Akhbar Alsabah اخبار الصباح

سخرية المصريين من شخصية السيسي في أولى حلقات الاختيار 3

الممثل ياسر جلال أثارت الحلقة الأولى من مسلسل «الاختيار 3»، سخرية واسعة مع ظهور شخصية عبدالفتاح السيسي بالمسلسل، والتي يجسدها الممثل ياسر جلال.

«ملامح الحلقة الأولى»

وسريعا مع أحداث الحلقة الأولى، ظهرت شخصيات عسكرية وأخرى من جماعة الإخوان المسلمين، من التي كانت محور الأحداث بمصر منتصف 2012، مع فوز الرئيس الراحل محمد مرسي بحكم البلاد، وحتى منتصف 2013، وانقلاب قائد الجيش عبدالفتاح السيسي عليه.

وإلى جانب تقديم ياسر جلال شخصية السيسي، وظهور صبري فواز بدور مرسي، فقد مثّل أحمد بدير، شخصية المشير حسين طنطاوي، قائد الجيش ورئيس المجلس العسكري إثر ثورة يناير، فيما جسد الممثل خالد الصاوي، شخصية نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر.

المسلسل الذي يضم أحمد عز وأحمد السقا، ومن تأليف هاني سرحان وإخراج بيتر ميمي وإنتاج الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية»، والمنتج تامر مرسي، ظهر بحلقته الأولى الممثلان كريم عبدالعزيز ومحمد رياض بدور قياديين في جهاز أمن الدولة.

وفي الحلقة صور المخرج بيتر ميمي، صورة الصراع القائم بين جماعة الإخوان المسلمين وبعض قيادات جهاز أمن الدولة، إلى جانب ما ادعاه حول ضغوط مارستها الجماعة -شكلت ذراعها السياسية حزب «الحرية والعدالة» الحكومة حينها وفقا للدستور- على المشير حسين طنطاوي كي يدفع الجيش أموالا للحكومة.

كما أنه عرض مشهدا عن اجتماع لقيادات الإخوان بينهم خيرت الشاطر وعصام العريان، زعم فيه أنهم قرروا إبعاد طنطاوي من منصبه كوزير للدفاع وتعيين رئيس المخابرات الحربية حينها اللواء عبدالفتاح السيسي، كونه متدينا وزوجته محجبة.

وحول ظهور ياسر جلال بشخصية السيسي، وتوقيت عرض المسلسل وظهور شخصية السيسي في توقيت يعاني فيه الشعب من الغلاء ومن تراجع شعبية الأخير بالشارع، قالت الكاتبة الصحفية مي عزام: «لم يكن قرارا حكيما أن يتم التعرض لدور الرئيس السيسي، أثناء وجوده في الحكم بمسلسل تلفزيوني».

عزام، أضافت في حديث صحفي: «فمن الصعب جدا عرض دور أي شخصية سياسية بحيادية وتجرد وهو في سدة الحكم».

وتابعت: «كما أنه ستحدث مقارنة بين ما يشاهده المشاهد على الشاشة وبين ما يراه في الواقع، وسيكون هناك بالتأكيد مواقف يكون الاختلاف فيها كبيرا بين هذا وذاك»، مشيرة إلى أن «هذه النقطة ليست في صالح الرئيس السيسي، أو أي شخص في مكانه».

الصحفية المصرية استدركت قائلة: «ولكن على ما أعتقد فإن المسلسل عودة للمشروع السينمائي القديم المعروف باسم (سري للغاية)، والذي جسد فيه الممثل أحمد السقا دور السيسي».

ولفتت إلى أن الفيلم، «كان يوثق للفترة بين ثورة يناير 2011 إلى يونيو 2013، وكان من تأليف الكاتب وحيد حامد، وقيل إن الرئيس السيسي لم يقتنع بأداء أحمد السقا لشخصيته».

وبشأن ما ظهر على وجه ياسر جلال من تعبيرات أثارت سخرية عبر مواقع التواصل، فتعتقد عزام، أن «المسلسل يلاقي موافقة من الرئيس السيسي، رغم أنني شخصيا أعتقد أن هذا القرار ليس في صالح مؤسسة الرئاسة».

«صناعة تاريخ مغاير»

وقال السياسي المصري مجدي حمدان موسى، إن «العمل الدرامي يصور فترة أبطالها ما زالوا في مواقع مسؤولية، ومن غير المعقول واستحالة أن يبقى متحيزا بصورة قليلة».

وأضاف: «وبالتالي سيكون به الكثير من الادعاء بغير الحقيقة؛ ترضية لأبطال العمل الفعليين».

