إيران وأميركا ستجتمعان في عُمان السبت لإجراء محادثات

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فجر الثلاثاء، إن إيران والولايات المتحدة ستجتمعان في عُمان يوم السبت القادم (12 إبريل/نيسان) لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى، وذلك في تأكيد لتصريحات بهذا الشأن أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق الاثنين. وأضاف عراقجي في منشور على منصة إكس: "إنها فرصة بقدر ما هي اختبار. الكرة في ملعب الولايات المتحدة".

بدورها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحافي، أن المفاوضات في عمان مع أميركا ستكون غير مباشرة، مضيفة أن "ما يهمنا في هذه المفاوضات هو المصالح القومية والمطالب الهامة للشعب الإيراني"، ومشيرة إلى أن "المزيد من التفاصيل ستتضح خلال المفاوضات وقبلها لا يمكن الحديث عنها". وتابعت "إننا، كوننا طرفا مفاوضا، نبحث من منطلق رؤية متساوية عن مفاوضات عاقلة تؤمن مصالحنا وتحسن أوضاع الناس".

من جهته، قال كبير المفاوضين الإيرانيين الأسبق حسين موسويان في تغريدة على "إكس" إن عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتفاوضان في عُمان، مشيراً إلى تصريحات ترامب وعراقجي بهذا الشأن. وفيما أعلن الرئيس الأميركي أن المفاوضات ستكون مباشرة، بخلاف تصريحات الوزير الإيراني، خلص موسويان إلى أن الطرفين "يصدقان ولا تناقض في تصريحاتهما"، مضيفاً أنه في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما "أيضاً حدث الشيء ذاته وكان الحل أن تبدأ المفاوضات في إسطنبول بحضور كاترين إشتون (نائبة وزير الخارجية الأميركي آنذاك) ثم غادرت الغرفة وبدأ المفاوضون الإيرانيون والأميركيون مفاوضات مباشرة وتحققت نتيجة إيجابية".

وعليه، قال موسويان إنه يبدو أن عراقجي وويتكوف سيطلقان مفاوضات غير مباشرة يوم السبت المقبل، "ثم بعد ساعة أو ساعتين إذا كانت النتيجة إيجابية سيبدأ المفاوضون من إيران وأميركا مفاوضات مباشرة". وتابع الدبلوماسي الإيراني السابق أن طهران وواشنطن "تسلكان مساراً عقلانياً وهذا ما يرفع حظوظ الاتفاق، والمفاوضين (الاثنين) قديران ومعتدلان وعاقلان".

وفي وقت سابق الاثنين، قال ترامب في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن واشنطن وطهران تجريان "محادثات مباشرة". وأضاف: "نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل". وأشار ترامب إلى أنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية.

وقال ترامب: "الجميع موافق على أن إبرام اتفاق سيكون مفضّلاً على القيام بما هو واضح، وما هو واضح أمر لا أريد صراحة أن أكون ضالعاً فيه، وبصراحة، لا تريد إسرائيل أن تكون ضالعة فيه إذا ما أمكن تجنّبه".

من جانبه، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، صحة الأنباء عن بدء إيران مفاوضات غير مباشرة مع الإدارة الأميركية، واصفاً إياها بأنها "كاذبة"، مشيراً إلى أنّ طهران تنتظر قراراً أميركياً رداً على مقترح لإجراء مفاوضات غير مباشرة، وأنّ سلطنة عُمان ستكون أحد المرشحين الرئيسيين للعب دور الوساطة في حال بدأت، فيما أكد الرئيس مسعود بزشكيان إن بلاده تؤمن بالتفاوض "لكن ليس بأي ثمن".

وقال بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنّ عدة لاعبين سبق أن مارسوا دورهم خلال السنوات الماضية في الوساطة بين طهران وواشنطن، منهم الاتحاد الأوروبي وسلطنة عُمان "التي لعبت دوراً مؤثراً" قبل الاتفاق النووي عام 2015 وبعده. وأضاف: "إذا بدأ مسار جديد للتفاوض (غير المباشر)، فعُمان ستكون أحد المرشحين الرئيسيين للعب هذا الدور المهم".

في السياق، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الاثنين، أن بلاده تؤمن بالتفاوض، "لكن ليس بأي ثمن"، مضيفا خلال لقاء مع قادة أحزاب إيرانية أن طهران لا تسعى إلى "الحرب والفوضى والقنبلة النووية، بل نريد التفاوض، لكن على الأميركيين أن يثبتوا أنهم بصدد مفاوضات حقيقية"، مشيرا إلى أن طهران "لا تريد استخداما غير سلمي لقدراتها النووية (...) هذا ليس مجرد كلام، بل هو فتوى شرعية من قائد الثورة" علي خامنئي، وفق ما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.

إلى ذلك، حضّت الصين الولايات المتحدة، الثلاثاء، على إبداء "صدق" في المحادثات النووية مع إيران، بعدما أعلنت واشنطن وطهران عقد مناقشات "غير مباشرة" رفيعة المستوى هذا الأسبوع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، في مؤتمر صحافي "باعتبارها الدولة التي انسحبت أحادياً من الاتفاق النووي (الذي أبرم مع إيران عام 2015) وتسببت في الوضع الحالي، يجب على الولايات المتحدة أن تظهر صدقاً سياسياً واحتراماً متبادلاً".