عالم مصري يفوز بالميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2022

فاز الدكتور حمدي الموافي رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاج الأرز الهجين والسوبر تحت ظروف ندرة المياه والتغيرات المناخية في معهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية ووكيل معهد بحوث الأرز التابع لوزارة الزراعة المصرية بالجائزة الذهبية في مجال الزراعة بمعرض جنيف الدولي للاختراعات 2022 في دورته الاستثنائية، والذي تم تنظيمه افتراضيا عن ابتكاره لصنف الأرز "سخا سوبر 300".

وقاد الموافي فريقا مصريا للبحوث بالتعاون مع دولة الهند منذ عام 1996، إذ بدأت مصر في مشروع إنتاج هجن موفرة في المياه وعالية الإنتاجية، وطور هجن نباتية بالنظام الثلاثي، ونجح وفريقه في تسجيل صنف الأرز "سخا سوبر 300" في 2018، وهو صنف يوفر المياه ويعطي نسبة إنتاجية مرتفعة من 20 إلى 25% تتراوح بين 5 آلاف و6 آلاف طن في الفدان مقارنة بالأصناف التقليدية التي يتراوح إنتاجها بين ألفين و3 آلاف طن في الفدان.

المعرض الأكبر والأهم للابتكار

يعد معرض جنيف الدولي المعرض الأكبر والأهم للابتكار، إذ يضم أكثر من ألف ابتكار في مجالات عدة مثل الهندسة وأعمال البناء والتشييد وحماية البيئة والطاقة وغيرها من العلوم والصناعات المختلفة.

يذكر أن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية هي من قامت بترشيح المشاركين في المعرض، وقامت بدعمهم بناء على أسس تنافسية.

وبحسب بيان الأكاديمية المنشور بتاريخ 4 أبريل/نيسان الجاري، أعرب رئيس الأكاديمية الأستاذ الدكتور محمود صقر عن سعادته بالنتيجة والتي أسفرت عن فوز 9 مبتكرين من الفريق المصري عن 8 ابتكارات، وفوز جميع المصريين المشاركين الذين دعمتهم الأكاديمية وهم من تم اختيارهم من بين المتقدمين على موقع الأكاديمية بطريقة عادلة للمشاركة في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2022.

وأعرب الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة عن سعادته بهذه النتائج التي تبعث على الفخر، مؤكدا أنه تم اختيار أفضل المتقدمين لتمثيل مصر في هذا المعرض المهم طبقا للمعايير المعلنة.

سخا سوبر 300

بلغت مساحة الأرز المقنن في آخر موسم 2019 مليونا و76 ألف فدان، بعد ارتفاع المساحات المتاحة عقب استنباط سلالات موفرة للمياه، مقابل 724 ألف فدان فقط خلال 2018.

وتستهدف وزارة الزراعة المصرية زيادة حجم مساحات أرز الجفاف "منخفض استهلاك المياه"، بعد ظهور نتائج إيجابية لأصناف التقاوي الجديدة التي تمت الاستعانة بها في الزراعة، والتي تتميز بارتفاع الإنتاجية وتوفير استهلاك المياه.

وتستنبط مصر السلالات الجديدة تحسبا لعدم سيطرة صنف بعينه على المساحات المزروعة.

ووضعت وزارتا الزراعة والري حلا لمشكلة نقص المياه بخفض مساحة الأرز إلى أقل من مليون فدان، مما أدى إلى اتجاه الحكومة لاستيراد كميات من الخارج، ثم استنبطت محطة بحوث سخا في محافظة كفر الشيخ (من محافظات دلتا النيل) التابعة لمركز البحوث الزراعية أصنافا جديدة توفر ثلث المياه التي يستهلكها الأرز التقليدي.

والابتكار الجديد الفائز بالميدالية الذهبية الوحيدة التي حصلت عليها مصر هو ابتكار تطبيقي لاستنباط صنف أزر "سخا سوبر 300" الذي يتحمل ندرة المياه لفترة تتراوح بين 8 و10 أيام، ويتحمل الظروف المناخية المعاكسة، بالإضافة إلى الملوحة حتى 4 آلاف جزء من المليون.

ولا تستطيع الأصناف العادية الاستمرار دون ماء، فيما يختلف أرز الجفاف عن الأرز التقليدي في ما يخص حجم إنتاجيته ومعدلات استهلاكه للمياه، ويستهلك 4 آلاف متر مياه للفدان مقابل 6 آلاف للنوع التقليدي، ويحقق إنتاجية تبلغ 5 أطنان للفدان مقابل 4 أطنان فقط للنوع المتعارف عليه.
إشادات واسعة

بدوره، أشاد رئيس مركز البحوث الزراعية الدكتور محمد سليمان بفوز الدكتور حمدي الموافي بالميدالية الذهبية، وتقدم بتهنئته لدوره في الإبداع العلمي الزراعي لخدمة أهداف البحث العلمي التطبيقي في مجال الأصناف الجديدة من الأرز، في ظل ما تواجهه البلاد من محدودية الموارد المائية وضرورة استنباط أصناف تواجه هذه التحديات.

وقال سليمان -في تصريحات صحفية– إن فوز الموافي بهذه الجائزة لمحصول الأرز هو تأكيد على نجاح مركز البحوث الزراعية في خدمة البحوث التطبيقية التي تخدم أهداف الدولة المصرية، ويرسخ لأهمية العمل العلمي الجماعي من خلال التعاون العلمي والبحثي بين مركز البحوث الزراعية وأكاديمية البحث العلمي لنشر الأصناف التي يتم استنباطها بمعرفة علماء مركز البحوث الزراعية، والذي انتهى لنجاح مصري فريد على المستوى الدولي.

من جهته، قدم وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير التهنئة للموافي، واعتبر فوزه إنجازا جديدا يضاف إلى رصيد علماء مركز البحوث الزراعية في وزارة الزراعة.

وقال الوزير في تصريحات صحفية إنه تواصل مع الموافي لتهنئته بهذا الإنجاز العلمي المتفرد، مؤكدا أن الوزارة تولي البحوث التطبيقية اهتماما كبيرا وتوفر لها كافة أوجه الدعم.

وأشار إلى أنه سوف تتم الاستفادة من هذا الابتكار والتوسع في تطبيق زراعة صنف الأرز الجديد الذي يسهم في زيادة الإنتاجية وترشيد استهلاك المياه.

ويتوقع أن تساهم الأصناف الجديدة للأرز بشكل كبير في تحمل ظروف ندرة المياه التي تعاني منها مصر حاليا، وأن تساعد على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز المصري عالي الجودة.