Akhbar Alsabah اخبار الصباح

صناديق الانتخابات هي مفتاح تشغيل ماكينة الثورة

حزب البناء والتنمية أكد هشام النجار المتحدث الإعلامي باسم حزب البناء والتنمية أن صناديق الانتخابات هي الحل وهي الحكم والفيصل في أي صراع سياسي نزيه، وأن الثورة إذا لم تنتهِ إلى صناديق الانتخابات، فستدخل البلاد في فوضى وصراع لا ينتهي على كرسي الحكم، وبدلاً من تعاون الجميع للنهوض بالأمة سيكون هم أحدنا فقط أن يخلع من بالسلطة ليجلس مكانه، حتى لو لم يمتلك أفكارًا وبرامجِ ورؤى بديلة .

وأشار النجار خلال استضافته ببرنامج "الموجز" على قناة النيل الثقافية إلى أن الثورة الفرنسية لم تستقر إلا بعد ثلاثين عامًا من الصراع الدموي على السلطة وسقوط مئات الآلاف من الضحايا، حتى قال الكاتب "بيتر فايس": "وضعنا ماكينة الثورة لكننا لا نزال نجهل طريقة استعمالها"، وأخيرًا فطن الفرنسيون إلى الطريقة المُثلى بعد المعاناة الطويلة وهي الاحتكام إلى آليات الديمقراطية وإلى صناديق الاقتراع وترسيخ دولة المؤسسات والقانون والتداول السلمي للسلطة.

وقال النجار للداعين لمقاطعة الانتخابات والداعمين للعنف وما يطلق عليه "العصيان المدني": إن الثورات لا تُفتعل ولا تنطلق بلي ذراع الشعب وإجباره عليها، إنما تنطلق طبيعية نابعة من قناعة الشعب وإرادته .

ووصف افتعال المعارضة لثورة جديدة بالمثير للشفقة، فهي أقرب للثورة الفوتوشوب، مشيرًا إلى أن ثورة يناير إنما نجحت بسلميتها أولاً، ثم بإيمان الناس بها حيث خرج ما بين 18 و20 مليون مصري إلى الشوارع والميادين يساندونها.

وأكدَ أن المهمة الأولى الملقاة على عاتقنا جميعًا اليوم هي ترسيخ قواعد التداول السلمي للسلطة وتوفير مناخ التنافس بين الأحزاب السياسية ضمن منظومة متكاملة من الممارسة السياسية الشفافة.

وقال: أمامنا اليوم فرصة غالية أن تستقر ثورتنا بعد عامين فقط من وضع ماكينة الثورة بترسيخ أركان وأسس الممارسة السياسية الشفافة والاحتكام لآليات الديمقراطية وإعلاء الإرادة الشعبية، وبذلك نكون سبقنا وتفوقنا على جميع ثورات العالم التي لم تستقر إلا بعد أعوام طوال من المآسي والمعاناة، وسيُحسب هذا الإنجاز تاريخيًّا للثورة المصرية ولجميع الفرقاء وللسلطة والمعارضة ولشباب الثورة، وسيبرهن على وطنيتهم وتجردهم وتقديمهم مصلحة مصر على المصالح الخاصة والحزبية.

وشدد على أن النهضة والانطلاقة الاقتصادية الموعودة وأحلام المساواة والعدالة الاجتماعية لن تتحقق إلا بعد أن يتحقق الاستقرار السياسي وبعد أن يتحقق "الانتقال" الذي أشارَ اليه رئيس الجمهورية في حواره الأخير.

وضربَ هشام النجار مثالاً بما أنجزه "لولا دا سيلفا" رئيس البرازيل السابق الذي نقل البرازيل من الفقر إلى مصاف الدول الغنية؛ فهذا الإنجاز الكبير الذي نقل ملايين البرازيليين من تحت خط الفقر إلى مستوى معيشة الطبقات المتوسطة خلال ثماني سنوات ما كان له أن يتم إلا في ظل مناخ ديمقراطي مترسخ ودولة مدنية قائمة بالفعل منذ أواسط الثمانينات عندما ترك العسكريون الحكم ليبدأ الاستقرار السياسي وتداول السلطة الذي هيأ بعد ذلك المناخ لنجاح مشروع "دا سيلفا" الاقتصادي الكبير.
سياسة | المصدر: إخوان أون لاين - أحمد جمال | تاريخ النشر : الأربعاء 27 فبراير 2013
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com