يشعر بحرج من التصريح للأمريكان بأن «آل سعود» يمتلكون الوطن ومقدراته، حد أنهم باعو النفط بأسعار رخيصة لخدمة أمريكا واقتصادها. كما استنكر لغة الرسالة بأنهم يمتلكون هوية البلد بكاملها وحق المواطنة ذاته حين يقررون أن يسحبوا الجنسية من «بن لادن» لأجل أمريكا. مستغربا تفاخر «تركي» من اقحام السعودية نفسها في حروب سابقة لم يكن من شأنها سوى مساندة الأمريكان. وبرهنة «الفيصل» على تفرغ الاستخبارات السعودية لخدمة أمريكا.
ويلفت المعارض السعودي إلى جزء تم إغفال إضافته في النسخة العربية قائلا أنه: «في النص الإنجليزي نقل عن تركي قوله بخصوص إدانة أحداث سبتمبر: "أما القيادة السعودية - بشقيها العلماني والديني- فقد حذرت الذين لا يزالوا يؤيدون الأفكار المتطرفة". أما في الترجمة العربية فقد حذفت منها عبارة "بشقيها العلماني والديني"». التي كان من شأنها إحداث جدل واسع في المملكة.
وفي الوثيقته الثانية تناول كلمة «بندر بن سلطان»، السفير السابق للمملكة في واشنطن، أثناء حضوره كضيف شرف في إجتماع أمناء البلديات الكبرى في المدن الأمريكية. قام «بندر» في كلمته بمحاولة إسترضاء الأمريكان وصارحهم بتفاصيل ومعلومات أخفاها عن الشعب من باب كسب الرضا وخلق أريحية أنه يأمنهم سره.
كما اهتم بطمئنة الأمريكان أن الأرض والجو لهم في ضرب العراق. وأكد أن سياسة النفط السعودية تأتي بناءا على ما يرضي أمريكا. متفاخرا بأن الجسد السعودي يصاب بالسهر والحمى لما يصيب أمريكا، بحسب «الفقيه».
وبالنسبة للشق الثالث من الوثائق، فقد تناولت اعترافات الملك «عبد الله بن عبدالعزيز» في جلسة ودية مع الأمريكان. أورد «الفقيه» مضمون ما خص به الملك «عبد الله بن عبد العزيز» صحيفتي النيويورك تايمز والواشنطن بوست في يناير 2002، وكان وقتها وليا للعهد وملكا فعليا بسبب مرض الملك «فهد».
حرص الملك في ذلك اللقاء أن يدرأ عن نفسه شخصيا تهمة العداء لأمريكا أو مجرد كونه ناقدا لها قائلا : «لقد اتهمت بأني ناقد لأمريكا وأني لا أميل لها بما يكفي، وجوابي على ذلك هو، اسألوا عني رؤساء أمريكا الذين تعاملوا معي، الرئيس كارتر والرئيس ريجان والرئيس بوش الأب والرئيس كلينتون والرئيس بوش الإبن الذي أتمنى أن نبني معه علاقة قوية».
وأكد خلال تطرقة لمواضيع عدة شملت الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية، وموضوع «بن لادن» الذي اهتم «عبدالله» بانتقاده واضعا اعتبارا لمشاعر الأمريكان حيث اختار أسوأ الأوصاف في وصفه، مؤكدا أن العلاقات بالجانب الأمريكي من أهم مايكون، وأن «آل سعود» حريصين كل الحرص على متانتها، معتبرا أن هذا اللقاء «عربونا لمزيد من بناء العلاقات الوثيقة مع الشعب الأمريكي».
الدعم السعودي العسكري في قصف العراق وأفغانستان
وكما قالت الخليج الجديد فالقسم الرابع والأخير من الوثيقة، تناول الدعم السعودي العسكري في قصف العراق وأفغانستان، مرفقا مقتطفات من إفادات «أنتوني كوردسمان» في جلسة استماع للكونجرس الأمريكي عن الدور الحقيقي للحكومة السعودية في غزو العراق. ثم مقتطفات من مقابلة مع سفير أمريكا السابق في المملكة حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى.
بحسب الإفادة، فإن السعودية قد وفرت دعما حساسا للولايات المتحدة في حربها ضد «صدام حسين» رغم تحفظاتهم على الحرب، حيث «فتحت السعودية مجالها الجوي وسمحت باستخدام قوعدها الجوية واستضافت القوات الخاصة حتى لقد أصبحت مدينة عرعر تقريبا قاعدة أمريكية».
ويقول «كوردسمان» أنه قد حصل ذلك بعد أن نكثت تركيا بوعودها لأمريكا في آخر لحظة. وفي الوقت الذي طلبت تركيا من أمريكا 30 مليار دولار مقابل السماح باستخدام القواعد في تركيا فإن السعودية لم تطلب شيئا بل بالعكس وفرت البنزين مجانا للقوات الأمريكية وزودت الأردن بتعويض كامل للنفط الذي كان يستلمه من العراق وبعد الحرب مباشرت أرسلت الحكومة السعودية بطلب منا مستشفى ميدانيا يعوض عن توقف المسشتفيات في العراق وزودت العراقيين بقروض وضمانات بنكية تزيد عن مليار دولار وزودت العراق بالمحروقات بعد نقص المحروقات في العراق قبل انتخابات 2004.
و حسب مانشره الجديد يقول «الفقيه»: «لو اطلعت على الإفادة كاملة تجد أن كوردسمان يذكر أن هناك الكثير مما لا يمكن أن يقال لأنه يحرج الحكومة السعودية بسبب حساسية هذا الموضوع داخل المملكة. وفي نفس الإفادة كذلك يشير إلى قيام السعودية بتنفيذ كل المطالب الأمريكية بتغيير المناهج وطرد آلاف الخطباء وتجميد العمل الخيري داخل وخارج المملكة واستجواب آلاف المشبوهين وتغيير النظام الحوالات المالية بحسب ما طلبته أمريكا».
ويختتم الناشط السعودي، بفقرة أخرى ترجمها عن السفير الأمريكي في المملكة، الذي خدم خلال فترة غزو أفغانستان، حيث قال في مقابلة مع موقع SUSRI المتخصص بالعلاقات السعودية الأمريكية: «حينما وصلت للرياض في منتصف أكتوبر كان القصف على أفغانستان قد بدأ وجدت نفسي مشغولا بالتعامل مع الجنرالات مثل توي فرانكس أكثر من تعاملي مع الدبلوماسيين. كنا منهمكين في التنسيق الأمني مع الحكومة السعودية والدعم اللوجستي ومساعي القصف لتحرير الإفغان.