سياسة مرسي .. وأوراق اللعبة بين ايران و الخليج

يدرك مرسي جيدا أن الخليج وعلي رأسها السعودية تمارس حربا اقتصادية ومعنوية علي مصر في الخفاء أو بطريقة غير مباشرة تتوزع مهام تلك الحرب الخفية بين 3 دول خليجية السعودية و الامارات والكويت .. وهذه الحرب نشأت نتيجة لثلاث أسباب

أولهما رفض القيادة المصرية وعلي رأسها مرسي التفاوض بشان مبارك واطلاق سراحه ..

الأمر الثاني هو اسقاط الثورة المصرية وافشالها حتي لا تكون حافز لشعوب الخليج العربي بعد نجاحها وتحقيق مرادها

الأمر الثالث : لا تريد دول الخليج أن تعود مصر لمكانتها وهيبتها وأن تصبح اللاعب الرئيسي في المنطقة ..

كما يدرك مرسي جيدا الحرب الخفية من ايران نتيجة تقارب مصر وتركيا وقطر وتشكيل المثلث السني الذي يقف عائقا أمام تطلعات المد الشيعي لايران كما أنها تعيق تطلع ايران تشكيل علاقة متميزة مع مصر ..

ما لا يدركه الكثيرون أن هناك أوراقا للعبة ترمي بها علي الطاولة التي بصطف حولها دول الخليج علي رأسها السعودية كما تصطف ايران في الجهة المقابلة من الطاولة . و لا يفوتكم أن مصر هي من تسيطر علي الطاولة وأوراق اللعبة ..

أراد مرسي أن يعيد صياغة الوضع بطريقة غاية في الذكاء والحنكة السياسية بعد أن تبين له أن دول الخليج لا تبدي أي نية حسنة تجاه مصر .. فأعطي الضوء الأخضر لايران لتكوين علاقة متميزة مع مصر مما جعل ايران تهرول بارسال وزير خارجيتها علي رأس وفد عالي المستوي لبحث سبل التعاون وتعميق العلاقات مع مصر ..

الحنكة السياسية لمرسي تظهر هنا في محورين ..
المحور الاول : هو كف يد ايران عن العبث بالداخل المصري عن طريق التمويل المشبوه لبعض الرموز السياسية
المحور الثاني : هو ارغام دول الخليج وعلي رأسها السعودية علي تقوية علاقتهم بمصر ومساعداتها خوفا من تكون علاقة متميزة بين مصر وايران العدود اللدود للسعودية والخليج وأيضا كف يد الخليج عن العبث بأمن مصر الداخلي عن طريق التمويل المشبوه لرموز وتيارات سياسية.

لذلك فان مصر الأن تمتلك أوراق اللعبة ومفاتيحها ولها ما تريد من أطراق اللعبة شرط الاذعان لمطالب مصر.