Akhbar Alsabah اخبار الصباح

تغييرات إعلام المخابرات أثبتت فشل أجندة الانقلاب في تغيير وعي الجماهير

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية اعتبرت ورقة علمية أن أبرز ما تحويه التعديلات الشكلية والجوهرية في شكل الشركات الإعلامية المخابراتية، هو إدراك النظام فشله أمام بعض الوسائل الإعلامية محدودة القدرات المالية والفنية، في اجتذاب المشاهد المصري والعربي وتعديل وعي الجماهير، التي باتت ملتصقة بالقنوات التي تنحاز لقضايا الشعوب، وليس الدعاية للنظم التي تُذيق الشعوب ويلات القهر السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي.

بديل ماسبيرو
وقالت ورقة بعنوان "انعكاسات الفساد المالي بـ"الشركة المتحدة" على الخارطة الإعلامية المخابراتية بمصر" التي نشرها موقع "الشارع السياسي" إن التغييرات في هياكل الشركات الإعلامية المخابراتية، كمحاولة لإيهام الغرب أن ثمة انفتاح وتعددية في الإعلام المصري، يجري تسويق ذلك أمام الضغوطات والمطالب الدولية بفتح المجال العام،وتوسيع دور المجتمع المدني وقواه.

وتبنت الورقة ترجيحات الكاتب الصحفي قطب العربي، مؤسس المرصد العربي لحرية الإعلام، الذي قال:" إن إعلان الشركة المتحدة عن تحقيق أرباح بقيمة 260 مليون جنيه من دراما رمضان، لا أساس لها من الصحة وهذه التصريحات تأتي تزامنا مع طرح أسهم الشركة في البورصة في محاولة لتجميل صورة الشركة، متوقعا أن تحل الشركة محل اتحاد الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو” قريبا.
وهو ما يفسر بحسب الورقة إتجاه الشراكة مع السعوديين، وأن ذلك للحصول على الأموال السعودية لتعويض الخسائر المليارية المحققة في القطاع الإعلامي والدرامي والفني المصري، وقعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، يوم 28 مايو الماضي، مذكرتي تفاهم للشراكة مع شركات سعودية خاصة في مجالات إعلانات الطرق، وتوزيع المصنفات الفنية، والدراما.

الحرث في الماء
وتوقعت الورقة أنه رغم التعديلات التي دخلت على الشكل والمضمون والتغييرات التي حدثت في هيكل “الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية”، على مستوى الأشخاص، والخطط الجديدة في المجال الإعلامي والفني الذي تمتلكه وتستحوذ عليه أجهزة المخابرات المصرية، إلا أن النتيجة ستبقى واحدة، وأي جهد إعلامي دون توافر المناخ والبيئة المناسبة لنجاح هذا العمل مثل الحرث في الماء.

وأوضحت أن الشركة المتحدة أُنشئت كأداة دعائية للانقلاب، وليس وسيلة إعلامية، إلا أن التغييرات تبقى مهمة الرصد والتحليل، لأن الشركة المتحدة ذراع لمحور إقليمي يضم مجموعة دول وتعبر عن سياسات هذه الدول التي تتوافق في سياساتها في هذا الجانب مع نظام الانقلاب؛ فالسعودية ،والإمارات، والبحرين تستخدم المال السياسي منذ عهد المخلوع مبارك في الإعلام المصري.

وأبانت أن "مجموعة السياسات التي تعمل عليها الشركة المتحدة تتوافق مع سياسات السعودية ،والإمارات ،والبحرين وفي مقدمة هذه السياسات تغييب الشعوب، وإلهائها، وعدم الدفع بأي شكل نحو تحولها إلى الوعي السياسي بالتحديات التي تواجه الأمة والمنطقة والشعوب العربية".


المال الخليجي

وقالت الورقة :"إن التغييرات تستهدف المال الخليجي، ومن علامات ذلك اختيار حسن عبد الله أيضا لعلاقاته الواسعة مع المستثمرين الخليجيين، لضخ مزيد من الأموال، لتعوض الخسائر الفادحة التي تكبدتها “المتحدة” في العامين الأخيرين، وغموض التصرفات المالية".

ونبهت الورقة إلى أن ذلك كشف تردي مستوى الأعمال الفنية ،وضعف التأثير الإعلامي، وتكرار شكاوى الفنانين والإعلاميين من الفساد المالي، وتأخر صرف المستحقات ،وتصنيفهم ،واستبعادهم لأسباب غير فنية واحتكار مجموعة محدودة من النجوم والمخرجين للأعمال.

وكشفت أن "اجتماعات ضباط بالمخابرات العامة في الأيام القليلة الماضية، بعدد من كبار النجوم ورجال الأعمال العاملين في مجال الإنتاج الفني، وبممثلين لنقابة المهن التمثيلية وروابط الكُتاب والفنيين"؛ كان لبحث أسباب تذمرهم من إدارة تامر مرسي للمشهد الفني في مصر، وشكواهم من تعامل ذراعه اليمنى حسام شوقي، المدير التنفيذي لـ"سينرجي" والمتورط حاليا في اتهامات بإهدار المال العام قيد التحقيق.

وأوضحت أن الاجتماعات شهدت تعهدات بفتح مجال أوسع للشراكة الفنية بين “المتحدة” والمنتجين الصغار، وتكليف النقابة والروابط المختلفة بوضع قواعد استرشادية لتوزيع الأعمال، تضمن تشغيل أكبر عدد من الفنانين وإعادة النظر في وضع المستبعدين والمحتكرين، على أن يتولى مهمة التنسيق مستقبلا رجل الأعمال والمنتج الفني الشهير كامل أبو علي، والذي ستكون له على الأرجح أسهم في “المتحدة” بشكلها القانوني الجديد.

الرقابة المالية

وأماطت الورقة اللثام عن تقديرات سياسية، من أن الكشف عن الخسائر المالية ،وإهدار المال العام في الشركة المتحدة، جاء في اطار حملة موسعة، بدأتها دوائر مقربة من السيسي، يناير الماضي، من خلالها قامت المخابرات العامة والأمانة العامة لوزارة الدفاع بحملة مراجعة دقيقة لجميع حسابات المشاريع الاستثمارية التي أُقيمت بأموال المخابرات والجيش، خلال العامين الماضيين، خلف واجهات مدنية، كان قوامها ضباط سابقين في الجيش والمخابرات والشرطة، أو أفراد أسرهم.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الاثنين 14 يونيو 2021
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com