
من المقرر أن تبدأ المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا بين مبعوثين أوكرانيين وروس في إسطنبول اليوم الجمعة، بعد تأجيلها أمس الخميس. وقال مصادر من وزارة الخارجية التركية في أنقرة، مساء الخميس، إنّ أول اجتماع مباشر بين البلدين منذ ثلاث سنوات سيعقد بحضور ممثلين أتراك.
وبدأ صباح الجمعة لقاء بين الأوكرانيين والأتراك والأميركيين في قصر دولما بهتشة في إسطنبول، قبل المحادثات بين موسكو وكييف المقرّرة في وقت لاحق اليوم، وفق مصادر تركية. ويشارك في اللقاء الذي يرأسه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، نظيره الأميركي ماركو روبيو والسفير لدى أنقرة توم باراك والمبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، بينما يحضر عن الجانب الأوكراني كبير موظفي الرئاسة أندريه يرماك ووزيرا الدفاع والخارجية، رستم عمروف وأندري سيبيغا، حسبما أفادت مصادر في وزارة الخارجية التركية.
وبحسب مصادر الوزارة، من المقرر إجراء محادثات ثلاثية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وتركيا، وكذلك بين روسيا وأوكرانيا وتركيا. وأضافت المصادر أنه لم يتم البت بعد في ما إذا كان سيعقد اجتماع رباعي بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا. ووصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الجمعة إلى مدينة إسطنبول، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس، قبيل بدء المباحثات الأولى المباشرة بين الجانبين منذ ربيع العام 2022. ولن يشارك الأميركيون في المباحثات المباشرة بين موسكو وكييف، والتي من المتوقع أن تبدأ عند التاسعة والنصف صباحا بتوقيت غرينيتش، لكن سبق لروبيو أن أكد أنه سيلتقي نظيره الأوكراني، على أن يجتمع مسؤولون من وزارته مع الوفد الروسي الذي يقوده مستشار للرئيس فلاديمير بوتين. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لن يحضر المحادثات احتجاجاً على رفض نظيره الروسي فلاديمير بوتين المشاركة، فيما رفضت وزارة الخارجية الروسية الانتقادات بأن موسكو أرسلت وفداً من الصف الثاني فقط.
ويعتبر الغرب رئيس المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي شخصية سياسية لا تملك تأثيراً كبيراً وقد شارك أيضاً في المفاوضات غير المثمرة في عام 2022 بعد وقت قصير من بدء الحرب. وأرسل زيلينسكي فريقاً مكوناً من 12 شخصاً، برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف. وجميع المفاوضين الآخرين هم نواب رؤساء أجهزة المخابرات وكبار ضباط الأركان ومستشار لرئيس المكتب الرئاسي. وقيل في كييف إن الهدف من المحادثات هو تحقيق "سلام عادل ودائم". أما التوجيهات المحددة فهي سرّية. وكان التتري القرمي عمروف قد شارك بالفعل في مفاوضات مع روسيا بعد وقت قصير من بدء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، ولكن ليس بصفة وزير، بل نائب في البرلمان.
موسكو: هناك فرصة لإنهاء الصراع في أوكرانيا
من جانبه، أعلن سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، روديون ميروشنيك، اليوم الجمعة، أن هناك فرصة لأن تتمكن مجموعات التفاوض الروسية والأوكرانية في إسطنبول من إيجاد آلية لتسوية الصراع في أوكرانيا. وقال ميروشنيك، خلال إفادة صحافية، ردا على سؤال بشأن الآفاق المحتملة للمفاوضات المخطط لها: "أولاً، علينا أن نمر عبر المسار الأول، أي التوصل إلى اتفاق لتحقيق السلام،وإيجاد آلية التسوية نفسها. والمجموعات التي تشكلت من الجانبين قادرة تماما على القيام بذلك. ويمكنهم تطوير نموذج يكون مقبولا لكل من روسيا وأوكرانيا، ويقبله المجتمع الدولي. هناك مثل هذه الفرص"، وفقا لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.
وذكر ميروشنيك أن الجانب الروسي فعل كل ما في وسعه لتنظيم المفاوضات في إسطنبول، لكنه غير مسؤول عن سلوك كييف غير المتوقع، وأردف قائلا: "إن تحمل مسؤولية خصم لا يمكن التنبؤ بسلوكه ومتقلب للغاية ليس بالمهمة المجدية. لأننا اليوم قمنا بكل ما كان علينا فعله في هذه المرحلة. لقد بادرنا، وأعددنا منصة التفاوض، وقدمنا مجموعة من المفاوضين ذوي الكفاءة والمخولين، ولدينا مقترحاتنا الموصوفة وفقا لذلك على شكل وثائق. من الصعب بالنسبة لي أن أتخيل ما كان ينبغي لروسيا أن تفعله أكثر من ذلك. كيف سيتصرف الوفد الأوكراني، لا أعلم".
وأضاف ميروشنيك أن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما سيسمح لكييف بإعادة التسلح والوصول إلى مستوى جديد من التصعيد وهذه ليست خطوة نحو السلام، وتابع: "هناك عدد من التصريحات التي صدرت بهذا الشأن. هدنة لمدة 30 يومًا، ما يسمى بوقف إطلاق النار، نحن نفهم بوضوح أن الجانب الأوكراني يحتاج إليها فقط لتعزيز مواقعه بشكل أكبر، وبناء التحصينات، والتزود بالأسلحة، وإعادة تجميع القوات والموارد، وما إلى ذلك. أي من أجل الوصول إلى مستوى تصعيد جديد خلال شهر. ومن الطبيعي أن هذه الخطوة ليست في اتجاه التسوية، بل في الاتجاه المعاكس".
ستارمر: بوتين "سيدفع الثمن" إذا رفض السلام مع أوكرانيا
من جانب آخر، هدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدفع "ثمن رفضه للسلام" مع أوكرانيا، قبل قمة المجموعة السياسية الأوروبية في ألبانيا الجمعة. وأوضح ستارمر في بيان قبل القمة التي تجمع أعضاء الاتحاد الأوروبي وعشرين دولة أخرى من القارة في تيرانا: "إن تكتيكات بوتين المتمثلة في المراوغة والمماطلة، مع الاستمرار في القتل والتسبب في إراقة الدماء في أوكرانيا أمر غير مقبول".
وفي قمة تيرانا التي سيحضرها زيلينسكي، بحسب باريس، سيناقش حلفاء كييف سبل "زيادة الضغط على الكرملين (...) بعدما تهرب الرئيس الروسي من محادثات السلام التي نظمتها الولايات المتحدة"، بحسب داونينغ ستريت. وشدد ستارمر على أنه "يجب التوصل إلى وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار، وإذا رفضت روسيا الجلوس إلى طاولة المفاوضات، سيكون على بوتين دفع الثمن". وتدرس لندن فرض "حزمة واسعة من العقوبات" تستهدف قطاع الطاقة الروسي "في الأسابيع المقبلة" إذا لم تقبل موسكو بوقف إطلاق النار، وهو تهديد تلوح به فرنسا أيضاً.