هاجمت العراق تسليم ائتلاف الثورة والمعارضة السورية مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، مشيرة إلى أن "الجامعة للدول وليست لجماعات المعارضة السياسية".
وكشفت مصادر دبلوماسية بالجامعة العربية أن مشادة حدثت بين وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى ونظيره المصري محمد كامل عمرو خلال اجتماعات الدورة الـ139 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري التي عقدت بالقاهرة اليوم، وذلك على خلفية رفض العراق التوجه العربي خلال الاجتماع بتسليم مقعد سوريا للائتلاف السوري.
وأضافت المصادر أن وزير خارجية العراق قال موجهًا حديثه لنظيره المصري: "لا ينبغي أن يتم تسليم مقعد سوريا للمعارضة وإلا فعلينا أن نسلم "جبهة الإنقاذ" المصرية مقعد مصر في الجامعة العربية باعتبارها تمثل المعارضة المصرية".
ولم ينف وزير خارجية العراق ما حدث وقال في تصريحات صحفية عقب انتهاء الجلسة المغلقة لمجلس وزراء الخارجية العرب: "بالفعل سجلت اعتراض العراق على إعطاء المعارضة السورية مقعد سوريا فى الجامعة، لأن الجامعة العربية هى جامعة للدول وليست لجماعات المعارضة".
وأضاف: "ضربت مثلاً لوزير الخارجية المصري بـ"جبهة الإنقاذ" المعارضة فى مصر، وقلت له هل يمكن أن تحصل الجبهة على مقعد مصر فى جامعة الدول العربية باعتبارها جماعة معارضة؟".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن ما قاله نظيره العراقي خلال الجلسة المغلقة، "من قبيل المزاح".
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده عمرو مع نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أجاب وزير الخارجية المصري على سؤال حول حقيقة ما قاله زيباري فرد عمرو قائلاً: "لا أعتقد أن الوزير العراقي كان يتحدث بشكل جاد، وإنما كلامه كان على سبيل المزاح لا أكثر، فمصر دولة ديمقراطية ويستطيع أى حزب أو تيار أن يشارك فى الانتخابات وينافس على السلطة بشكل ديمقراطي".
وحول منح مقعد سوريا للمعارضة، قال وزير الخارجية المصري إن نظراءه العرب طلبوا من الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة السورية تشكيل هيئة تنفيذية لكي تشغل مقعد دمشق في الجامعة العربية مؤقتًا إلى حين تشكيل حكومة منتخبة في سوريا، وهو القرار الذي تحفظ عليه العراق والجزائر فيما "نأت" لبنان عنه.
وفي وقت سابق، اعتبر دبلوماسيون في تصريحات للأناضول أن مطلب الجامعة بتشكيل المعارضة السورية هيئة تنفيذية خطوة تمهيدية لمنح مقعد سوريا للائتلاف المعارض خاصة أن لوائح الجامعة العربية تلزمها بمنح المقعد لهيئة تنفيذية وليس لتجمع سياسي.
وأضاف عمرو - الذي ترأس اجتماعات هذه الدورة،: "هناك قرار سابق بتعليق مشاركة سوريا في أنشطة الجامعة العربية، ونريد أن يشغل هذا المقعد من نرى أنه يمثل الشعب السوري".
ويدعو الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى أن تمنحه الجامعة العربية مقعد سوريا باعتباره "الممثل الشرعي الوحيد للنظام السوري"، وتؤيده عدة دول في ذلك.
ورغم أن هذا المطلب غير مدرج على بنود اجتماع وزراء الخارجية العرب، إلا أنه أخذ حيزًا كبيرًا في نقاشات الوزراء.
وكانت الجامعة قد قررت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 تجميد مقعد سوريا؛ متهمة النظام بقمع الاحتجاجات التي بدأت سلمية للمطالبة بإصلاحات سياسية.