Akhbar Alsabah اخبار الصباح

هذه أسباب انهيار قوات حفتر

الهلال النفطي وسط ليبيا بخطى متسارعة وخلال أيام معدودة، انحسر وجود قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أكثر في غرب ليبيا، بعد سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني على المناطق التي كانت نتنشر فيها قوات حفتر غرب البلاد، وصولا إلى مشارف مدينة سرت شمال البلاد.

وتراجعت قوات حفتر مئات الكيلومترات عن طرابلس ومدن الغرب الليبية رغم الدعم السخي من عدة دول بينها روسيا وفرنسا والإمارات، مما ينبئ بفشل الحملة على العاصمة كما يقول متابعون.

ويرى محللون ومسؤولون حكوميون أن تطوير المعدات العسكرية الليبية بعد الاتفاقية الموقعة بين الحكومتين الليبية والتركية نهاية العام الماضي، ساهمت في تضييق الخناق على قوات حفتر ميدانيا على الأرض.

انهيار غير مفاجئ
وأكد الناطق باسم عملية بركان الغضب مصطفى المجعي أن انهيار قوات حفتر لم يكن مفاجئا، خاصة بعد إطلاق حكومة الوفاق عاصفة السلام نهاية مارس/آذار الماضي.

وقال المجعي " غرفة عملية بركان الغضب انتهجت إستراتيجية الاستنزاف وقطع إمدادات قوات حفتر، وصار أي إمداد من الوقود أو الأسلحة أو التموين يأتي إلى المنطقة الغربية يقصف مباشرة من قبل سلاح الجو".

ويعتقد المجعي -في تصريحه للجزيرة نت- أن الروح الانهزامية التي أصابت قوات حفتر بعد تخلي مرتزقة فاغنر عنهم، ساهمت في سقوطهم دراماتيكيا في أيام معدودة، رغم توفر العتاد والذخيرة اللذين عثرت عليهما قوات الوفاق في ترهونة والمناطق المحررة.

وأشار إلى أن الاتفاقية الأمنية الليبية التركية مكنت قوات الوفاق من تعطيل طيران حفتر فوق طرابلس، إضافة إلى ضرب الدفاعات الجوية والخطوط الخلفية لقواته.

واعتبر أن "صفحة حفتر ومشروعه الاستبدادي القادم من خلف الحدود يطوى بعودة سرت إلى سلطان حكومة الوفاق"، مشيرا إلى أن داعمي حفتر قد يبحثون عن بديل له.

عجز وتصدع

ومن وجهة نظر عضو المجلس الأعلى للدولة بالقاسم دبرز، فإن من أسباب تقهقر وتراجع مسلحي حفتر: العجز عن تحقيق أي تقدم على الأرض طوال الأشهر الماضية، مما تسبب في تصدع في الجبهة الداخلية.

وأضاف دبرز للجزيرة نت أن "السيطرة على مدن الساحل الغربي وتحرير قوات حكومة الوفاق قاعدة الوطية الجوية الإستراتيجية المهمة، كانت الضربة القاصمة التي أنهت أحلام حفتر".

وأوضح أن تحرير محاور جنوب طرابلس عجل ببسط السيطرة على مدينة ترهونة وانهيار قوات حفتر في مناطق أخرى، وتراجعها لأكثر من 450 كيلومترا.

الاتفاق الليبي التركي

وبدوره، يؤكد القيادي في الجيش الليبي العميد الطاهر الغرابلي أن من أكثر العوامل أهمية في انهيار قوات حفتر هو تعزيز القدرات القتالية لقوات حكومة الوفاق بعد الاتفاق الليبي التركي، وهو أمر لا يخفيه أحد.

وأردف قائلا "هناك تعزيزات قتالية من طيران مسير وعربات متطورة وأسلحة مختلفة أضيفت إلى قوات حكومة الوفاق، إضافة إلى إيمان شبابنا بالقضية التي يدافعون عنها وهي التي صنعت الفارق".

وصرح الغرابلي للجزيرة نت أن قوات حفتر هي عبارة عن مليشيات غير موحدة متعددة الجنسيات، وهو ما سبب ضعفا في قوتها وتماسكها وانهيارها سريعا، بعد الخلل في المواقع القتالية الدفاعية التي لم يستطع حفتر سدة فجوتها.

ويرى الغرابلي أن المهمة المقبلة لقوات الوفاق هي استغلال الظرف الذي تمرّ به قوات حفتر بالسيطرة على كامل الجنوب الليبي المهيأ الآن، إضافة إلى تحرير الجفرة والمناطق المحيطة.

واعتبر أن سرت هي مفتاح المنطقة الشرقية والخط الدفاعي القوي الذي تتحصن عنده مليشيات حفتر والجبهة الشعبية التابعة للنظام السابق، مشيرا إلى أن تحرير سرت يسهل العمليات العسكرية إلى مدينة أجدابيا شرقا.

خط دفاعي حصين

من جهته، أكد الخبير العسكري عادل عبد الكافي أن إرادة الجيش الليبي والوحدات المساندة في حكومة الوفاق على مدى أكثر من عام، في إقامة خط دفاعي لصد المرتزقة ومسلحي حفتر، ساهم في انتهاء العمليات العسكرية حول طرابلس.

وتابع قائلا "التطور في العلاقة بين الدولة الليبية والتركية أحدث توازنا سياسيا وعسكريا، بعد جلب بعض الأسراب من الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية المتطورة التركية، والتعامل باحترافية أكبر لاستهداف مواقع مسلحي حفتر".

وأوضح عبد الكافي للجزيرة نت أن الدول الداعمة لحفتر -وعلى رأسها الإمارات- فشلت في مجاراة القوة التركية، رغم وجود قوات إماراتية في قاعدة الخادم الجوية ومرتزقة فاغنر الروسية ومرتزقة تشاديين وجنجاويد وبعض المليشيات المحلية.

وأفاد عبد الكافي بأن طول خط إمداد حفتر من بنغازي شرقا إلى طرابلس، ساهم -مع طول مدة الحرب- في سهولة استهداف قواته وانكشافها لمئات الكيلومترات أمام الطيران المسير.

واعتبر أن آخر ورقة يغامر بها حفتر بعد دخول قوات الوفاق إلى سرت، هي إشعال الصراع على حقول وموانئ النفط الواقعة في منطقة الهلال النفطي وسط ليبيا.
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الاثنين 08 يونيو 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com