ويرى موسى، أن «العمل الدرامي التاريخي يُفترض أن يُلقي الضوء على حقبة مضت وأبطالها إما فارقوا الحياة أو على الأقل تركوا مواقع المسؤولية، أو أن هناك محاكمات جارية لأطراف في المشهد، ما يصنع حالة من التجني أو التعاطف، ويصنع تأثيرات تخرج عن إطار الحياد».

وتساءل: «لماذا لم يخرج أي عمل درامي عن فترة حسني مبارك، مع أنها كانت حقبة طويلة جدا، ومليئة بأحداث متشعبة وأكبر، ومعظم المسؤولين خارج إطار المسؤولية ولا دور فعليا لهم؟».

ويعتقد أن «هذا ليس توثيقا أو إحياء لبطولات للتذكير بها، بقدر ما هو محاولة لصناعة تاريخ مغاير للتاريخ الفعلي، أو تجميل له».

«توقيت خاطئ»

وانتقد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المسلسل وظهور بعض الشخصيات الأمنية بصور الملائكة التي لا تخطئ، كما أنهم رأوا أن توقيت عرضه الآن غير مناسبة ولن يحقق الهدف من المسلسل.

وقال البعض إن هذا العمل بهذه الطريقة كان يمكن أن يقدمه قبل 6 أعوام، مشيرين إلى أن المصريين الآن وصلوا لمرحلة النهاية مع النظام، وأن عرض المسلسل بهذا التوقيت جاء بنتيجة عكسية مع الكثيرين ومن أول حلقة.

وطالب الفنان عبدالفتاح شبانة بصناعة مسلسلات تتبنى مشروعات وطنية بدلا من أن تدافع عن السيسي الذي يبيع أرض الوطن ويرهن إرادتها السياسية في أيدي أعدائها، ويلتقي مع رئيس كيان غاصب محتل خلف الكواليس، ويتنازل عن حقوق بلده في شريان حياتها وثرواتها.

من جانبه، قال الكاتب الإعلامي المصري محمد السطوحي: «من الواضح مع بداية المسلسل الجديد بطاقمه المختلف ودعايته المباشرة، أننا لا نتحدث عن بشر ولكن عن ملائكة، إذا أضفت لذلك سوء توقيت إذاعته فإن تحقيق أهدافه يصبح أمرا مشكوكا فيه».

وانتقد الإعلامي أسامة جاويش تجسيد ياسر جلال رغم أنه ضخم الجثة، لشخصية السيسي الضئيلة بالمقارنة بالممثل الشاب، مشيرا إلى أن السيسي أراد أن «يعطي نفسه هيبة لا يملكها».

وأشار الإعلامي حسام الغمري، إلى أن منع السيسي عرض فيلم «سري للغاية» لأن أداء أحمد السقا لم يرضه، يؤكد أنه وافق على عرض الاختيار ورأى تعبيرات وجه ياسر جلال المضحكة.

وقارن الغمري، بين أداء الفنان إسماعيل ياسين في فيلمه الشهير «إسماعيل ياسين في الأسطول»، وبين أداء ياسر جلال لشخصية السيسي.

بعض المتابعين أيضا، انتقدوا طريقة صبري فواز في تناول شخصية مرسي، والتي سخر فيها من تعبيرات وجه الرئيس الراحل، بطريقة مهينة، مؤكدين أن المسلسل أعاد إحياء ذكراه، وأطلق العشرات سيلا من الدعوات بالرحمة له.

وقال الناشط عاطف الإسكندراني: «بعد 9 سنوات من توليه حكم مصر و3 سنوات على وفاته يقومون بعمل مسلسل لتشويه صورة الرجل»، مؤكدا أن «هذا يثبت أن الدكتور مرسي حاضر، وإن مات جسده فهو درس في الشرف والأمانة والوطنية وقبل كل شيء الدين».

لكن الكاتب الصحفي سمير العركي، رأى أن «أي مقارنة الآن بين السيسي والرئيس مرسي هي في صالح الأخير، فعلى مدار شهر كامل سيُعيد المصريون مليا التفكير في اختيارهم وستكون فرصة للترحم على الرجل الذي مضى إلى ربه مظلوما».

وعلى نفس المنوال أشار حساب «چيفارا» عبر «تويتر»، إلى تراجع شخصية السيسي، لافتا إلى أن «90% من الشعب المصري الآن يكرهون السيسي»، معتبرا أن «هذا المسلسل نهاية ياسر جلال الفنية».
سياسة | المصدر: رصد | تاريخ النشر : الاثنين 04 إبريل 2022
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com