
بدأت في إسطنبول التركية، صباح الجمعة، محاكمة غيابية لـ20 متهما سعوديا بقتل الصحفي "جمال خاشقجي". ويجري النظر في القضية أمام محكمة العقوبات المشددة الـ11 في إسطنبول، وتأتي بعد نحو شهر من موافقة القضاء التركي على لائحة اتهام بحق 20 متهما سعوديا في القضية.
ويواجه المتهمون نظريا السجن المؤبد، إلا أن الآلية القضائية رمزية قبل كل شيء لأن لا أحد منهم موجود في تركيا.
وبدأت الجلسة بقراءة لائحة الاتهام المختصرة، واستمرت بالاستماع إلى أقوال المشتكية، خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي الراحل، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية بينها وكالة "الأناضول".
وقتل خاشقجي الذي كان ينشر في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالات ناقدة لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018 على يد سعوديين قدموا خصيصا من المملكة إلى تركيا لتنفيذ الجريمة.
ووجه مدعون عامون في تركيا اتهامات في وقت سابق لعشرين سعوديا، بينهم معاونان بارزان سابقان لابن سلمان، في ختام تحقيق استمر أكثر من عام.
وذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول في بيان وقتذاك، أنه جرى إعداد قرار اتهامي، تمهيدا لبدء محاكمة بحق المتهمين. ويشير القرار إلى أن النائب السابق لرئيس المخابرات العامة أحمد عسيري والمستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، هما المدبران لعملية اغتيال خاشقجي.
وكانت "جنكيز"، قد كشفت قبل أيام عن موعد الجلسة، التي يتوقع أن تحضرها أيضا "أنييس كالامار"، خبيرة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء.
وكتبت "كالامر" عبر تويتر، الأربعاء: "أنا في إسطنبول لدعم خديجة جنكيز وآخرين، الذين سيعاودون معايشة أحداث صادمة مع بدء المحاكمة الغيابية لقتلة خاشقجي".
وتقول أنقرة إنها خلصت إلى أن خاشقجي تعرض للخنق ثم قطع جسده من جانب مجموعة من السعوديين داخل القنصلية. ولم يعثر قط على جثمان الراحل، على الرغم من الدعوات التركية المتكررة للرياض بالتعاون في هذا الإطار.
وقامت السلطات السعودية بمحاكمة عدد من المتهمين بقتل خاشقجي، قالت إنهم توجهوا إلى تركيا لتنفيذ الجريمة من دون علمها. وصدرت قبل أشهر أحكام بالإعدام والسجن، في قضية أثارت إدانات دولية واسعة. ولم تعرف أسماء المتهمين رسميا، وجرت المحاكمة بعيدا عن وسائل الإعلام، وسط تشكيك بنزاهتها ومصداقيتها.