Akhbar Alsabah اخبار الصباح

حملة تطوعية لإعادة الحياة إلى مدينة غزة

إعادة الحياة إلى مدينة غزة أطلقت بلدية غزة، اليوم السبت، حملة تطوعية واسعة بعنوان "حنعمرها تاني"، في إطار الجهود المجتمعية المبذولة لإعادة الحياة إلى مدينة غزة وتعزيز ثقافة العمل التطوعي. وبدأت فعاليات الحملة التي يجري تنفيذها بالتعاون مع شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، وغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة من مفترق السرايا وسط مدينة غزة، بهدف تنظيف الشوارع وإعادة الحيوية للمدينة، وإشراك الأهالي في جهود إعادة الإعمار المجتمعي، وإظهار صورة إيجابية عن إرادة الحياة والصمود لدى السكان.

وتسعى الحملة إلى تنفيذ أعمال النظافة وجمع النفايات، ونشر فرق تطوعية على امتداد الشوارع، وتنظيف الأرصفة ومداخل الأحياء وإزالة النفايات المتراكمة، إلى جانب إزالة الركام من الطرقات، وزراعة الأشجار وإعادة الغطاء الأخضر، علاوة على دهان الأرصفة وتجميل المناطق العامة.

وأكد رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، أن الحملة تنطلق لتثبت أن الشعب الفلسطيني باقٍ في أرضه، ولن يخضع لكل الممارسات الإسرائيلية الساعية إلى اقتلاعه منها، من خلال الدمار والتجويع والترهيب، "عبر آلة الدمار والحرب التي لم تترك شيئاً إلا وقتله"، وأوضح السراج في كلمته خلال الوقفة، أن الانطلاقة الرمزية تحمل مدلولات عديدة، أهمها إرادة الشعب الذي لا ينكسر، وقال: "نرى الأطفال والنساء والشباب وكبار السن ضمن الحملة التي تقول للعالم إننا هنا، ويجب أن تعود المدينة إلى كبريائها وجمالها".

من ناحيته، أفاد رئيس شبكة المنظمات الأهلية، أمجد الشوا، بأنّ هذه هي اللحظات التي يتطلع فيها الشعب الفلسطيني إلى النهوض، بالتزامن مع ذكرى الاستقلال التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقال "بدورنا نعلن أنّنا سنعمرها مهما حاولوا، سنحوّل الرمال إلى قصور، وأشجار تنبت من جديد".

وقال الشوا في كلمته: "حان الوقت لنقف جميعاً موحدين بكل فئاتنا من أجل إنهاء المعاناة، وأن نرسل رسالة للعالم أننا شعب قادر على صنع أي شيء من أجل نيل حياته بكرامة"، وأوضح الشوا الإرادة الجماعية، ووقوف الكل الفلسطيني صفاً واحداً، مشدداً على ضرورة العمل بحزم لإزالة الدمار ونحو 60 مليون طن من الركام، حتى تنهض غزة كالفينيق من تحت الركام مجدداً.

بدوره، بيّن رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة غزة، عائد أبو رمضان، أن الحملة تنطلق بالتزامن مع ذكرى إعلان استقلال دولة فلسطين التي تصادف الخامس عشر من شهر نوفمبر، تحت مظلة الأمل وترفع شعار الحياة، في مبادرة تقول للعالم إن غزة قادرة على النهوض رغم الجراح.

وأوضح أبو رمضان، أنّ غزة مرت خلال العامين الماضيَين من ظروف صعبة، تعرضت خلالها للقتل والدمار في مختلف المرافق والقطاعات، في محاولة إسرائيلية لقتل الحياة، "لكن غزة تنهض من تحت الركام مجدداً، في رسالة أمل وعمل لاستعادة نبض المدينة ومكانتها الاقتصادية والإنسانية والمجتمعية"، ودعا أبو رمضان كل المؤسّسات المحلية والدولية إلى الوقوف أمام مسؤولياتها لإعادة إعمار غزة، وأن تتحول "الفعالية الرمزية إلى نداء أمل لكلّ من يريد الخير لهذه الأرض الطيبة".

وقال المتطوع أحمد سالم (32 عاماً)، إن الدافع وراء مشاركته في الحملة ينبع من إيمانه بضرورة عودة المدينة إلى حالتها الطبيعية بعد أشهر طويلة من الحرب والموت والدمار والركام وتعطل الحياة العامة، وأضاف سالم لـ "العربي الجديد": "منذ فترة طويلة وأنا أشعر أن مدينتنا بحاجة لكل يد تساعد، عندما سمعت عن الحملة شعرت أن هذا أقل ما يمكن أن أقدمه لغزة، نريد أن نعيد الشوارع جميلة كما كانت، ونرسل رسالة أن الحياة ما زالت مستمرة"، وبين أنه شارك في تنظيف الشوارع وجمع النفايات بدءاً من مفترق السرايا، وذلك ضمن فريق واحد وأجواء مليئة بالطاقة الإيجابية، مضيفاً "رأينا التشجيع في عيون المارة، ويجب أن تقف غزة من جديد رغم كل الألم".

أما المتطوعة سمر البطنيجي (28 عاماً) فبينت أن اليوم بالنسبة لها كان مميزاً للغاية، إذ شاركت في التنظيف وتشعر بفخر كبير، إذ إنّ "استنهاض المدينة يعتبر من أهم الأمور بعد كل هذا الألم"، وأوضحت البطنيجي لـ "العربي الجديد" أهمية تواصل الجهود حتى عودة المدينة إلى طبيعتها الجميلة، وقالت: "رسالتي من المشاركة بسيطة، أن غزة بحاجة لكل واحد فينا، إذا قدّم كل شخص ساعة فقط من وقته سنصنع فرقاً كبيراً".

وتهدف الحملة إلى تعزيز روح العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية، ودعم مبادرات إعادة الإعمار المجتمعي بجهود محلية، وتحسين المشهد الحضري وإعطاء دفعة معنوية للأهالي، وبناء شراكات بين المؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : السبت 15 نوفمبر 2025
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com