السيسى يدعو للتدخل الدولي في ليبيا

الذي يستقرأ الأحداث وتسارعها يدرك أن التدخل العسكري في ليبيا ، والذي بدأه السيسى بضربات جوية أمس، أمور مخطط له وليس مجرد رد فعل لمقتل 21 قبطيا، ولعل الفشل الذي مني به خليفة حفتر رغم الدعم المالي والعسكرى من الإمارات ومصر لخير دليل على ذلك.
والسؤال لماذا لم يتدخل الغرب مباشرة ويحسم الصراع لصالح الموالين لها على أرض ليبيا، والجواب أن الغرب تلقى ضربات موجعة وهزائم مؤلمة على أرض أفغانستان والعراق وهو يخشى أن يكرر هذا السيناريو في ليبيا.
والثوار في ليبيا يحققون نصرا بعد نصر ولابد من تدارك الأمر ، فإذا بالسيسى يجد لهم المخرج وإعلانه التدخل في الشأن الليبي ، بهذا السيناريو المذكور سلفا ، وها هو يعلن عنه سواء عن قصد أو عن غير عمد أنه يدعو المجمتع الدولي لمشاركته في حربه ضد ليبيا.
وتناقلت وكالة رويترز خبرا عاجلا، مفاده أن عبد الفتاح السيسى دعا مجلس الأمن بإصدار قرار بالتدخل الدولى فى ليبيا.
وطالب السيسى باستصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولى للتدخل فى ليبيا، وقال فى مقابلة بثتها إذاعة أوروبا 1 الفرنسية اليوم الثلاثاء، إنه ما من خيار آخر فى ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك. وسئل إن كانت مصر ستكرر نفس العمل، فقال إن الموقف يتطلب فعل ذلك من جديد وبشكل جماعى.
ووصف السيسى الحرب فى ليبيا التى شاركت فيها فرنسا ضمن ائتلاف دولى لدعم القوات التى أطاحت بمعمر القذافى عام 2011 بأنها مهمة لم تنته، وقال إن العالم تخلى عن الشعب الليبى وتركه أسير ميليشيات متطرفة (حسب وصفه). ودعا السيسى الفصائل إلى تسليم أسلحتها، ولكنه حث على تزويد الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ومقرها مدينة طبرق فى شرق البلاد بالأسلحة بعد أن سيطر منافسوها على السلطة فى طرابلس. وطالبت حكومة طبرق برفع الحظر الدولى المفروض على الأسلحة لمساعدتها فى السيطرة على البلاد من جديد.