Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الاحتلال يشن عدواناً واسعاً على طوباس

مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الثلاثاء - الأربعاء، عدواناً واسعاً على مدينة طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وسط مداهمات للمنازل وطرد سكانها قبل اتخاذها ثكنات عسكرية، فيما حلق الطيران المروحي في أجواء المدينة التي تعرضت لعشرات عمليات الاقتحام خلال العامين الأخيرين ودمرت بنيتها التحتية عدة مرات.

ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة وقراها ضمن العملية التي لا تزال مستمرة. وشمل العدوان الواسع قريتي عقابا وطمون. وأفاد شهود عيان بانتشار واسع لآليات الاحتلال في المدينة وسط حظر التجول ومنع الأهالي من الحركة. وقال الشهود إن "طيران الاحتلال المروحي يحلق في أجواء المدينة ويطلق نيرانه"، فيما أغلقت جرافات الاحتلال عدة طرق بالسواتر الترابية.

وقال محافظ طوباس أحمد الأسعد لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتلال بدأ عملية عسكرية في المحافظة ستستمر عدة أيام، وأقام سواتر ترابية في محيطها، ما أدى إلى شلل الحركة وخطر يهدد حياة المواطنين، خاصة كبار السن والمرضى والأطفال". وأضاف أن قوات الاحتلال تسيطر منذ فجر اليوم على جميع البنايات المرتفعة في المحافظة سواء مدينة طوباس أو بلدة طمون". وأعلن الأسعد عن تعطيل كافة المؤسسات الحكومية والخاصة، لافتا إلى أن نحو 70 ألف مواطن فلسطيني أصبحوا محاصرين ولا يستطيعون مغادرة منازلهم للعلاج أو التعليم أو العمل. كما أعلنت مديرية التربية والتعليم في المحافظة عن تعطيل كافة المدارس الحكومية ورياض الأطفال "حفاظاً على سلامة الطلبة والعاملين في السلك التعليمي".

وأشار الأسعد إلى أن "الهدف المعلن هو عملية أمنية وملاحقة المطلوبين، علما أنه لا يوجد أي مطلوبين للاحتلال في المحافظة"، معتبرا أن "الهدف الحقيقي هو ترسيخ الأمر الواقع عبر الاستيلاء على المزيد من أراضي المحافظة لصالح الاستيطان".

جيش الاحتلال: بدء عملية واسعة في شمال الضفة
أعلن كل من جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وقوات حرس الحدود، في بيان مشترك، صباح اليوم الأربعاء، عن بدء "عملية واسعة" في الضفة الغربية المحتلة، الليلة الماضية، بذريعة إحباط أي عمليات للمقاومة في منطقة شمال الضفة. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين في جيش الاحتلال زعمهم أن العملية في شمال الضفة الغربية، بما في ذلك في منطقة جنين، انطلقت بسبب محاولات جهات في المقاومة ترسيخ وجودها في المنطقة، وبسبب تزايد العمليات ضد أهداف للاحتلال في المنطقة. وبحسب موقع "واينت" العبري، من المقرر أن تستمر العملية عدة أيام، وستكون على غرار عمليات أخرى نُفّذت في مخيمات اللاجئين الواقعة شمالي الضفة خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

إلى ذلك، شنت قوات الاحتلال عمليات اقتحام لعدة مناطق في الضفة، من بينها مخيم الفوار في الخليل (جنوب)، وبلدات في رام الله ونابلس.

ويصعد جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة، حيث شن أكثر من عدوان مدمر على مدن الشمال، بما فيها طوباس وجنين وطولكرم، ما أدى إلى تهجير عشرات آلاف المدنيين، بعد تدمير منازلهم وطردهم منها بالقوة ومنع عودتهم. كما أسفر العدوان على شتى مناطق الضفة عن سقوط أكثر من 1000 شهيد. ويتذرع الاحتلال بأن عملياته تستهدف مقاومين فلسطينيين، على الرغم من تراجع المقاومة المسلحة بصورة ملحوظة خلال الأشهر الأخيرة، كما أن استهداف المدنيين بصورة ممنهجة خلال الاقتحامات يشير إلى أهداف أخرى، يرجعها مراقبون إلى مسعى إسرائيلي لتهجير مزيد من السكان وفرض واقع جديد في الضفة على غرار غزة.

حماس: العملية في طوباس جزء من مخططات الضم والتهجير
من جانبها، قالت حركة حماس إن إعلان جيش الاحتلال إطلاق عملية عسكرية جديدة في شمال الضفة الغربية، "يكشف عن حجم الإجرام المنهجي الذي تمارسه حكومة الاحتلال المتطرفة، ضمن سياسة معلنة هدفها سحق أي وجود فلسطيني وصولاً للسيطرة الكاملة على الضفة".

واعتبرت الحركة في بيان أن العملية تأتي "كجزء من مخططات الضم والتهجير المستمرة، التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى تحويل مدن وقرى الضفة إلى مناطق محاصرة ومقطعة الأوصال، ومنع أي مظاهر طبيعية للحياة، في محاولة لإعادة إنتاج واقع أمني يخدم مشروع السيطرة الاستعمارية"، ودعت إلى "توحيد الجهد الشعبي والسياسي والميداني لصد سياسة الاجتثاث التي يمارسها الاحتلال، وطالبت المجتمع الدولي "بتحرك فوري وجاد للضغط لوقف العدوان وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا ومحاسبته على مخالفاته للقانون الدولي".
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الأربعاء 26 نوفمبر 2025
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com