
تواصل صناعة السيارات في الصين ترسيخ مكانتها كأكبر قوة إنتاجية في العالم، بعدما سجلت أرقاما قياسية جديدة خلال عام 2025، تعكس قدرة لافتة على الحفاظ على النمو رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
وأظهرت بيانات رسمية أن السوق الصينية تجاوزت حاجز 31 مليون سيارة منتجة ومباعة خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من العام، في أداء يعكس اتساع الطلب المحلي وقوة الصادرات.
ووفق إحصاءات صادرة عن الجمعية الصينية لمصنعي السيارات، بلغ إجمالي إنتاج السيارات في البلاد خلال الفترة من كانون الثاني / يناير إلى تشرين الثاني / نوفمبر نحو 31.23 مليون مركبة، بزيادة تقارب 12 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما وصلت المبيعات إلى حوالي 31.13 مليون وحدة، محققة نموًا سنويًا تجاوز 11 بالمئة وأشار هذه الأرقام إلى استمرار التعافي القوي للصناعة، مدعوما بحوافز حكومية وتحسن ثقة المستهلكين.
وخلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر وحده، واصلت المصانع الصينية عملها بوتيرة مرتفعة، حيث سجل الإنتاج نحو 3.53 مليون سيارة، بينما بلغت المبيعات قرابة 3.43 مليون وحدة، في تأكيد جديد على استقرار الطلب واتساع قاعدة المستهلكين في السوق الأكبر عالميًا.
ولعب قطاع مركبات الطاقة الجديدة دورا محوريا في هذا النمو، إذ كشفت البيانات أن إنتاج هذا النوع من السيارات تجاوز 14.9 مليون وحدة خلال الشهور الإحدى عشرة الأولى من العام، في حين اقتربت المبيعات من 14.8 مليون مركبة، بنسب نمو سنوية تجاوزت 31 بالمئة، ويعكس هذا الأداء تسارع التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة، بدعم من السياسات البيئية والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية للطاقة النظيفة.
وفي تشرين الثاني / نوفمبر فقط، تم إنتاج نحو 1.88 مليون مركبة طاقة جديدة، بينما بلغت المبيعات حوالي 1.82 مليون وحدة، ما يؤكد أن هذا القطاع بات يشكل ركيزة أساسية في صناعة السيارات الصينية وليس مجرد قطاع ناشئ.
وعلى صعيد التجارة الخارجية، واصلت السيارات الصينية توسيع حضورها في الأسواق العالمية، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة تقارب 19 بالمئة خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من 2025، لتصل إلى أكثر من 6.34 مليون سيارة، ويتوقع، وفق تقديرات رسمية، أن يتجاوز إجمالي صادرات السيارات الصينية حاجز 7 ملايين وحدة بنهاية العام، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الصناعة.
وفي هذا السياق، أكد مسؤولون في الجمعية الصينية لمصنعي السيارات أن التوقعات تشير إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة لإنتاج ومبيعات السيارات مع نهاية 2025، مدفوعة بتكامل السياسات الداعمة، وانتعاش الطلب المحلي، إضافة إلى المرونة العالية التي يتمتع بها قطاع التصدير، ما يعزز موقع الصين كقوة مهيمنة في سوق السيارات العالمي.