
جهّزت مدينة رويتلينغن، الواقعة في جنوب غرب ألمانيا، شاحنات القمامة الخاصة بها بكاميرات وأجهزة استشعار وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وذلك بهدف الكشف عن البلاستيك والورق وغيرها من المواد الممنوعة الموجودة في صناديق المخلفات المستخدمة في صناعة السماد. ويأتي هذا الحل ضد مشكلة وجود الحفاضات والبطاريات والأكياس البلاستيكية في صندوق النفايات المخصص لتلك العضوية، بالرغم من أنها لا تنتمي إلى صندوق السماد، وهو تحوّل إلى مصدر شكوى لأولئك الذين يتعاملون مع التخلّص من النفايات.
وقد يبدو التخلّص من النفايات في ألمانيا مرهقاً، ففي حين يقول معظم الألمان إنه ليس معقداً، يراه الأجانب بالغ التعقيد. في ألمانيا تحتوي المجمعات السكنية على سبعة أنواع أو أكثر من الصناديق يخصّص منها صندوق لكل فئة من المخلفات، فيوجد صندوق للورق، وآخر للزجاج الداكن، وثالث للزجاج الشفاف، وصناديق لأنواع أخرى من المواد القابلة لإعادة التدوير، وبالطبع صندوق للنفايات غير القابلة لإعادة التدوير.
وعلى الرغم من حملات التوعية المستمرة في جميع أنحاء ألمانيا، لا يرغب جميع السكان والأسر في فصل نفاياتهم العضوية بشكل صحيح، وغالباً ما يتخلّصون من قشور الموز وبقايا الأطباق وبقايا الأوراق النباتية في أكياس بلاستيكية، مما يُحبط الغرض من جمع النفايات العضوية. في المقابل قررت مدينة ريوتلينغن تغريم حوالى 120 شخصاً بمبلغ 105 يوروهات لكل منهم (123 دولاراً) بسبب مخالفة قواعد فصل المخلفات من المنبع. تقبّل أغلبهم قرار الغرامة وطعن عدد قليل منهم فيها أمام المحكمة.
وفي الوقت نفسه بدأت المدينة تجهيز شاحنات جمع النفايات بكاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعي، قادرة على تحديد الملوثات، مثل البلاستيك، سواء قبل عملية التفريغ أو أثناءها.
ويقول رئيس خدمة العمليات الفنية في المدينة البالغ عدد سكانها حوالي 130 ألف نسمة، ديلابك كورتشينكل، إن أدوات الذكاء الاصطناعي في الشاحنات تتعرف على أي شيء لا ينتمي إلى النفايات العضوية ويلتقط صوراً له. وأضاف أن هذه التقنية ستجعل من الصعب على المخالفين المعرضين للغرامة الاعتراض عليها أمام القضاء نظراً لوجود أدلة موثقة.
ويرسل فريق خدمات العمليات الفنية نتائج تحليل الذكاء الاصطناعي باستمرار إلى السكان باستخدام علامات مُثبتة على الصناديق. تُعطى الصناديق المملوءة بشكل صحيح علامة خضراء، مما يؤكد فصل النفايات بشكل صحيح. تُعطى الصناديق المملوءة بشكل غير صحيح علامة صفراء، مما يشير إلى وجود مجال للتحسين.
خلال هذه المرحلة، لا تزال الصناديق تُفرغ. ومع ذلك، إذا اكتشف الذكاء الاصطناعي الآن وجود بلاستيك أو ملوثات أخرى في النفايات العضوية، تُصدر علامة حمراء ويُترك الصندوق من دون تفريغ. يجب على الأسر المتضررة بعد ذلك فرز النفايات يدوياً وإعداد الصندوق لعملية الاستلام الدورية التالية أو طلب خدمة جمع قمامة خاصة.
تكنولوجيا و علوم | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الثلاثاء 18 نوفمبر 2025