Akhbar Alsabah اخبار الصباح

حكاية الدكتورة آلاء شعبان التي اعتقلها العسكر

الطبية آلاء شعبان مع بدايات تفشي فيروس "كوفيد ــ19"، المعروف بكورونا، في مدينة ووهان الصينية منذ ديسمبر 2019م، حظيت قصة طبيب العيون الصيني "لي وين ليانج" بشهرة واسعة؛ لأنه أول طبيب حذر زملاءه من ظهور فيروس تاجي جديد. وبمجرد انتشار تحذيرات الطبيب الصيني حتى تدخلت شرطة ووهان واتهمت الطبيب بنشر شائعات لزعزعة استقرار البلاد وهددته بالحبس إذا لم يلتزم الصمت.

وبعد مرور شهر من تحذيرات الطبيب الصيني أصيب هو نفسه بالمرض، وحاولت السلطات الصينية في البداية التعتيم على أخبار تفشي الفيروس الجديد، ودفعت الجمهور إلى الاعتقاد بأنه «فيروس بسيط وتحت السيطرة»، كما فعلوا مع انتشار وباء السارس، إلا أنهم بعد بضعة أسابيع، كشفوا عن أن الفيروس سريع الانتشار، وأنه لم يكن بسيطا من البداية بل كان قاتلا.

مع تفشي العدوى، اعترفت الحكومة الصينية بصحة تحذيرات الطبيب الذي توفي لاحقًا بإصابته، وأكدت مؤسسات صحية عالمية أن الحكومة الصينية بقمعها للطبيب "لي وين ليانج" ضيعت على البشرية فرصة ثمينة للغاية لاحتواء فيروس كورونا، وأن الحكومة الصينية لو أخذت تحذيرات الطبيب مأخذ الجد لتغير مسار العدوى وتم احتوائها بدلا من تحولها إلى جائحة عالمية غزت جميع بلاد العالم دون استثناء، حتى أُصيب بها حاليا نحو 8 ملايين شخص توفي منهم نحو 450 ألفا.

حكاية الطبية آلاء شعبان

على خطى طبيب الصين، حظيت الطبيبة المصرية آلاء شعبان حميدة بتضامن واسع لاستمرار اعتقالها منذ شهر مارس الماضي، من مقر عملها بمستشفى الشاطبي التابعة لجامعة الإسكندرية لأسباب تتعلق أيضا بالتحذير من حالات اشتباه بكورنا.

خلال شهر مارس الماضي، كانت حكومة الانقلاب تنفي بإصرار وجود أي حالات اشتباه بكورونا في مصر، رغم التقارير الصادرة عن عواصم أوروبية تؤكد عودة سياح من مصر توا تأكدت إصابتهم بكورونا، وشنت الآلة الأمنية والإعلامية للنظام هجوما ضاريا على كل من ينشر حقائق انتشار الفيروس بمصر؛ حتى تم إلغاء تصريح مراسلة الجارديان البريطانية لأنها نشرت تقريرا تتوقع فيه بلوغ مستويات الإصابة بمصر نحو 19 ألفا حتى منتصف مارس استنادا إلى دراسة لجامعة كندية. كما تم اعتقال نشطاء بتهمة نشر شائعات حول إصابات بكورونا.

في مستشفى الشاطبي بالإسكندرية اشتبهت الطبية آلاء شعبان بوجود حالة كورونا في المستشفى، ويبدو أنها أبلغت مدير المستشفى الذي رفض الاعتراف بذلك، وأصر على إخفاء الحقيقة في مشهد يبدو أنه ترجمة حرفية للتعليمات الأمنية التي صدرت لجميع مديري المستشفيات وقتها.

لكن المخاوف من انتشار العدوى بين الطواقم الطبية والمرضى دفع إحدى الممرضات لاستخدام هاتف الطبيبة للإبلاغ عن حالة الاشتباه بالمستشفى؛ لكن مدير المستشفى وعميد الكلية أ. د ياسر الكسار اعتبر زميلته الطبيبة آلاء شعبان قد تعدت اختصاصاته وقام بإبلاغ الأمن الوطني عنه، واتهمها بنشر شائعات ووصفها بالإخوانجية، فاعتقلتها أجهزة السيسي الأمنية منذ مارس الماضي حتى اليوم.

المفارقة أن الصين اكتفت بتحذير طبيب العيون الذي حذر من العدوى وهددوه بالسجن ما لم يلتزم بالصمت؛ لكن أجهزة السيسي الأمنية لا تستخدم التهديد بل قامت على الفور باعتقال الطبيبة لمجرد أنها قامت بواجبها وما يمليه عليها ضميرها المهني.

الإذاعة الألمانية "دويتش فيله" سلطت الضوء على قضية الطبيبة آلاء شعبان حميدة، وقارنت بين قصتها وحكاية طبيب العيون الصيني، في تأكيد بأن خسائر البشرية من النظم القمعية تفوق بكثير خسائرها من أي شيء آخر. فالحرية حق والعدل أساس كل ملك؛ وإذا عصف بالحرية وأهدرت العدالة فإن الحياة تستحيل إلى غابة تحكمها قوانين الافتراس.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأحد 14 يونيو 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com