لا تزال ظاهرة "حازم أبو إسماعيل" ضمن الظواهر السياسية الأكثر أهمية بعد الثورة..
وهي ظاهرة لم تنل حظها الكافي من الدراسة والبحث على الرغم من استمرار تفاعلها حتى الآن، مقارنة بظواهر أخرى مشابهة، مثل ظاهرة: "البرادعي" أو "صباحي"، فما كُتِب عنهما لا يتناسب مع مستوى تأثيرهما- منفردين- في الساحة السياسية..
وبعد نحو عامين على "ظاهرة أبو إسماعيل" لم يعد خافيا السلبيات والانتقادات التي توجه إليه، لكن مع ذلك –وبغض النظر عن صحة بعضها- يجب أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما: لماذا نضع معايير قاسية لتقويم رموزنا سياسيا، بطريقة تُشعِر الناس أن هؤلاء الرموز يمثلون حالة شاذة؟..
انظر مثلا إلى البرادعي، وصباحي، فكلا الرجلين يتسم أداءه بالفردية والشخصانية، ومصداقيتهما لا تصمد أكثر من أيام قليلة..
أما عن القدرات الإدارية، فإن صباحي لم يُتهم بالتميز في هذا المجال من قبل، كما أن البرادعي رغم خبرته العريقة في الوكالة الذرية، فإنه لم يقدم أنموذجا إداريا ناجحا في حزب الدستور، بل أثارت طريقته في إدارة الحزب، كثيرا من الشباب ضده..
فلماذا يُخصص أبو إسماعيل بهذه الصفات السلبية دون غيره، وبطريقة تفترض أن الإنسان لا يتغير ولا يتحسن أداؤه؟
إن أبرز سلبيات التيارات الإسلامية في السنوات الأخيرة، أنها لم تقدم للساحة زعامات تتمتع بالكاريزما والقدرة على التأثير الإعلامي والجماهيري، وعندما يبرز نموذج كاريزمي، فإنه يتعرض لانتقادات حادة، وتُوضع له معايير دقيقة لإثبات قصوره وسلبياته، بينما كان الأفضل أن يُنظر في حلول عملية لتوظيف هذه "الظاهرة" لخدمة الأهداف الإسلامية المشتركة.