تداعيات حظر التجوال الجزئي على حياة المصريين

ما زلنا مع امتحان العالم بخصوص “كورونا المستجد”، الاسم الذي تحول أخيرًا في مصر إلى الحذر والحظر بعد موجة غريبة من السخرية والتندر.

حظر لحركة المواطنين من السابعة مساء إلى السادسة صباحا مع تعطيل حركة النقل والمواصلات فى هذا التوقيت، محاولة أخيرة لإنهاء حالة العبث مع التحذيرات والإجراءات الحكومية المعلنة لإيقاف زحف الفيروس، وإن كان بعض هذا العبث يبدو مصطنعا، حسبما رأى الكاتب الصحفي وائل قنديل، وتحديدا ما حدث فى مسيرات كورنا بالإسكندرية، فهي في رأيه صناعة نظام مشغول طوال الوقت باتهام الشعب وإظهاره فوضويًا وسفيهًا ليؤكد أننا لم نكن نحتاج لمثل هذه المساخر كي نصل لفقرة إعلان حظر التجول.

وبمناسبة ما حصل في الإسكندرية، يتساءل الفنان نبيل الحلفاوي: “امتى هنتعلم من تجاربنا؟ امتى هنبطل نعمم؟ امتى هنبطل سذاجة؟ السذاجة التى تجعلنا نفكر فيما حدث أمس كان عفويا. فلا هم إسكندرانية ولا كان الأمر عفويا على أي حال”.

“الأمر بين الهلع والاستخفاف”، حسبما يرى عالم الفضاء عصام حجي، فهما “وجهان لعملة واحدة هي الجهل بالأمور، فصحتك ليست مسئولية الدولة فقط بل هي مسئوليتك أنت أولا، مسئولية كل مصري متعلم نشر الوعي بين الناس فى هذه اللحظات الصعبة”.

وعن المسئولية أيضا جاءت دعوة مؤسس حزب الدستور، محمد البرادعى، كعادته للشباب “انتظموا واشتغلوا مع بعض النهاردة.. كل واحد مواطن فيكم مسئول بصرف النظر عن أى انتماء، وعوا أهلكم ومعارفكم ساعدوا المحتاج”، معيدا التذكير بشعارات الثورة “فاكرين قوتنا فى وحدتنا ومعا نستطيع!”.

“كل مصري اليوم هو جزء من منظومة مكافحة كورونا”، يقول وزير الشئون النيابية الأسبق محمد محسوب: “ليس فقط بالتقيد بقواعد حظر التجول ليلا، بل بضبط حركته فى حدود الضرورة خلال النهار، وبالتعاون بالتوعية وتقديم المساعدة لكبار السن وغير القادرين”.

لكن البعض غرد بعيدًا عن السرب، فاختار الغناء وسيلة لمواجهة الفيروس، وحث بعض الجمهور على عدم الخروج من البيوت، من بينهم الشاعر والملحن عزيز الشافعي، الذي نشر مقطع فيديو لأغنية باسم “شد اللحاف”، وقد استوحاها من أغنية “شد الحزام” للفنان الراحل سيد درويش.

أغنية تنضم إلى مجموعة من الأعمال التى غزت تطبيق “تك توك” كفرقة “إم تى إم” وأغنياتها “آه من كورونا”؛ للدعوة إلى بقاء الجمهور فى المنازل، والحرص على التغذية الجيدة لرفع مناعة الجسم كعنصر أساسي في مواجهة الفيروس .

أعلن رئيس الوزراء بحكومة الانقلاب، مصطفى مدبولي، فرض حظر التجوال من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا، وتطبيق عقوبات قانون الطوارئ على مخالفي الحظر.

وتضمنت القرارات حظر المواصلات العامة والخاصة خلال فترة الحظر، وتعليق معظم الخدمات العامة والحكومية، ومد فترة تعليق الدراسة لأسبوعيين إضافيين.

إلى ذلك قال مصدر مسئول بالهيئة الوطنية للصحافة، إن الهيئة تدرس حاليًا إصدار قرار بوقف طباعة جميع الصحف والمجلات بصفة مؤقتة فى إطار الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا أسوة بكثير من البلاد التى اتخذت القرار نفسه.

قناة “مكملين” ناقشت، عبر “قصة اليوم”، تداعيات أزمة كورونا وآخر القرارات التي اتخذتها حكومة الانقلاب للتصدي للفيروس.

وقال ياسر الهواري، الناشط السياسي، إن قرار حظر التجوال الجزئي الذي أصدرته حكومة الانقلاب خطة جيدة تأخرت كثيرا، مضيفا أنه ينبغي مراعاة العمالة غير المنتظمة والإفراج عن المعتقلين في قضايا الرأي .

وأضاف الهواري أن المواصلات العامة تمثل بيئة خصبة لانتشار كورونا، خاصة مترو الأنفاق، والذي يشهد كثافات كبيرة وتكدسًا من المواطنين، متوقعًا نجاح حكومة الانقلاب في فرض حظر التجوال على غرار ما حدث في ثورة 25 يناير.

واستبعد الهواري أن يكون تأخير فرض حظر التجوال نتيجة تخوف النظام من احتكاك قوات الجيش بالشارع.

بدورها رأت أسماء شكر، الناشطة الحقوقية, أن فرض الحظر الجزئي لن يحل الأزمة، وكان ينبغي الدفع بوسائل نقل إضافية لتقليل الزحام خلال الفترة الصباحية، مضيفة أن النظام لم يتمتع بالشفافية والجرأة لإعلان أعداد الإصابات الحقيقية، واستمر في تضليل الشعب.

وأضافت أنه في الوقت الذي أعلنت دول العالم استقبال حالات إصابة بكورونا قادمة من مصر، خرجت وزيرة الصحة تنفي ذلك، ورفضت اتخاذ إجراءات لحماية وتوعية المواطنين، مضيفا أنه يجب على المواطنين الاعتناء بسلامتهم وسلامة أسرهم دون الاعتماد على الحكومة .

وأوضحت أن الفترة المقبلة ستشهد تغيرات اقتصادية كبيرة على الشعب المصري، ويجب على الحكومة اتخاذ إجراءات للتقليل من تأثير هذه التغيرات، من خلال تقليل الأعباء على المواطنين وأصحاب المحال والمصانع والشركات.