Akhbar Alsabah اخبار الصباح

زيارة الشرع تعزّز التجارة بين دمشق وأنقرة

تركيا تدعم سورية اقتصادياً طوى سقوط النظام السوري وهروب بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، صفحة علاقات متوترة بين سورية وتركيا، لتزيد الآمال، بعهد سورية الجديد، لعودة العلاقات الاقتصادية إلى أكثر مما كانت عليه عام 2010، وقت اقترب التبادل التجاري من ثلاثة مليارات دولار.

وجاءت زيارة الرئيس السوري، أحمد الشرع لأنقرة، الثلاثاء، لتؤسس للمرحلة الجديدة التي يرى مراقبون، أنها ستكون وطيدة، نظراً لحدود جغرافية مشتركة تمتد لنحو 900 كيلومتر ووجود أكثر من ثلاثة ملايين سوري بتركيا، هربوا من الموت وبطش النظام المخلوع، وأسسوا شركات وأعمالاً، على الأرجح أنها، أو معظمها ستعود، فضلاً عن استثمارات تركية بمختلف القطاعات، تتطلع لإعادة تأهيل البنى السورية المهدمة واستعادة دوران عجلة الإنتاج.

وأعلن وزير التجارة التركي عمر بولاط، أمس، أن بلاده ستبدأ محادثات مع المسؤولين السوريين لإعادة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في ملتقى "رجال الأعمال الأتراك والسوريين" الذي عقد ليوم واحد في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا.

وأوضح بولاط أن اللقاء يهدف إلى بحث إمكانيات إعادة بناء البنية التحتية الصناعية والتجارية لسورية في المرحلة الجديدة، والتحديات المحتملة، والتعاون المتبادل. وأكد أن تركيا تواصل المحادثات مع الحكومة السورية، وأن العمل المنسق بين الجانبين مستمر على كافة المستويات.

وتابع: "أولويتنا، إذا سمحت الظروف في سورية، هي إعادة تفعيل ومناقشة اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وسورية الموقعة عام 2007 والتي توقفت بسبب اندلاع الحرب الداخلية عام 2011". وأردف بولاط: "سنجري محادثات مع المسؤولين السوريين بشأن هذا الأمر، بهدف بناء سورية جديدة وحرة، وتحقيق تعاون اقتصادي قوي وفق مبدأ الربح المشترك".

وفي هذا السياق، يرى الاقتصادي السوري، عماد الدين المصبّح، أن زيارة الشرع تركيا، بهذا التوقيت والوضع السوري الاقتصادي المتردي: "مهمة ويمكن التعويل عليها" لأن تركيا، فضلاً عن وقوفها إلى جانب السوريين وثورتهم واستقبالها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ، هي بلد متطور ويزيد ناتجها الإجمالي عن تريليون دولار وصادرتها عن 260 ملياراً، ما يعني المساهمة بسد معظم ثغرات التردي الاقتصادي وتقديم ما تحتاجه السوق السورية، ريثما تعود عجلة الإنتاج للدوران".
ويضيف المصبح لـ"العربي الجديد" أن العلاقات بين البلدين "لا بد أن تبنى على المصالح المشتركة" لأن الاعتماد على الإنتاج التركي قد يغرق السوق السورية ويخرج حتى الصناعات السورية العريقة عن الإنتاج، متمنياً أن يتم التشارك والاستفادة من الخبرات والتقنية ولا يقتصر على اعتبار سورية سوقاً للمنتج التركي.

تركيا تدعم سورية اقتصادياً

بدوره، يقول المحلل التركي، باكير أتاجان، إن بلاده "لن تدخر أي جهد لمساعدة سورية اقتصادياً" لأن الحدود المشتركة والعلاقات التاريخية، تفرض على تركيا المساهمة "بوقوف سورية على قدميها" بعد سنين الدمار والخراب التي لحقتها بحقبة المخلوع بشار الأسد.
وحول مخاوف الصناعيين السوريين من إغراق السوق والتأثير على الإنتاج، يضيف أتاجان: "ستأخذ تركيا ذلك بالحسبان وتكون العلاقة تكاملية" مركزاً على دور تركيا بمساعدة سورية بقطاعي الطاقة والنقل، إضافة إلى ما تطلبه دمشق على صعيد التكنولوجيا وبناء المطارات. غير مستبعد بالوقت ذاته، أن يؤسس أتراكٌ أعمالاً في سورية، نظراً لوفرة المواد الأولية، خاصة الزراعية ورخص الأيدي العاملة وحاجة السوق لجميع المنتجات، وذلك بالتوازي مع عودة معظم المنشآت السورية المؤسسة بتركيا خلال سنوات الثورة.
ويبلغ عدد الشركات السورية المسجلة في تركيا منذ عام 2010 أكثر من عشرة آلاف و332 شركة برأسمال إجمالي يقارب 632 مليون دولار، وفق بيانات اتحاد غرف وبورصات السلع التركية لعام 2023. في المقابل، تقول مصادر إن رأسمال الشركات السورية أكثر من ذلك بكثير وأنها حصدت المركز الأول من الاستثمارات الخارجية لسنوات متتالية (نحو عشرة مليارات دولار استثمارات وأعمال السوريين بتركيا).
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الأربعاء 05 فبراير 2025
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com