
ساعات قليلة تفصل سفينة أسطول الحرية "مادلين" عن الوصول إلى قطاع غزة في ختام رحلتها التي انطلقت من إيطاليا في 1 يونيو/حزيران الجاري، وسط مخاوف تساور طاقمها المكون من 12 ناشطاً مدافعاً عن حقوق الإنسان من تعرضها لاعتداء إسرائيلي ومنعها من أداء مهمتها في كسر الحصار عن القطاع المحاصر الذي يرزح تحت وطأة المجاعة والإبادة الجماعية منذ أكثر من 20 شهراً.
وأبحر متطوعون، منهم غريتا تونبرغ، ناشطة مكافحة تغيّر المناخ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، على متن السفينة (مادلين) التي تحمل "كميات محدودة لكن رمزية" من إمدادات الإغاثة. وأعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مساء أمس الجمعة، أن السفينة باتت قبالة سواحل مدينة مرسى مطروح المصرية، وتواصل الإبحار نحو القطاع المحاصر. وفي منشور عبر منصة "إكس"، أوضحت اللجنة أن "السفينة تقترب تدريجيًا من سواحل غزة، ومن المتوقع أن تصل خلال الساعات الـ48 القادمة"، محذرة من أن "الساعات القادمة حاسمة وحرجة". والأربعاء، قالت هيئة البث العبرية إن إسرائيل قررت منع سفينة مادلين من الاقتراب أو الرسو في سواحل القطاع. وبحسب الهيئة، كان هناك توجّه أولي للسماح للسفينة بالوصول إلى غزة ما دامت لا تشكل تهديداً أمنياً، إلا أن القرار تغيّر لاحقاً "لمنع خلق سابقة قد تتكرر".
وأكدت منظمة العفو الدولية أن "أسطول الحرية" المتجه إلى قطاع غزة، وتحديدًا سفينة "مادلين"، يمثل مبادرة تضامنية مهمة لتسليط الضوء على الحصار غير القانوني والخانق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، في ظل ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية الجارية".
وقالت المنظمة، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، إن "أسطول الحرية إلى غزة يجب أن يُسمح له بأداء مهمته السلمية بأمان، بعيدًا عن أي ترهيب أو هجوم". وأضافت: "لا يوجد أي مبرر لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل مستويات كارثية من الجوع والمعاناة، وفي واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي صنعها الإنسان في العالم".
وطالبت العفو الدولية السلطات الإسرائيلية بـ"الرفع الفوري للحصار غير القانوني المفروض على غزة"، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية والإمدادات المنقذة للحياة دون عوائق، كما دعت إلى وقف الإبادة الجماعية الجارية.