
أعلن تحالف أسطول الحرية المتجه إلى غزة لكسر الحصار على القطاع أن إحدى سفنه تعرّضت لهجوم بطائرة مسيّرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا مصدراً نداء استغاثة، ومشيراً إلى أن السفينة مشتعلة وتغرق.
وأفادت شبكة سي أن أن الأميركية، نقلاً عن التحالف، بأن 30 شخصاً كانوا على متن سفينته التي تحمل مساعدات إنسانية عندما وقع الهجوم بعد منتصف ليل الجمعة بالتوقيت المحلي.
وقالت المسؤولة الصحافية في التحالف ياسمين أكار للشبكة عبر الهاتف من مالطا: "هناك ثقب في السفينة الآن، وهي تغرق"، وأشارت إلى أن السفينة أطلقت نداء استغاثة للدول المجاورة، بما فيها مالطا، وأنه جرى إرسال "قارب صغير" من جنوب قبرص. وأكدت المسؤولة نفسها أنها تمكنت من الاتصال بأفراد من طاقم الأسطول بعد إرسال نداء الاستغاثة.
وأشارت أكار إلى أن السفينة التابعة لـ"أسطول الحرية" موجودة الآن على بعد 17 كيلومتراً من سواحل مالطا في المياه الدولية، مؤكدة أنها تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة مرتين، لافتة إلى أن المولدات الموجودة في مقدمة السفينة كانت الهدف. وأضافت أن "هذا القارب لا يوفر الكهرباء اللازمة للسفينة في الوقت الحالي"، مشيرة إلى أن التحالف لم يتمكن من الاتصال بالسفينة المستهدفة. وقالت أكار: "لدينا 30 ناشطاً دولياً في مجال حقوق الإنسان على متن تلك السفينة التي تغرق في هذه اللحظة". ولم يتهم "أسطول الحرية" أي جهة بالوقوف وراء الهجوم.
من جهته، قال المنظم الرئيسي لتحالف أسطول الحرية تياغو أفيلا: "نحن ندرك أن القارب تضرر بشدة"، مشيراً إلى أن التحالف لا يعلم ما إذا كان أحد قد أصيب. ويضم تحالف أسطول الحرية الدولي عدداً كبيراً من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني الدولية، بينها هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH) التركية، وشكلته منظمات مجتمع مدني من 12 دولة.
إلى ذلك، أعلنت حكومة مالطا السيطرة على الحريق الذي اندلع في سفينة أسطول الحرية ليلاً، مشيراً إلى أنها تخضع للمراقبة من قبل الجهات المختصة. ولفتت في بيان أوردته وكالة رويترز إلى أن أسطول مساعدات غزة كان على متنه طاقم من 12 فرداً وأربعة مدنيين، ولا أنباء عن إصابات.
ناشط تونسي يروي تفاصيل استهداف "أسطول الحرية"
في سياق متصل، أكد عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وائل نوار، في تصريح مع "العربي الجديد"، أنه كان مقرراً أن يكون برفقة زوجته، جواهر شنني ضمن أسطول الحرية المتجه إلى غزة، ولكن بسبب تأخر التأشيرة تعذر عليهما الالتحاق بالسفينة التي تضم 30 ناشطاً من عدة بلدان. وأضاف نوار أنهم تلقوا منتصف الليل نداءات استغاثة من رفاقهم هناك، وأنه تم إعلامهم بالتعرض لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية والتي قصفت مرتين محرك السفينة بالمياه الدولية قبالة سواحل مالطا.
وأكد نوار أنهم تلقوا عدة نداءات استغاثة بعد أن اشتعلت النيران بالسفينة، وتم إخبارهم أنهم بصدد الغرق، مبيناً أن الاتصالات قُطعت حالياً، ولا توجد أي محاولات جادة للإنقاذ من روما أو من مالطا. وأضاف أن رفاقهم طلبوا منهم إرسال الإنقاذ من تونس باعتبار قرب السواحل المالية للمساهمة في عمليات الانقاذ، مبيناً أنهم بصدد الاتصال بالقوات البحرية التونسية.
وتذكّر هذه الحادثة بجريمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في 31 مايو/ أيار 2010، عندما هاجم بالرصاص الحي سفن "أسطول الحرية" حينما كانت في المياه الدولية تتجه نحو غزة لفك الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2006 وإيصال مساعدات إنسانية. وكانت السفينة "مافي مرمرة" التركية ضمن الأسطول وعلى متنها أكثر من 500 ناشط ومتضامن، أغلبهم أتراك، واستُشهد عشرة أشخاص جرّاء الهجوم الإسرائيلي.