Akhbar Alsabah اخبار الصباح

السيسي يروج أوهام الاستقرار في المنطقة المشتعلة

المنطقة المشتعلة قالت صحيفة فينانشيال تايمز : إن التبجيل الذي قوبل به عبد الفتاح السيسي في مؤتمر دافوس هذا العام يستدعي وقفة للتفكير. فبعد أربع سنوات من ثورة ميدان التحرير التي أطاحت بالرئيس المخلوع، حسني مبارك، وبعد 18 شهرًا من الانقلاب العسكري الذي أطاح بجماعة الإخوان المسلمين المنتخبة من السلطة، فإن السيسي، قائد الجيش السابق يقدم نفسه باعتباره مرتكزًا للاستقرار في المنطقة المشتعلة.

وفي ظل الانهيار المُضر بكل من سوريا والعراق، والتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي ملأ الفراغ بعنف، أصبح من المفهوم تمامًا أن تعود الولايات المتحدة وأوروبا إلى الخلف، إلى التحالف مع القادة الأقوياء في المنطقة؛ إلا أنه يعد قصر نظر.

فقبضة حكومة السيسي حديدية ضد المعارضة، والتي أسفرت الشهر الماضي عن مقتل أكثر من عشرين شخصًا خلال الاحتجاجات بمناسبة ذكرى انتفاضة التحرير، تعمل جنبًا إلى جنب مع المحاكم التعسفية على نحو متزايد في مصر على إثارة التطرف؛ فالقمع هو الحاضنة التي تقوم بتصنيع المتطرفين. وهو نفس النوع من الاستبداد الذي تسبب في موجة من الانتفاضات العربية قبل أربع سنوات.

مصر التي أشعلت مخيلة العالم في ميدان التحرير، أصبحت أيضًا بحاجة إلى حماية سيادة القانون والسياسة الشاملة التي توجه طاقة سكانها من الشباب في البحث عن الأمل والفرص. وبدلًا من ذلك، أعطى السفاح السيسي، في أكتوبر الماضي المحاكم العسكرية سلطات أكبر مما كانت عليه في أي وقت منذ تولي الجيش الحكم لأول مرة في عام 1952. أضف إلى ذلك المحاكم الهزلية مثل تلك التي أصدرت هذا الأسبوع حكمًا بالإعدام على 183 فردًا من الإخوان المسلمين.

صحيح، أنه قد تم في عطلة نهاية الأسبوع، ترحيل بيتر غرسته، واحد من ثلاثة صحفيين من قناة الجزيرة الفضائية الذين كان قد تم سجنهم بدعوى دعمهم للإخوان المسلمين، إلى بلده الأصلي، أستراليا. كما تخلى واحد من زملائه، وهو محمد فهمي الذي يحمل الجنسيتين المصرية الكندية، عن جنسيته المصرية على أمل أن يحظى بنفس المعاملة. ولكنها مجرد محاولات لمواجهة الضغوط الدولية، وفقًا لتقدير السيسي.
الجيش يقوم بتوسيع امتيازاته وإمبراطورية أعماله، وساعده في ذلك المليارات القادمة من الخليج. فقد دعا السيسي المستثمرين في دافوس إلى القدوم إلى مصر في القمة الاقتصادية المقرر عقدها الشهر المقبل. لكن، التنمية الاقتصادية تحتاج لسياسة مفتوحة ومجتمع نشط، وليس للمحسوبية الرأسمالية أو استعادة الدولة البوليسية التي تجعل الإسلاميين هم أهم معارضيها.
سياسة | المصدر: التقرير | تاريخ النشر : الأربعاء 04 فبراير 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com