يبدو أنه لا يوجد أى موانع فى أيام الانقلاب تلك لخروج المساجين المليارديرات من السجون, وهذا هو الشرط الوحيد أن يكون السجين مليارديرا, مهما كانت الجريمة التى تم الحكم عليه من أجلها؛ فخروج شلة فساد المخلوع مبارك, وكان آخرهم وليس بآخرهم أحمد عز, الذى كان محكوما عليه بالسجن لعدد سنوات لا يفي ما تبقى من عمره - على الأرجح - بها قد خرج كما تخرج الشعرة من عجين الانقلاب!!
وعلى الفور, وفى غيرة محمومة, قام محامى هشام طلعت مصطفى، إمبراطور الحزب الوطنى برفع دعوى إفراج صحى أمام محكمة القضاء الإدارى, وقد قبلت المحكمة الدعوى على الفور, برئاسة المستشار يحيى الدكرورى, وأمرت المحكمة بتشكيل لجنة طبية من بعض الأطباء وتوقيع الكشف الطبى على هشام فى مصلحة الطب الشرعى, على أن تكون مصاريف اللجنة على حساب مقيم الدعوى اللى هو هشام طلعت, وأمرت المحكمة أن يودع السجين مبلغ عشرين ألف جنيه للقيام بما تطلبه الدعوى!!
أما عن المرض الذى يعانى منه هشام, والذى أقام محاميه الدعوى بناء عليه, فقد قال المحامى المعروف ورجل الحزب الوطنى والانقلاب بالطبع والضرورة أيضا "شوقى السيد": "إنه يعانى من داء (النشوائى).. مين يا أخويا؟!"
نقول تانى: النشوائى، وهذا مرض عليوى لا يصاب به إلا من كان لديه أربعين مليارا أو يزيد, وقال شوقى السيد بصفته محاميا لديه ثقافة طبية إنه مرض خطير, من الممكن أن يتسبب فى وفاة موكله فى أى وقت، حسب نص كلامه!!
وطبعا مش معقول يا جماعة ترضوا أن ملياردير زى ده يموت جوه السجن.. ده حتى تبقى عيبة فى حق فقراء مصر!!
السؤال هنا.. هل يستطيع أى سجين جنائى محكوم عليه بالمؤبد أو أقل من ذلك فى قضية قتل أو مخدرات مثلا غير هشام هذا أن يرفع نفس الدعوى؛ لأنه مريض, وأوشك على الهلاك بالفعل, وتقبل الدعوى؟!
وعلى الفور، ذكر البعض من المحامين أنه من الواضح أن هشام قد ركب قطار الخروج من باب الكبار, ويحتاج إلى دفعة انقلابية ترتدى ثياب القانون؛ ليلحق بصديقه اللدود أحمد عز؛ ليشربا التمر هندى معا فى صحة - قصدى - مرض المصريين!!
سياسة | المصدر: جريدة الشعب - نصر العشماوى | تاريخ النشر : الأحد 02 نوفمبر 2014