
عقب ثورة يناير وخلال فترة حكم المجلس العسكري زار وفد مصري ممن أطلقوا على أنفسهم النخبة دولة إثيوبيا وكان لهم موقف غريب آنذاك إذ أعلنوا تأييدهم الكامل لبناء سد النهضة ورفضهم لأي محاولات مصرية تمت قبل ذلك او سوف تتم لإيقاف الدعم المادي لبناء السد .
كانت هدية سياسية لم تحلم بها إثيوبيا يوما ما من شخصيات مصرية محسوبة على ثورة 25 يناير، وكانت أيضا خيانة لمصر بكل ما تحمله الكلمة من معنى حتى أن رئيس الوزراء الأثيوبي حرص على استقبال الوفد بنفسه والتقاط الصور التذكارية معهم آنذاك ،وللعلم حتى هذه المرحلة لم تكن إثيوبيا قد تجرأت على وضع حجر واحد على مياه النيل الأزرق فضلا عن الشروع في إقامة السد.
كانت هذه الزيارة تمثل لحظة فارقة لاثيوبيا في طريق رغبتها للسيطرة على مياه النيل وبسط النفوذ الاثيوبي على مصر والسودان، والتقدم بخطوة ثابتة لتهديد الأمن القومي للبلدين.
فكان أول من منح الجرأة لاثيوبيا للشروع في بناء السد هم نخب ثورة 25 يناير، وضم هذا الوفد ثمانية وأربعون شخصية مصرية كان منهم على سبيل المثال لا الحصر: حمدين صباحي، هشام البسطويسي، عبدالحكيم جمال عبد الناصر، جورج اسحاق، سكينة فؤاد، زياد العليمي، خالد داود، بثينة كامل، مصطفى الجندى، السيد البدوى، محمد أبوالغار، وأخرين...
بعد هذه الزيارة ومع وصول الرئيس الشهيد محمد مرسي إلى السلطة بدأت إثيوبيا تتجرأ في الإفصاح عن نواياها والإعلان عن رغبتها في إنشاء السد حينها وقف الرئيس ليعلن ان المصريين سوف يفدون مياه نيلهم بدمائهم ورأى أن الوقت قد يكون مناسبا لكي تلتقي المعارضة على قضية واحدة مصيرية للشعب المصري فدعا أغلب المعارضة ورموز ٢٥ يناير للقاء معه والحديث حول حل الأزمة قبل ان تتفاقم او ان تشرع إثيوبيا في بناء السد وحينها انقسمت تلك المعارضة إلى فريقين:
الفريق الأول قرر مقاطعة اللقاء حرصا على استمرار دوره الإعلامي في تشويه الرئيس المنتخب و إستمرار ادعاء الأباطيل ضده
والفريق الثاني - ما عدا القليل منهم - قرر الحضور للتجسس على اللقاء ونقل تفاصيله إلى خارج الدائرة التي حددها الرئيس حرصا منهم على إفشال اي محاولة يقوم بها الرئيس محمد مرسي قد توقف بناء السد.
لا يمكن تفسير سلوك وأفعال النخبة التي فرضت نفسها على الأحداث بعد ثورة 25 يناير في ملف سد النهضة إلا أنه كان خيانة لمصر وكرها في رئيسها الذي إختاره الشعب.