Akhbar Alsabah اخبار الصباح

السيسي يتخلى عن الصيادين المحتجزين في ليبيا

الصيادين المصريين المحتجزين في ليبيا نشرت صحيفة "المونيتور" تقريرا سلطت خلاله الضوء على آلام عائلات الصيادين المصريين المحتجزين في ليبيا وسط تجاهل تام من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي.

وقال التقرير الذي ترجمته "الحرية والعدالة" إن مصير 35 صيادا مصريا محتجزين في مصراتة لا يزال مجهولا مع تصاعد التوترات بين مصر وليبيا.

ونقلت الصحيفة عن رئيس نقابة الصيادين المصريين أحمد نصار قوله إن عائلات 35 صيادا مصريا تعيش في خوف منذ تسعة اشهر ولا تعرف مصير اقاربهم الذين اعتقلتهم حكومة الوفاق الوطني الليبية أثناء عملهم في المياه الإقليمية الليبية.

وفي مكالمة هاتفية مع "المونيتور"، أعرب نصار عن قلقه بشأن ظروف احتجاز الصيادين المحتجزين وسط تفشي الفيروس التاجي، وقال: "فقدت عائلات الصيادين الاتصال بهم في نوفمبر، وبعد البحث عن المعلومات، اكتشفنا أنهم محتجزون في سجن تورمينا الخاضع لسيطرة حكومة الوفاق الوطني في مدينة مصراتة الليبية، ولا علم لهم بالتهم الموجهة إليهم، إنهم يعملون وفقاً لعقود موثقة ودون انتهاك أي قوانين".

وكشف نصار لـ"المونيتور" أنه تم القبض على 35 صياداً من مختلف القرى والمحافظات المصرية، بينهم 13 من قرية صكاري بمدينة متبس بمحافظة كفر الشيخ، و7 من برج مغيزل، و15 من أبو قير بالإسكندرية. وقال إنهم طلبوا المساعدة من وزارة الخارجية المصرية والحكومة الأوسع، وأنهم اتصلوا بالقنصلية قبل أن يلتزموا الصمت.

وقد انتعشت الآمال مؤخرا بعد أن تمكن عدد من الأسرى من الاتصال بأقاربهم في مصر. وتحدث أحمد أبو شاهين إلى "المونيتور" عن عمل شقيقه في ليبيا وظروف اعتقاله، قائلاً: "كان أخي ممدوح من بين الصيادين المحتجزين الذين فقدنا الاتصال معهم [في نوفمبر]، غادر للعمل على متن قاربه في نوفمبر في مصراتة مع عدة رجال من البلدات والقرى المجاورة في كفر الشيخ، وبعد أن فقدنا الأمل في العثور عليه خلال الأشهر الماضية، تلقينا مكالمة منه ومن المجموعة معه لإنقاذهم من سجن تورمينا في ليبيا".

وقالت خضرات إبراهيم، والدة المعتقل وليد محمد إبراهيم، لـ"المونيتور" عبر الهاتف إن ابنها سافر إلى ليبيا للعمل على قارب صيد يملكه مع صديق ليبي، أثناء عملهم في ميناء مصراتة، اعتقلتهم قوات الأمن لعدم امتلاكهم وثائق العمل المطلوبة، التي كان الشريك الليبي يعمل على الحصول عليها.

وأضافت خضرات أنها لم تكن لديها أي معلومات حتى وقت قريب عندما اتصل بها ابنها البالغ من العمر 24 عاماً من مركز احتجازه، ولم تستغرق المكالمة سوى دقيقة واحدة قبل أن يأخذ أحدهم الهاتف الخلوي فجأة، وقال ابنها إنه في حالة صحية سيئة بسبب ظروف الاحتجاز اللاإنسانية، وأنه والمحتجزين الآخرين يتعرضون لسوء المعاملة، مضيفة أن المكالمة لم تكن مطمئنة .

وفي يونيو، تم الإفراج عن 23 مصرياً آخرين بعد أن أمر عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، وزارة الخارجية بالتعامل مع هذه المسألة، وكانت حكومة الوفاق الوطني قد احتجزت 23 صياداً بعد أن هاجمتهم جماعات مسلحة، يُظهر مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت مصريين محتجزين في غرب ليبيا على أيدي مسلحين، ويظهر المحتجزون وهم يرفعون أيديهم ويقفون على قدم واحدة.

وأعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق الوطني أن المتورطين في إساءة معاملة العمال المصريين قد اعتقلوا وسوف تتم مقاضاتهم، وقالت الوزارة إنها تعرفت على العمال المصريين الذين تعرضوا للاعتداء في هذه الجريمة وأنهم عادوا جميعاً إلى العمل بشكل طبيعي قبل إعادتهم إلى مصر، وأشارت إلى أنه سيتم الاستماع إلى شكاوى الصيادين وسيتم إجراء تحقيق في ما إذا كانت حقوقهم قد انتهكت.

بعد عشر سنوات من الثورة الشعبية التي أطاحت بالديكتاتور الليبي معمر القذافي، لا تزال ليبيا غير مستقرة وأصبحت ساحة معركة للميليشيات المسلحة التي تقاتل من أجل السلطة، وقد تدخلت القوى الإقليمية والدولية، وحولت البلاد إلى مسرح للصراعات الإقليمية والحروب بالوكالة.

وتصاعدت التوترات بين الحكومة المصرية وحكومة الوفاق الوطني، التي تدعمها الحكومة التركية بنشاط. كان هناك حديث عن تدخل عسكري مصري في ليبيا لدعم القوات الموالية للقائد العسكري الشرقي خليفة حفتر، بعد أن وافق البرلمان المصري على نشر الجيش المصري في الخارج في أعقاب تدخل تركيا لدعم الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس.

إن موقف مصر تجاه ليبيا يتشكل من خلال المصالح الأمنية والاقتصادية والمخاوف الأيديولوجية حول محاربة الإسلام السياسي، في الوقت الذي تعتبر فيه مصر أن حكومة الوفاق الوطني مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين.

وتعتبر الحدود الغربية لمصر مع ليبيا التي تمتد 1115 كلم مصدر قلق للسلطات المصرية دائما، ويمر العديد من مهربي الأسلحة والمخدرات المسلحين وكذلك أعضاء الجماعات الإسلامية المتطرفة.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأحد 23 اغسطس 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com