كان ينبغى على جهاز المخابرات العامة أن يظل بمنأى عن الصراع السياسى الدائر، وأن يسد كل الطرق المؤدية لأى شكوك بهذا الشأن ، ومعنى أن اللواء حسين كمال مدير مكتب عمر سليمان يخرج علينا اليوم ليتكلم بهذه اللغة والعناوين والموضوعات والترتيب والجلوس والسائلين وحتى المقاطعين من أمثال مصطفى بكرى وغيره، معنى ذلك هو فتح المجال واسعا أمام كل ما كان يتردد عن دور الجهاز قبل وأثناء وبعد الثورة.
إن قانون جهاز المخابرات يحظر على أى من العاملين فيه ، سواء أثناء خدمتهم أو بعد انتهائها ، إفشاء أية أسرار أو معلومات، لأنها مملوكة للدولة المصرية وليست لهؤلاء الأفراد، فكيف إذا كانت تلك المعلومات والأسرار المدعاة بهذا الشكل الهزيل والعبثى والذى لا يليق إلا بمقهى بلدى ، ولا يسهم إلا فى تشويه صورة جهاز المخابرات.
إن السيد حسين كمال قد ارتكب جريمتين، الأولى إفشاء أسرار هزلية، والثانية إهانة جهاز المخابرات بتصويره على أنه يهزل.
نحن بحاجة إلى بيان فورى من قيادة المخابرات، تنفى فيه علاقتها تماما بهذا الهزل، وتقطع الشكوك التى كانت مثارة حول الجهاز، والتى ستثار أضعافها خلال الساعات المقبلة.
لا يمكن أبدا أن ترى دولا وقوى إقليمية معادية لمصر ، أفراد من جهاز مخابراتنا بهذا المستوى من الأداء ، إننى فعلا قلق على أمن بلادنا القومى.