Akhbar Alsabah اخبار الصباح

روسيا وبيلاروسيا تجريان تدريبات بالذخيرة الحية قرب أوكرانيا

دريبات بالذخيرة الحية قرب أوكرانيا أجرت قوات من روسيا وبيلاروسيا تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من حدود أوكرانيا، في وقت تتبادل فيه موسكو والغرب اتهامات بالتصعيد، في حين أعلنت الصين دعمها لروسيا في نزاعها الراهن مع الغرب.

ونشر وزير دفاع بيلاروسيا فيكتور خرينين صورا من التدريبات يظهر فيها جنود يهبطون بالمظلات على الأرض، وطائرات مقاتلة في السماء، وجنود ينزلون من مروحية بأسلحتهم، ودبابات تطلق النيران وتقوم بتحركات للمناورة.

وهذه التدريبات في قاعدة برست العسكرية غربي بيلاروسيا -على مقربة من الحدود مع أوكرانيا وبولندا- تسبق مناورات مشتركة بين القوات الروسية والبيلاروسية بين 10 و20 فبراير/شباط الجاري.

واطلع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو -الذي يزور بيلاروسيا حاليا- على التحضيرات الجارية لإطلاق المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين، التي ستنطلق في بيلاروسيا الخميس المقبل، ولاحقا التقى الوزير الروسي رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.

من جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن الوحدات الأمنية الأوكرانية تراقب عن كثب المناورات المشتركة التي قد تجريها روسيا مع بيلاروسيا.

وأكد ريزنيكوف أن بلاده لا تخطط لأي استفزازات ضد بيلاروسيا، وكانت كييف نفت اتهام مينسك لها باختراق الأجواء البيلاروسية بواسطة طائرة مسيرة.

وقال وزير الدفاع الأوكراني إن عدد الجنود الروس على تخوم أوكرانيا، بما في ذلك بيلاروسيا، وما وصفها بالأراضي المحتلة المؤقتة في شبه جزيرة القرم ومنطقة دونيتسك ولوهانسك، يقدر حاليا بحوالي 115 ألف جندي.

أسلحة أميركية

وفي السياق، أعلن ريزنيكوف وصول شحنة أسلحة أميركية إلى العاصمة كييف، وهي سابع شحنة في غضون أسبوعين والثالثة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأوضح أنها تتكون من 85 طنا من الأسلحة والذخيرة وقاذفات القنابل اليدوية، ووصف وصول الشحنة بالخبر السار، قائلا إن إرسال الأسلحة إلى كييف يجب أن يستمر.

وأوضح أن كمية الأسلحة التي تسلمتها كييف من واشنطن وصلت إلى نحو 600 طن تشمل صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، وتحدث عن تسلم كييف ذخيرة وأسلحة من بريطانيا شملت صواريخ مضادة للدروع من طراز "إن لوو".

تحركات كبيرة

وبالتزامن، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ -أمس الخميس- إن تحركات كبيرة للقوات الروسية باتجاه بيلاروسيا حدثت في الأيام القليلة الماضية.

وأضاف ستولتنبرغ أن الانتشار العسكري الروسي على مقربة من أوكرانيا هو الأكبر منذ الحرب الباردة.

وتوقع أن يشمل هذا الانتشار 30 ألف جندي، وقوات عمليات خاصة، وطائرات مقاتلة من طراز "سوخوي 35″، وأنظمة دفاع جوي من طراز "إس-400″، وصواريخ "إسكندر" القادرة على حمل رؤوس نووية.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن روسيا حشدت نحو 100 ألف جندي معززين بالمدرعات والصواريخ على حدود أوكرانيا استعدادا لمهاجمة الأخيرة.

لكن موسكو تنفي ذلك وتعتبره محض دعاية، وتتهم الغرب -في المقابل- بتهديد أمنها بالتوسع شرقا عن طريق السعي لضم أوكرانيا لحلف الناتو.

وفي السياق، اتهم المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف -أمس الخميس- الولايات المتحدة بتأجيج التوتر عن طريق نشر عدة آلاف من جنودها بشرق أوروبا.

