Akhbar Alsabah اخبار الصباح

القوات الأميركية تبدأ اليوم الانسحاب من أفغانستان بعد 20 عاما من الحرب

القوات الأميركية تنسحب من أفغانستان بدأت الولايات المتحدة اليوم السبت سحب قواتها غير المشروط من أفغانستان بناء على أوامر من الرئيس جو بايدن، بهدف إعادة تحديد أولويات وزارة الدفاع الأميركية.

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل الجزيرة في أفغانستان نقلا عن مسؤول بوزارة الدفاع الأفغانية أنه تم البدء اليوم بعملية تسليم القواعد الأميركية في البلاد إلى الحكومة الأفغانية.

وقال مراسل الجزيرة في أفغانستان يونس آيت ياسين إن هناك تحفظا كبيرا على مجريات العملية نظرا لحساسيتها الأمنية.

وذكر أن البداية ستكون اليوم بتسليم بعض القواعد، مع استمرار جرد المعدات العسكرية، مشيرا إلى أن هذه المعدات ستُقسم إلى 4 أقسام، فبعضها سيتم شحنه للولايات المتحدة أو لبعض دول الجوار، في حين سيُسلّم بعضها للقوات الأفغانية، بينما سيتم إتلاف بعضها.

وبشأن مواقف الأطراف الأفغانية من العملية، ذكر المراسل أن طالبان سبق أن رحبت بقرار بدء الانسحاب، أما الحكومة فليست على قلب رجل واحد، فبعض أطرافها ترفض مغادرة القوات الأجنبية، بينما تعلن أطراف فيها أن عملية الانسحاب يمكن أن يكون مقدمة للمسار السياسي بين الحكومة وطالبان.

من جهته، قال مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني إن هناك شعورا في واشنطن أن الولايات المتحدة حققت النجاح المطلوب وانتصرت على ما تصفه بالإرهاب في أفغانستان.

وأشار إلى أن الرئيس جو بايدن كان قد تحدث قبل يومين أمام أعضاء الكونغرس، واعتبر أن ما وصفه بالانسحاب المنظم والمسؤول والشفاف من أفغانستان يمثل دليلا على ريادة الولايات المتحدة للعالم.

وأضاف أنه رغم أن بعض الأطراف في واشنطن تتحفظ على هذه العملية، وأن بعض المشرعين من الحزبين انتقدوا هذا التحرك خوفا من سقوط أفغانستان في وحل الحرب الأهلية؛ فإن بايدن كان حاسما وقرر البدء في عملية الانسحاب.

وكان الرئيس جو بايدن أعلن في 14 أبريل/نيسان الجاري أنه سيسحب قوات بلاده بشكل كامل من أفغانستان؛ لينهي بذلك أطول حروب الولايات المتحدة، على أن يكتمل سحب القوات بحلول الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر/أيلول القادم.

مفاوضات الدوحة
وبالتزامن مع بدء الانسحاب تُستأنف اليوم في الدوحة المفاوضات الأفغانية الأفغانية التي تهدف إلى التوصل إلى تسوية للوضع في أفغانستان.

وكانت كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وباكستان قد قالت إن اجتماع الدوحة بشأن أفغانستان ناقش سبل دعم المفاوضات الأفغانية الأفغانية، والتوصل إلى تسوية تفاوضية ووقف دائم وشامل لإطلاق النار.

وأضافت هذه الدول -في بيان مشترك نشرته الخارجية الأميركية- أنها تؤيد مراجعة إدراج كيانات وأفراد تابعين لحركة طالبان ضمن عقوبات الأمم المتحدة.

كما طالب البيان طالبان والحكومة الأفغانية بضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أمن أي دولة.

وعبّر عن دعم استمرار التفاوض بين الطرفين في الدوحة، وقدّر الدعم طويل الأمد الذي قدمته قطر لتسهيل عملية السلام.

كما أيد البيان جهود تركيا لاستضافة مؤتمر لكبار القادة الأفغان لتسريع المفاوضات.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم إن اجتماع أمس الجمعة في العاصمة القطرية ناقش مسألة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن الاجتماع ناقش كذلك رفع أسماء قادة الحركة من اللائحة السوداء.

من جانبه، قال الوفد الحكومي لمفاوضات السلام بين الأطراف الأفغانية في الدوحة إن أعضاء الترويكا الموسعة أكدوا أهمية عملية السلام بين الأطراف الأفغانية وضرورةَ تسريعها.

واشنطن حققت أهدافها
وفي سياق متصل، قالت كاثلين هيكس نائبة وزير الدفاع الأميركي إن واشنطن حققت أهدافها في أفغانستان وتمكنت من اجتثاث تنظيم القاعدة منها، وأضافت هيكس أن واشنطن ستواصل حماية مصالحها وستحمّل طالبان وأطرافا أخرى في أفغانستان مسؤولية الوفاء بالتزاماتهم، وفق تعبيرها.

وردا على سؤال عما إذا كانت وزارة الدفاع (البنتاغون) تأخذ في الاعتبار احتمال سقوط كابل بيد طالبان؛ قالت هيكس إن واشنطن تدرس جميع عمليات الطوارئ، ومستعدة لحماية مواطنيها وقواتها.

وأما مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، فقال إن قرار الانسحاب من أفغانستان اتُخذ بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وشدد على قدرة الولايات المتحدة على مواجهة أي تهديد "إرهابي" يستهدفها، وفق تعبيره.

انسحاب قوات الناتو
وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعلن في وقت سابق أنه بدأ الانسحاب من أفغانستان، مضيفا أن ذلك جاء بعد قرار الرئيس الأميركي جو بايدن إعادةَ قواته إلى البلاد، كما قال مسؤول بالحلف إن عملية الانسحاب ستكون منظمة ومنسّقة ومدروسة.

ورحّبت طالبان -في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني- ببدء انسحاب القوات الدولية من أفغانستان، معربة عن تفاؤلها بأن الانسحاب "سينهي الصراع" في البلاد. وذكرت الحركة أن وجود القوات الدولية كان السبب الرئيس للحرب في البلاد، لكن المقال لم يتطرق إلى عملية السلام الحالية.

وفي سياق ذي صلة، أفاد مصدر أمني في ولاية لوغر جنوب العاصمة الأفغانية بأن 25 مدنيا قُتلوا وأصيب 60 آخرون -معظمهم مدنيون- أمس الجمعة في تفجير سيارة ملغمة استهدف منزل رئيس مجلس ولاية لوغر السابق. وأوضح المصدر أن التفجير الذي وقع قبيل الإفطار أدى إلى تدمير المنازل والفنادق المجاورة له.

وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير؛ حَمّل بيان رئاسي حركة طالبان المسؤولية.
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : السبت 01 مايو 2021
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com