قتل ثلاثة حراس أمن إسرائيليين، اليوم الأحد، بعملية إطلاق نار نفذها سائق شاحنة أردني على معبر الكرامة الحدودي مع الأردن، شرقي الضفة الغربية. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن ثلاثة أشخاص قتلوا جراء عملية إطلاق النار، مشيرة إلى "تحييد المنفذ". وذكرت أن سائق شاحنة أطلق النار باتجاه عناصر أمن إسرائيليين في المعبر، ما أوقع عدة إصابات، قبل أن يتأكد مقتل ثلاثة مصابين.
بدورها، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن "التحقيق الأولي يظهر أن سائق شاحنة أردنياً قدم من الأراضي الأردنية إلى معبر الكرامة وضع سلاحاً في الشاحنة وأخرجه وأطلق النار على الموجودين في منطقة صالة الشحن". من جانبها، قالت إذاعة "ريشت كان" العبرية إن المنفذ أطلق النار مباشرة على الرأس ومن مسافة قصيرة جداً.
وقال طبيب طوارئ في خدمة الإسعاف الإسرائيلي: "هذا حادث خطير للغاية، رأينا ثلاثة رجال فاقدين للوعي مصابين بطلقات نارية في أجسادهم. وأجرينا بالتعاون مع قوة طبية تابعة للجيش الإسرائيلي عملية إنعاش رئوي لهم، وبعد ذلك، للأسف، اضطررنا إلى إعلان وفاتهم على الفور".
وفي وقت لاحق، نشرت هيئة البث العبرية بطاقة هوية منفذ العملية، ويظهر فيها أن اسمه ماهر الجازي، من مواليد عام 1985.
وفي أعقاب العملية، أغلقت قوات الاحتلال معبر الكرامة الذي يشكل المنفذ البري الرئيسي للفلسطينيين في الضفة الغربية باتجاه الأردن والعالم الخارجي. وقالت القناة 13 العبرية إن قوات الاحتلال تقوم بعمليات تمشيط خشية وجود مقاومين آخرين ينوون تنفيذ عمليات. وأظهرت مشاهد متداولة احتجاز قوات الاحتلال عمالاً وسائقي شاحنات في موقع عملية إطلاق النار.
وقالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال أغلق الطرق المؤدية إلى مدينة أريحا شرقي الضفة عقب العملية. ويأتي الهجوم في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة، وبعد أيام قليلة من إنهاء الاحتلال اجتياحاً واسعاً لشمال الضفة الغربية استمر نحو عشرة أيام، وتخلله استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً وتدمير كبير للبنية المدنية.
نتنياهو: محاطون بأيديلوجية قاتلة تقودها إيران
وفي أول تعقيب له، علق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية بالقول: إن إسرائيل محاطة بـ "أيدلوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني"، معتبرا أنه في الشرق الأوسط "بدون سيف لا يوجد خلود". جاء ذلك في كلمة لنتنياهو بمستهل كلمة له خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، بعد عملية إطلاق النار. وقال نتنياهو وفق بيان لمكتبه: "يوم صعب". وأضاف: "القتلة لا يفرقون بيننا، إنهم يريدون قتلنا جميعا حتى آخر إسرائيلي، من اليمين واليسار، علمانيين ومتدينين، يهودا وغير يهود"، على حد زعمه. ومضى قائلا: "إن ما يمنع تدمير شعبنا كما كان في الماضي هو قوة دولة إسرائيل وقوة جيشها". وتابع: "عندما نقف معًا - لا يستطيع أعداؤنا أن يفعلوا ذلك بنا، لذا فإن هدفهم الرئيسي هو تقسيمنا وزرع الانقسام داخلنا"، وفق ادعائه.
واعتبر نتنياهو أن حركة حماس تهدف إلى "زرع الفرقة في داخلنا، وشن حرب نفسية على عائلات المخطوفين، وممارسة ضغوط سياسية داخلية وخارجية على الحكومة الإسرائيلية، وتمزيقنا من الداخل، ومواصلة الحرب حتى إشعار آخر، حتى هزيمة إسرائيل".
إغلاق معبر الكرامة
وعلى الجانب الأردني، قالت وزارة الداخلية إن "الجهات الرسمية باشرت التحقيق في حادثة إطلاق النار التي وقعت على الجانب الآخر من جسر الملك حسين"، من دون مزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية إغلاق معبر الكرامة أمام حركة السفر "إثر إغلاقه من الجانب الآخر (إسرائيل) إلى إشعار آخر". ودعت المديرية في بيان مقتضب مستخدمي الجسر إلى "التقيد ومتابعة وسائل الإعلام حول أي تغيّر في حركة السفر، الذي سيُعلَن أولاً بأول".
ترحيب فلسطيني
لاقت العملية ترحيباً من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية. وقالت حركة حماس في بيان إن "العملية البطولية التي نفذها نشمي من نشامى الأردن، رد طبيعي على المحرقة التي ينفذها العدو الصهيوني النازي بحق أبناء شعبنا، وهي تأكيد رفض الشعوب العربية للاحتلال وجرائمه، وأطماعه في فلسطين والأردن"، مضيفة: "نزف الشهيد البطل منفذ العملية، وندعو شعوب أمتنا العربية والإسلامية إلى الانتفاض رفضاً للعدوان وحرب الإبادة ضد شعبنا".
من جانبها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بالعمليّة، معتبرة أنها "أصدق تعبير عن نبض الشعب الأردني والشعوب العربية والمسلمة تجاه مجازر العدو".
وقالت حركة المجاهدين: "نبارك عملية إطلاق النار البطولية التي نفذها أحد مجاهدي الأردن"، مضيفة أن "هذا العمل الجهادي هو رد طبيعي من أحرار أمتنا على جرائم العدو وندعو كل الشرفاء للسير على خطى منفذ العملية البطل".
وفي الأردن، رحب حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني بالعملية، وقال إنها تمثل "تعبيراً صادقاً عن موقف الشعب الأردني الداعم صمود الشعب الفلسطيني". وأضاف: "تأتي هذه العملية تأكيداً على نفاد صبر الشعب الأردني تجاه ما يجري في فلسطين، ما يتطلب من الجهات الرسمية إعادة النظر بالاتفاقيات الموقعة مع العدو كافة ووقف الممر البري ووقف التنسيق الأمني".