
في وقت تتسارع الأحداث في سورية بعد إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، يترقب العالم التطورات الداخلية والخارجية التي من شأنها أن تؤثر على مجريات التحول السياسي داخل البلاد، خصوصاً في ظل تعيين حكومة انتقالية، فيما تتواصل الدعوات من الدول العربية والأجنبية إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها وضمان حماية الشعب السوري وحقن دماء أبنائه.
وأعلن الناطق باسم غرفة العمليات المشتركة لمعركة "ردع العدوان" المقدم حسين عبد، أمس الثلاثاء، أن قوات المعارضة السورية المسلحة سيطرت على كامل مدينة دير الزور الواقعة في شرق البلاد، بعدما تضاربت الأنباء عن سحب "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) قواتها من مدينة دير الزور تحت ضغط التظاهرات الشعبية التي طالبت بدخول قوات المعارضة إليها. وفي وقت سابق، قال الناشط الإعلامي في دير الزور أبو عمر البوكمالي إن أرتالاً عسكرية لـ"قسد" بدأت بالانسحاب من مدينة دير الزور باتجاه حقل العمر والبصيرة، فيما أعلن القيادي في مجلس هجين العسكري، المدعو أبو الحارث الشعيطي، الثلاثاء، انشقاقه عن "قوات سوريا الديمقراطية" ودعمه الكامل لغرفة العمليات العسكرية في عملية "ردع العدوان" التي تقودها "هيئة تحرير الشام".
وتوازياً، قال القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي إن قواته توصلت إلى اتفاق مع قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بشمال البلاد بوساطة أميركية "حفاظاً على أمن وسلامة المدنيين"، مضيفاً أنه "سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري، الذين يقاومون الهجمات منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، من المنطقة في أقرب وقت".
من جهة أخرى، أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، الثلاثاء، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع السجون السورية من الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي فرّ الأحد مع دخول فصائل المعارضة إلى العاصمة دمشق وإعلانها إسقاط حكمه. وأعلن جهاز "الخوذ البيضاء"، أمس الثلاثاء، انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل سجن صيدنايا من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تفتح بعد. غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجز في سجون سرية تحت الأرض.
إلى ذلك، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر إن واشنطن ما زالت تعمل على كيفية التعامل مع الجماعات التي أطاحت بشار الأسد، مضيفاً أنه "لا تغيير رسمياً في السياسة تجاه أي من هذه الجماعات وتصنيف هذه الجماعات سيكون بناء على ما تفعله لا على ما تقول إنها ستفعله"، وقال إن غرض الضربات الأميركية على تنظيم داعش هو "إرسال رسالة"، فيما رد على سؤال عما إذا كانت القوات الأميركية في سورية ستبقى، بـ"نعم"، وأكد أن واشنطن لديها مصالح كبيرة في سورية وستعبر عنها للأطراف المعنية على النحو المطلوب، معتبرا أن الدول على الحدود مع سورية لديها قلق مبرر إزاء تطورات الأحداث.
وفي خضم هذا كله، تشن الطائرات الإسرائيلية، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، غارات كثيفة على مواقع عسكرية سورية، وترافق ذلك مع توغل بري في القطاعين الأوسط والشمالي من محافظة القنيطرة. ووفقاً لمصادر "العربي الجديد" في القنيطرة، فإن القوات البرية تجاوزت مسافة تزيد عن خمسة كيلومترات على طول الشريط الحدودي مع الجولان، وصولاً إلى مناطق وبلدات في القنيطرة القديمة، ومدينة البعث، ورسم الرواضي وخان أرنبة، في القطاع الأوسط، وإلى أطراف بلدات عين التينة وحضر في القطاع الشمالي.