
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر اليوم الأربعاء، إنه قرر تصنيف المملكة العربية السعودية حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، خلال استضافته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يزور واشنطن، على مأدبة عشاء في البيت الأبيض. وقال ترامب "الليلة، يسعدني أن أعلن أننا سنرتقي بتعاوننا العسكري إلى مستويات أعلى بتصنيف المملكة العربية السعودية رسمياً حليفاً رئيسياً من خارج ناتو، وهو أمر مهم جداً بالنسبة إليهم". وهذا التصنيف لم تحصل عليه إلا 19 دولة أخرى. وأعلن ترامب أنه وقّع اتفاقية دفاع استراتيجية مع السعودية، مضيفاً أن إيران تود إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة.
وبخصوص اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال الرئيس الأميركي إن هناك أماناً في القطاع حالياً أكبر بكثير من ذي قبل، مضيفاً أن مجلس السلام في غزة الذي سيكون تحت رئاسته سيضم رؤساء العديد من الدول. وقال أيضاً إنه جرى "تسليم رفات مزيد من الرهائن الإسرائيليين ويتبقى اثنان"، وفقاً للمرحلة الأولى من الخطة التي وضعها لوقف الحرب، وتبناها مجلس الأمن الدولي أول من أمس الاثنين.
ووقّعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، أمس الثلاثاء، اتفاقات في مجالَي الطاقة النووية لأغراض مدنية والدفاع، بحسب بيان للبيت الأبيض. وأعلنت الإدارة الأميركية أنّ البلدين صادقا على "إعلان مشترك" حول الطاقة النووية لأغراض مدنية "يُنشأ بموجبه الأساس القانوني للتعاون الذي تصل قيمته إلى مليارات الدولارات على مدى عقود" و"يجري بما يتوافق مع قواعد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية". وأضاف البيان أنّ الرئيس الأميركي "أعطى موافقته على اتفاق لبيع أسلحة يتضمن طائرات إف-35"، وهي طائرات مقاتلة أميركية ذات تكنولوجيا متقدمة.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أنّ هذه الاتفاقية "تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية والروابط التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين منذ أكثر من تسعين عاماً، وتمثل خطوة محورية تعزز الشراكة الدفاعية طويلة المدى، وتعكس التزام الجانبين المشترك بدعم السلام والأمن والازدهار في المنطقة". وتؤكد الاتفاقية أن الرياض وواشنطن "شريكان أمنيان قادران على العمل المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية، بما يعمق التنسيق الدفاعي طويل الأجل، ويعزز قدرات الردع ورفع مستوى الجاهزية، إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية وتكاملها بين الطرفين". كما تضع الاتفاقية إطاراً متيناً لشراكة دفاعية مستمرة ومستدامة، تساهم في تعزيز أمن واستقرار البلدين، وفقاً لـ"واس".
وخلال لقائهما في البيت الأبيض مساء أمس الثلاثاء، أعلن ترامب وبن سلمان عن سلسلة مواقف وتصريحات مشتركة شكّلت أبرز ما خرج به اللقاء، وسط تركيز على مسار الانضمام السعودي لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، بالإضافة إلى صفقة بيع طائرات "إف-35" المتقدمة للرياض، إلى جانب حزمة استثمارات ضخمة من السعودية في الولايات المتحدة، فيما أعلن بن سلمان أن المملكة ستشارك في إعادة إعمار قطاع غزة.
وقال بن سلمان إن الرياض "تريد أن تكون جزءاً من الاتفاقيات الإبراهيمية (اتفاقيات التطبيع)"، لكنه شدد على أن ذلك "مرتبط بوجود مسار حقيقي لحل الدولتين"، وأكد ولي العهد السعودي أن المملكة "خاضت محادثات حول المبلغ الذي ستقدمه السعودية لإعادة إعمار غزة وليس هناك مبلغ محدد حالياً، لكنه سيكون مبلغاً كبيراً"، وأضاف: "نعتقد أننا توصلنا إلى تسوية، وسنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، وطهران تريد إبرام صفقة". وأكد بن سلمان أن بلاده "تؤمن بمستقبل مشترك مع الولايات المتحدة"، موجهاً شكره لترامب على "جهوده من أجل إحلال السلام العالمي"، وأكد قائلاً: "تقوم بعمل كبير من أجل إحلال السلام العالمي".
من جانبه، قال ترامب: "نتعاون على نحوٍ وثيق مع العديد من الأطراف لإرضاء الجميع، بمن فيهم الفلسطينيون والإسرائيليون"، وأكد أن "الأمور ستسير على نحوٍ جيّد للفلسطينيين"، مضيفاً أن "الإيرانيين يريدون إبرام صفقة رغم أنهم لا يقولون ذلك". وأعلن ترامب أنه "سيجري إبرام اتفاق مع السعودية لبيعها طائرات إف-35"، وقال مؤكداً: "أعتقد أنه من حق السعودية الحصول على أفضل الطائرات الحربية، والسعودية حليف جيّد لنا أيضاً كما إسرائيل".
ووصل ولي العهد السعودي إلى البيت الأبيض، واستقبله ترامب بمصافحته وربت على ظهره قبل دخولهما، كما رصدت الكاميرات ترامب وبن سلمان يقفان أمام بورتريهات الرؤساء في البيت الأبيض، وتوقفا أمام البورتريه الذي كان من المفترض أن يكون للرئيس السابق جو بايدن، غير أن إدارة الرئيس ترامب استبدلته بصورة من توقيعه الإلكتروني. وأعدّت إدارة ترامب استقبالاً غير معتاد لولي العهد، إذ عزفت فرقة مشاة البحرية الأميركية، فيما حمل ضباط على ظهور الخيول العلمين الأميركي والسعودي، وحلّقت طائرات مقاتلة متطورة فوق البيت الأبيض على شكل حرف V.