Akhbar Alsabah اخبار الصباح

لماذا يتعامل السيسي بكل هذا الكبر والعنجهية مع المصريين؟

رفع أسعار تذكرة المترو اللقطة الأهم في رفع أسعار تذكرة المترو للمرة الرابعة منذ 2017م لتصل من جنيه واحد إلى 10 جنيهات هو العنجهية المفرطة التي يتعامل بها الطاغية عبدالفتاح السيسي مع الشعب المصري؛ حيث بدا السيسي مزهوا مستكبرا غير مكترث بأوجاع وآلام الشعب ولا يعنيه سوى شيء واحد هو جباية المزيد من الأموال من جيوب الشعب المسحوق.

هذه العنجهية وذلك الكبر تجليا في تصريحات السيسي ومداخلاته أثناء افتتاح المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق صباح الأحد 16 أغسطس 2020م؛ حيث قال نصا: «لما أعمل حاجة حديثة تريح المواطن وتساعده وتليق به، متقوليش متغليش". ثم وجه السيسي كلامه لوزير النقل والمواصلات، كامل الوزير قائلًا "متقوليش زيادة 5% ولا 7% ولا حتى 10%، اعمل المظبوط يا كامل، أنا اللي بقول، عشان نقدر نعيش".

وراح الطاغية يزداد وقاحة مضيفا: «كل حاجة بثمنها، أو نقدم الدعم يعني اللي نقدر نتحمله"، ليرد كامل الوزير "في كل ما هو جديد زي ما حضرتك أمرت يا فندم"، ليعقب السيسي بالقول "جديد وقديم يا كامل». ما يعني أن السيسي كان قد أمر قبل ذلك برفع أسعار تذاكر الخطوط الجديد فقط لكنه أثناء الافتتاح عدل قراراه ليشمل الخطوط القديمة أيضا.

استجاب وزير النقل لتعليمات زعيم العصابة، وألغى تذكرة الــ3 جنيهات تماما، وباتت سعر أقل تذكرة مترو 5 جنيهات لكل 9 محطات. و7 جنيهات لكل 16 محطة ومن 10 إلى 12 جنيها لأكثر من 16 محطة. وهي الأسعار الجديدة التي بدأ العمل بها صباح اليوم الاثنين 17 أغسطس 2020م. معنى ذلك أن الأسرة المكونة من 5 أفراد والتي تقيم بشبرا لو أرادت أن تزور أقاربها في حلوان فإنها تحتاج إلى 120 جنيها ثمن تذاكر المترو فقط وقد كانت تدفع قبل 2017م 10 جنيهات فقط وبذلك فقد ارتفعت أسعار تذاكر المترو عليهم بنسبة 1200%!!

فهل وصل الحد بالسيسي إلى الأمان المطلق من غضبة الشعب والثقة المفرطة بأجهزته الأمنية وقدرتها على سحق الشعب بالحديد والنار إذا احتج رفضا لهذه البلطجة التي يمارسها النظام من خلال فرض الإتاوات والمزيد من الجباية ونهب أموال الناس بالباطل رغم الفقر المدقع الذي يعاني منه الغالبية الساحقة من المصريين والتي تصل إلى نحو 75% من المصريين؟ ألا يعلم السيسي أن عشرات الملايين سقطوا تحت خط الفقر في عهده الأسود؟ وأن ملايين أخرى سقطوا تحت خط الفقر بسبب تداعيات تفشي كورونا وتعليق النشاط الاقتصادي؟ فلماذا لم تجري الزيادة على تذاكر المترو في هذا التوقيت الحرج؟ بل لماذا تجري الزيادة من الأساس وقد جرى رفع سعر تذكرة المترو من جنيه واحد قبل 2017م لتصل إلى 3 جنيهات لكل تسع محطات و5 جنيهات لكل 16 محطة و10 جنيهات لأكثر من 16 محطة؟!

الأمر الآخر أن السيسي أوضح أن كل هذه المشروعات (العملاقة) تمت بقروض كبيرة، وبالتالي فإن الهدف من الزيادات المفرطة في أسعار المترو هو تحميل الشعب تكاليف الإنشاء من جهة، وتكاليف سداد هذه القروض الباهظة من جهة ثانية؛ معنى ذلك أن الشعب والفقراء منه على وجه الخصوص هم من يتحملون كل فاتورة هذه المشروعات من الألف إلى الياء وهم من يتحملون المعاناة الحقيقية؛ ورغم ذلك يصر النظام بسلطويته وقمعه المفرط على الضغط بشدة على المواطنين الذين باتوا غير قادرين على تحمل تكاليف الحياة مع الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء في مصر.

الأكثر مرارة أن الذباب الإلكتروني التابع للنظام وأجهزته الأمنية يبررون هذه الزيادة المفرطة بالمقارنة بين سعر التذكرة في القاهرة وسعرها في لندن أو باريس، وهي المقارنة المبتورة عمدا من أجل التضليل والتزييف ذلك أنها تقتضي في ذات الوقت المقارنة بين الحد الأدني للأجور والمرتبات في مصر "ألفي جنيه" والأدني للأجور في لندن "ألفي جنيه استرليني والتي تساوى نحو 45 ألف جنيه مصر".

من جهة ثالثة، جرى تكريم المؤقت عدلي منصور وأطلق اسمه على إحدى محطات المترو الجديدة التي جرى افتتاحها، وأشاد سفاح العسكر وزعيم العصابة بالدور العظيم الذي قام به منصور في أعقاب انقلاب 3 يوليو 2013م. والذي قام بدور "المحلل أو الكوبري" من أجل أن يمنح الطاغية شرعية صورية للزواج من مصر، متجاهلين أن الطلاق القسري باطل والزواج بالإكراه باطل بطلانا أبديا، وأن دور المؤقت (الكوبري) لا يحول الإجراء الباطل إلى إجراء مشروع مهما جرى من تزييف وتضليل.

يجهل السيسي وأجهزته الأمنية سنن الله في الخلق والناس والمجتمعات، ولا يدرك أنه يجري استدراجه، والسقوط مصيره الحتمي؛ لأن الظلم والطغيان لا يبنيان الأمم ولا ينهضان بالمجتمعات، والشعوب المقهورة لا تبني أوطانها بل الشعوب الحرة فقط هي القادرة على النهوض والتقدم وانظروا إلى العالم من حولكم فالشعوب الحرة فقط هي التي نهضت وتقدمت وبقيت الشعوب التي ترزح تحت الاستبداد في ظلام الجهل والتخلف. فهل هناك مؤامرة لكي تبقى مصر وجميع بلاد العرب تحت نظم مستبدة حتى تبقى متخلفة يتصارع الأخرون على نهب خيراتها وثرواتها بمباركة حكامنا المستبدين؟!
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الثلاثاء 18 اغسطس 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com