
دعت ثلاث منظمات حقوقية غير حكومية الإدارة الجديدة في سورية إلى الحفاظ على كل الأدلة على الفظائع التي ارتكبها نظام المخلوع بشار الأسد بحق الشعب السوري، وكانت صور مرعبة ظهرت للإعلام لأول مرة من داخل معتقلات النظام السابق بعد تمكن فصائل المعارضة من إسقاط النظام، وأظهرت هذه الصور بعض أساليب التعذيب التي كان يتعرض لها المعتقلون، وقالت هذه المنظمات إن هذه الأدلة ضرورية لتحديد مصير عشرات الآلاف من المفقودين ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات، وتتضمن وثائق حكومية وأرشيف أجهزة الاستخبارات ومواقع المقابر الجماعية.
وعلى الصعيد السياسي، شهدت دمشق مزيداً من الحراك أمس الاثنين، حيث التقى قائد الإدارة السورية أحمد الشرع وزيرَ خارجية الأردن أيمن الصفدي وبحث معه آفاق تطوير العلاقات الأردنية السورية ومتطلبات إنجاح المرحلة الانتقالية، واتفقا على أن "الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح خطر مشترك سيبحث البلدان آليات التعاون في محاربته"، وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، أكد الصفدي والشرع تاريخية العلاقات الأردنية السورية واستراتيجيتها، وشددا على الحرص المشترك على تطويرها وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، خصوصاً في هذه المرحلة الانتقالية. كما وصل، الاثنين، إلى دمشق، وفد قطري برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي، وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن الوفد سيعقد مجموعة من اللقاءات مع المسؤولين السوريين "تجسيداً للموقف القطري الثابت في تقديم كل الدعم للأشقاء في سورية".
ودعا، أمس الاثنين، مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن إلى إيجاد حل سياسي للتوتر في شمال شرق البلاد الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) محذراً من أن عدم التعامل مع الوضع في تلك المنطقة قد يحمل "نذر سوء كبيرة لسورية بأكملها"، مضيفاً أنه "إذا فشلنا هنا، فستكون لذلك عواقب وخيمة عندما يتعلق الأمر بنزوح جديد"، وكانت "قسد" أعلنت عقد اجتماع، الاثنين، بين قائدها مظلوم عبدي وبين رئاسة "المجلس الوطني الكردي" في سورية، بحضور مسؤولين من التحالف الدولي. وبحسب بيان لـ"قسد"، ناقش اللقاء بناء موقف كردي موحّد في سورية الجديدة، وجرى خلاله الاتفاق على أهمية استمرار اللقاءات وتسريع حل القضايا الخلافية.