ذريعة للغزو

وقد أعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان أن لدى واشنطن معلومات استخبارية تشير إلى تحضير روسيا لفبركة مخطط يتيح لها ذريعة لغزو أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي إن واشنطن تعتقد أن الروس يخططون لشن هجوم وهمي ينسب للجيش الأوكراني ضد السيادة الروسية.

وأضاف كيربي أنهم يعتقدون أن روسيا ستنتج مقطع فيديو دعائيا، الذي سيشمل جثثا وممثلين وصورا للمواقع المدمرة.

بيد أن سفارة روسيا في الولايات المتحدة ردت في بيان -نشرته على موقع فيسبوك- بالقول إن واشنطن، بدلا من أن تركز على جوهر مخاوف موسكو، تنخرط فيما وصفتها بنظريات المؤامرة.

وأضافت السفارة الروسية أن المجتمع الدولي يتذكر ما قام به الأميركيون من "تزوير" من أجل تدخلاتهم العسكرية في جميع أنحاء العالم.

دعم صيني

في هذه الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة في بكين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصل اليوم الجمعة إلى العاصمة الصينية بكين، حيث يجري مباحثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ قبل حضور حفل افتتاح دورة الألعاب الشتوية الأولمبية.

واستبقت الصين لقاء الرئيسين بتأكيد دعمها لروسيا في نزاعها الحالي مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

فقد قالت الخارجية الصينية عقب محادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني، وانغ يي، إن الصين أعربت عن تفهمها لموقف روسيا ودعمها له على الصعيد الأمني بخصوص علاقة موسكو مع الولايات المتحدة والحلف الأطلسي.

وأضافت الوزارة أن لافروف ووانغ ناقشا خلال اجتماعهما في بكين -أمس الخميس- أزمة أوكرانيا وكوريا الشمالية وأفغانستان ونسقا مواقفهما.

وتابعت الخارجية الصينية أن الوزيرين الصيني والروسي عارضا بشكل مشترك "تسييس" الرياضة، وأي محاولة لخلق مواجهات بين المعسكرات والتكتلات الدولية.

وتؤكد موسكو أن بكين تدعم مطالبة روسيا الولايات المتحدة والحلف الأطلسي بضمانات أمنية.

اتصالات دبلوماسية

في تطورات دبلوماسية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة في كييف بأن ‏الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ‏أجرى -أمس الخميس- اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال زيلينسكي -عبر حسابه على موقع تويتر- إن الحوار مستمر مع ماكرون لمواجهة التحديات الأمنية وتكثيف عملية السلام ضمن صيغة النورماندي.

من جهته، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية -هي الثالثة خلال أسبوع- مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بمبادرة من الجانب الفرنسي.

وقال الكرملين إن الرئيسين تابعا في اتصالهما الحوار الموضوعي حول الوضع في أوكرانيا والمسائل المتعلقة بالمبادرة الروسية لتطوير ضمانات قانونية طويلة الأجل لأمن روسيا.

وقد أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيزور روسيا وأوكرانيا يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.

وفي كييف، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -أمس الخميس- دعم بلاده لسيادة أوكرانيا ووحدة ترابها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

وأبدى أردوغان -في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني- استعداد بلاده لاستضافة محادثات بين أوكرانيا وروسيا لحل الأزمة.

على صعيد آخر، وقع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس في واشنطن مع نظيره السلوفاكي إيفان كورشوك اتفاقية تعاون دفاعي بين البلدين.

وقال بلينكن -خلال مراسم التوقيع- إن هذه الاتفاقية ستسهل على جيشي البلدين التنسيق بشأن الجهود الدفاعية كإجراء التدريبات المشتركة، كما ستمهد الطريق للولايات المتحدة لدعم جهود سلوفاكيا لرفع مستوى قدراتها الدفاعية.

من جهته، قال وزير الخارجية السلوفاكي كورشوك إن الوجود الأميركي في أوروبا أمر حيوي، وشدد على استعداد حلف الناتو للدخول في حوار حقيقي مع روسيا للسعي إلى نتائج بناءة، على حد تعبيره.

ويجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -اليوم الجمعة- محادثات مع نظيره البولندي زبيغنيو رام الذي يشغل أيضا منصب رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الجمعة 04 فبراير 2022
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com