احتجاجات ببغداد بعد هبوط الدينار العراقي أمام الدولار

توافد آلاف العراقيين من مختلف المحافظات إلى العاصمة بغداد، الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2023؛ للاحتجاج ضد تراجع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، والذي ترك أثراً كبيراً على أسعار السلع الاستهلاكية المستوردة.

وفي التعاملات المبكرة، الأربعاء، بلغ سعر صرف الدولار في الأسواق المحلية 1590 ديناراً، بينما بلغ سعر الصرف الرسمي للمواطنين 1470 ديناراً لكل دولار واحد.

وتأتي المظاهرات بعد أن دعت عديد من الأحزاب والقوى السياسية المعارضة، إلى الاحتجاج أمام مبنى البنك المركزي؛ للتعبير عن الرفض الشعبي لتراجع أسعار الصرف.

وتظاهر الآلاف بالقرب من مقر البنك المركزي في بغداد، حيث لوَّحوا بأعلام البلاد ورفعوا لافتات تطالب بتدخل الحكومة لإيقاف تراجع الدينار.

وقال محتج يدعى عصام: "دمَّرونا، الناس جوعانة. الناس تعبانة. ناس دمرت الوضع الاقتصادي، شباب ما لاقية عمل… تعبنا، شعب مدمر منهار".

وطلبت إحدى اللافتات المرفوعة بوقف "سرقة" دول مجاورة للدولارات من العراق، وذلك في إشارة إلى إيران.

وانتشر العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب حول مبنى البنك المركزي وفي الشوارع المحيطة، لكن لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات أو حدوث اعتقالات.

أزمة الدينار العراقي

ويتراجع الدينار العراقي باستمرار أمام الدولار منذ أن فرض بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك ضوابط أشد صرامة على المعاملات الدولارية الدولية التي تجريها بنوك تجارية عراقية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لإيقاف التحويل غير الشرعي للدولارات إلى إيران المجاورة الخاضعة لعقوبات أمريكية قاسية.

وبموجب القيود التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر، يجب أن تستخدم المصارف العراقية منصة إلكترونية للإفصاح عن تفاصيل المعاملات. لكن أغلب المصارف الخاصة لم تسجل في المنصة ولجأت إلى السوق السوداء غير الرسمية في بغداد لشراء الدولارات.

وقال مسؤولون في البنك المركزي العراقي ومتعاملون، إن هذا أحدثَ عجزاً في الدولار، إذ تجاوز الطلبُ المعروضَ منه وسرَّع وتيرة هبوط قيمة الدينار العراقي أمام الدولار.

وقالت مصادر حكومية لـ"رويترز"، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قرر تغيير محافظ البنك المركزي يوم الإثنين، لأنه لم يتخذ خطوات فعالة لمواجهة عواقب اللوائح التنظيمية الجديدة من الاحتياطي الاتحادي وأثرها على الدينار.

وتأثرت القوة الشرائية سلباً في الأسواق العراقية، بسبب فوارق أسعار الصرف المتداولة وتلك الرسمية، في وقت ما يزال الدولار يشهد تذبذباً في وفرته.