بعد حوالى سبعة أشهر من التظاهرات وإغلاق ميدان التحرير ومهاجمة قصر الاتحادية عدة مرات وسقوط عشرات الشهداء والجرحى واستخدام الخرطوش والرصاص الحى وقطع الطرق والكبارى وإغلاق ميدان التحرير وممارسة جميع أشكال الفوضى فى شوارع القاهرة
بدأ الهدوء المشوب بالحذر يسود الميادين والشوارع، وفى محاولة لفهم أسباب هذا الهدوء وهل هو دائم أو مؤقت وجدت أن ما يجرى بالفعل هى حرب بين تيار كان يدير الدولة لعشرات السنين وقد تحالف مع كل أعداء التيار الإسلامى ويرتدى الآن ثياب الثورجية والبلطجية والبلاك بلوك وقطاع الطرق والفلول والكارهين والخائفين من كل هو إسلامى
أما التيار الثانى فهو التيار الإسلامى بفصائله المختلفة وكل من يدعم خيار الشعب مع خيار واسع من أطياف المجتمع ودعاة الاستقرار ودعم الشرعية أيا كانت مثالبها أو أخطاؤها.
أما أسباب الهدوء فإن :
**************
السر الأول :
=======
فيكمن فى تعاون الشرطة والنيابة حيث ألقت الشرطة القبض على العشرات ممن يثيرون الفوضى ويغلقون الطرق وقامت النيابة بتطبيق قانون نيابة الثورة عليهم بالحبس خمسة عشر يوما ويجدد، فأدرك هؤلاء أن ما كان يجرى من قبل من حيث الإفراج الفورى عنهم وعدم التحقيق أو الحبس قد انتهى.
السر الثاني :
=======
هو أن الأهالى والتجار والعمال فى منطقة ميدان التحرير ودار القضاء العالى والعباسية وغيرها من المناطق الأخرى بدءوا يتصدون لهؤلاء بعدما تضررت مصالحهم وقرروا حماية أكل عيشهم ومحالهم بأيديهم لا بأيدى الشرطة.
السر الثالث هو أن كثيرا من مقاولى البلطجية فى القاهرة والأقاليم تعرضوا لضغوط مختلفة حتى يكفوا عن التخريب، وجاءتهم تهديدات بأن الدور سوف يأتى عليهم وستكون السجون مصيرهم لذا فإن بعضهم توارى أو انتظر ما سوف تسفر عنه الأيام المقبلة
السر الرابع :
======
هو أن الممولين الرئيسيين للفوضى من الأنظمة دخلوا فى هدنة وحاولوا الضغط على النظام بوسائل أخرى مثل تعيين بعض رموزهم أو ورجالهم كوزراء ومسئولين فى الحكومة بعدما أعلن مرسى عن تعديلات بها والعجيب أنهم عرضوا بعض الأسماء بشكل واضح وعرضوا معها وقف العنف ومساعدة الحكومة على تجاوز الأزمة الاقتصادية.
السر الخامس :
========
أن الأجنحة الثلاثة للثورة المضادة والمتمثلة فى الجناح السياسى والجناح الإدارى وجناح البلطجة والعنف قد أصابها الإرهاق والأحباط كما أنهم اختلفوا على بعضهم وتمزق شملهم وسادت الخلافات والصراعات بين قادتهم فقد راهنوا عدة مرات على تدخل الجيش وعلى احتلال القصر الجمهورى وعلى إغلاق ميدان التحرير والطرق الرئيسية والكبارى وعلى نشر التظاهرات والفوضى فى آن واحد فى كل أنحاء مصر وقد فشلت كل هذه المحاولات بعدما بلغت ذروة من الصعب أن تعود إليها مرة أخرى لذا فإنهم ربما يكونوا فى هدنة أو استراحة أو يكون الممول الرئيسى لهم قد حجب عنهم المدد المالى حتى يجرب العودة للتفاوض مع النظام مرة أخرى أو تلقى أوامر جديدة من المعلمين الكبار.
لقد عرت الأيام الماضية كثيرا من الوجوه وأصبح اللعب الآن على المكشوف، لكن القرار للشعب فإذا تخلى الشعب عن سلبيته وقرر أن يحمى ثورته فإن مصر سوف تدخل مرحلة أخرى من مراحل الاستقرار والبناء، إما إذا بقى يتعامل بسلبية فإن الفوضى عائدة من جديد .